الجمعة , مارس 29 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

قصف سياسي متزامن للسعودية وكردستان و الهدف واحد

الدكتور ايمن سلامة –

 

الأول نيوز – تَبنت ميليشيات “أولياء الدم “الشيعية المدعومة من إيران مسؤوليتها عن الهجوم  الصاروخي الذي وقع صباح أمس في مطار  أربيل الذي تتواجد فيه القوات الأمريكية ، و هي المرة الأولى منذ ما يقرب من شهرين التي تستهدف فيها مثل هذه الصواريخ  منشآت عسكرية أو دبلوماسية غربية في العراق ،  و كانت  ميليشيات ” أولياء  الدم ” تهدد مرارا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعمليات هجومية تستهدف “الاحتلال الأمريكي للعراق”.

 و بالرغم أيضا من صعوبة الجزم بالتوصل للجهة المسؤولة عن ذلك الهجوم و بواعث و أهداف هذه  الجهة في ظل إخفاق الهيئات المعنية  في إقليم كردستان الكشف عن  الجهة المسؤولة عن الهجوم الصاروخي  المماثل لذات الهجوم في شهر أكتوبر من العام الماضي ، لكن يكاد يُجمع  المحللون المراقبون علي الدلالة المميزة لتوقيت الهجوم  وطبيعته ، و الذي يستهدف  بالأساس العسكريين الأمريكيين في المطار .

مقارنة بأقاليم العراق المختلفة تنعم  كردستان باستقرارها  السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ، بل أن معدلات  التنمية الاقتصادية و السياسية  و الازدهار في الإقليم تشهد دوما ازديادا مضطردا ، فمن شأن  مثل هذه الحوادث أن تشكل خطورة مداهمة بسلم و أمن الإقليم ، وربما يؤثر الحادث علي السلم والأمن في المنطقة برمتها كما أشار حاكم  الإقليم فضلا عن منظمة الأمم  المتحدة وفق مسؤوليها .

لا شك  أن السلطات الفيدرالية العراقية و السلطات المعنية في إقليم كردستان  قد أخفقتا في سد الثغرات و الفجوات الأمنية ذات المساحة  الكبيرة علي خطوط التماس بين الحدود الإدارية الجنوبية لإقليم كردستان و الحدود الإدارية الأخرى لمحافظات و أقاليم  التماس العراقي مثل كركوك وسنجار منذ عام 2017 ، فقد ظهرت فجوات أمنية كبيرة بين مواقع القوات الفيدرالية والبشمركة الكردية في المناطق المتنازع عليها ، مثل كركوك وسنجار ، وشكلت هذه  الفراغات الامنية  بيئة حاضنة ونطاقا رحبا لميليشيات و جماعات مسلحة إرهابية مثل داعش فضلا عن ميليشيات شيعية مدعومة من إيران ، فاستغلت  هذه الميلشيات و الجماعات المسلحة هذه الفراغات الخطيرة  وقامت بشن هجماتها ذات الصبغة و الرسالة السياسية علي القوات و المصالح الأمريكية .

يعتبر هذا الهجوم هو الخرق  الأول للهدنة التي أقرتها الميليشيات الشيعية الموالية لطهران في أكتوبر 2020 في سياق هجماتها  وتهديداتها المتواترة  للمصالح الأمريكية في العراق ،  في حين أن الهجمات التي استهدفت أربيل كانت نادرة ، حيث نفذت الميليشيات الشيعية الموالية لإيران عشرات الهجمات منذ خريف 2019 ضد منشآت عسكرية ودبلوماسية أمريكية ، وكذلك ضد قوافل عسكرية ، ولم  تذعن الولايات المتحدة الأمريكية لتلك الهجمات  المهددة لقواتها ومصالحها هي ومصالح حلفائها و أصدقائها في المنطقة كما تردد دوما الولايات المتحدة ، فكان الانتقام الأمريكي شديدا حين اغتالت الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد في 3 يناير 2020 ، فتوالت الهجمات التي شنتها الميليشيات الشيعية الأكثر ولاءً لطهران ، مثل كتائب حزب الله و عصائب أهل الحق ضد القوات و المصالح الأمريكية في العراق .

بالنظر للغياب الواضح في التنسيق بين الهيئات والمؤسسات التنفيذية في العراق و إقليم كردستان  ووجود بعض القوات والجماعات المسلحة خارج قيادة وسلطة الحكومة الاتحادية ، فقد زادتالتوترات في الإقليم الكردستاني في الآونة الأخيرة  ، لذلك أضحي ذك التنسيق لزامًا علي كافة  الهيئات و المؤسسات إن أرادت الأمن و الاستقرار في كل العراق .

إن  الهجمات الأخيرة المتزامنة علي مطاري أبها في المملكة العربية  السعودية ، وأربيل -كردستان يحملان رسائل ذات أهداف سياسية فيما يتعلق بالصراع الأميركي – الإيراني، ومحاولة اللعب بالورقة الأمنية ضد واشنطن لدفعها نحو تقديم تنازلات في أي مفاوضات مرتقبة  بشأن الملف النووي .

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة – أسماء

الأول نيوز – قدم رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمد مصطفى برنامج عمل الحكومة وقائمة التشكيل …