الجمعة , مارس 29 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

رؤساء الجامعات: تقويم أم ماذا؟

الدكتور ذوقان عبيدات –

الأول نيوز –

إن من مسلمات العملية التربوية وغيرها أن تنتهي لعملية التقويم ختامي، وأن تتخللها عمليات تقويم بنائية مستمرة، كما أن انتقالات أساسية في عمليات التقويم صارت مطلوبة، فتحدث المربون عن التقويم بمعنى اتخاذ إجراءات تصحيحية، والتقييم بمعنى إعطاء حكم او قيمة لعمل ما.

كما اقنعنا خبراء القياس والتقويم على أن التقويم عملية تقديم تغذية راجعة تفيد المتلقي، وأن الهدف علاجي لا كيدي أو مصيري، وقال خبراء القياس أن التقويم ليس من أجل التعليم.

Assessment For Learning

بل التقويم هو عملية تعلم

Assessment As Learning

كما أن للتقويم اخلاقيات محددة مثل: أن لا يكون جهرياً علينا، وأن يحافظ على كرامة من يخضعون للتقويم، وأن يكون بهدف تحسين الأداء.

ما دفعني لهذه المقدمة ما حدث في تقويم وتقييم رؤساء الجامعات فقد حدد مجلس التعليم العالي معايير للتقييم، وهي معايير متنوعة ومتعددة، ولم تقتصر على رأي أعضاء الهيئات التدريسية والطلابية بالرئيس ولكن ما طفا على السطح هو هذا المعيار الأخير، وأرجو أن لا يكون هذا المعيار الأساس الوحيد لتقييم الرؤساء. طبعاً هناك كلام كثير يمكن أن يقال في مثل هذه العمليات، أو عن مدى موضوعيتها، والعوامل المناطقية والسياسية والعقائدية التي يمكن أن تؤثر على سلامة هذه العملية، لكن لن أدخل في عمليات جدلية، بل أثير أسئلة حول أخلاقيات العملية ومنطقيتها وعدالتها:

– كيف اخترتم رئيساً تفوق قبل سنتين على جميع منافسيه وأخضعتموه لتقييم حاسم في هذا الوقت القصير. فإما أن تكون معايير الاختيار خاطئة أو معايير التقويم نفسها خاطئة!

– وكذلك، فإن مجلس التعليم العالي قد اختار الرئيس ومجلس التعليم العالي هو الذي رفض الرئيس!!

هل هي مراجعة أو رجوع عن خطأ أم صحوة متأخرة؟

– من يسمح لهيئة أو شخص أو مجلس أن يقيم شخصاً بوزن رئيس جامعة وأن يعلن على الملأ أنه رئيس فاشل؟

– هل من قيّم أكثر جدارة فمن تم تقييمه؟

وما أدلتكم؟ وماذا لو اكتشفتم بعد سنتين أن عضو مجلس التعليم العالي ليس موضوعياً أو ليس مؤهلاً لإصدار حكم.

وأخيراً، هل تمت العملية بعدالة كاملة؟ أم كان هناك مسارب لإنقاذ بعض الرؤساء ومآرب لإفشال آخرين؟ وماذا يمكن أن نفسر إعطاء مهلة شهور ستة لآخرين؟ هل لم تكن السنتان كافيتين لتقييمه أم مجرد – والله لا أعرف –  الكلمة المناسبة أو لا أستطيع قولها!!

طبعاً، كل من في المجتمع يعرف كيف تختار الوظائف العليا _ رغم الإخراج الموضوعي لها_ كما أن كلنا يعرف كيف يتم التخلص منهم وأسباب ذلك!

قد يقول أحدهم: لا ثقة بالاختيار ولا ثقة بالتخلص ممن تختارون لكن ما هو واضح لا يحق لأحد أن يحكم على آخر بالفشل ولا يحق له أن يشهّر به!!

والمجتمع يعرف كيف تتم عمليات التقييم، وقد خضعت شخصياً لا للتقييم بل لأحكام تقيمية ممن أرفض أن يكونوا مقيّمين!

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

أجواء ربيعية دافئة اليوم وحالة من عدم الاستقرار الجمعة

الأول نيوز – يطرأ الأربعاء، ارتفاع على درجات الحرارة، وتكون الأجواء ربيعية مائلة للدفء في …