الجمعة , مارس 29 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

جديد تسوية النزاع المستفحل في سد النهضة

أيمن سلامة –

 

الأول نيوز – آل النزاع المستفحل علي سد النهضة الإثيوبي ، الذي تعددت مبارزاته ، و انسدت غير مرة آفاق تسويته علي مدار عقد من  الزمن، إلا و أن يشهد حدثا مرتقبا غير مؤكد ، وهوالمقترح السوداني – المصري بدعوة منظمة الأمم المتحدة والاتحاد  الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية إلي ذلك الماراثون التفاوضي الذي ترعاه منظمة الاتحاد الإفريقي منذ يوليو عام 2020 .

تُتَوج الوسائل غير التحاكمية أي غير الإلزامية لتسوية النزاعات باقتراحات أو توصيات غير إلزامية ، يتوقف مصيرها علي موقف أطراف النزاع منها ، فإذا رفضها أحد أطراف النزاع فقد قبول باقي الأطراف أي قيمة تجاه هذه الجهود التوفيقية غير القضائية .

جَلي أن الحلول التي تقدمها الوسائل غير التحاكمية لا تنطوي علي قرارات إلزامية ، طالما أن  النزاع لم يسوي نهائيا بقرار ملزم ، لكن القبول الاختياري للتسويةيمكن أن يدعم فاعلية الحلول غير الملزمة ، لأن  المقترحات غير القراراتية أي التي لا تتضمن ” قرار” لا تخلق شعور بعدم  الرضا ينجم عن خسارة القضية أمام القضاء أو التحكيم الدولي ، وبالتالي خسارة كل شيء .

أيضا فالحلول التوفيقية قيد يتم التوصل إليها نتيجة ضغوط سياسية و معنوية تمارس علي أطراف  النزاع لإقناعهم بضرورة تقديم تنازلات متبادلة ، ويصعب في مثل هذه الحالة أن يرفض أطراف  النزاع الحل  التوفيقي المقترح رغم افتقاده لطابع الإلزامية ، وكاد المقترح المشترك لوزارة الخزانة الأمريكية و البنك الدولي للإنشاء والتعمير في فبراير عام 2020 ، لاتفاق فني حول تشغيل و سد  النهضة  أن يدخل حيز النفاذ منذ عام ولكن  الانسحاب المفاجئ الإثيوبي قَوّض الجهود  الضخمة للدول  المتنازعة فضلا عن جهود الولايات  المتحدة و  البنك  الدولي .

في هذا  السياق ، سبق للبنك الدولي للإنشاء و التعمير، الوسيط الدولي ،  أن علّق مساعداته المالية علي توصل طرفي النزاع الهند و  الباكستان عام 1961 حين توسط البنك بينهما إثر نزاعهما حول تقسيم مياه نهر الأندوس .

يقيننا أن السودان ومصر توصلتا مؤخرا وبعد جهد جهيد إلي أن اختيار اللجوء لجهاز سياسي مثل منظمة  الأمم  المتحدة و الاتحاد  الأوربي فضلا عن القوة  الكبرى  الولايات المتحدة ، لسعي الدولتين إلي إضفاء الشرعية علي موقفهما أو الحصول علي دعم  الرأي  العام العالمي لهما .

صفوة القول ، يُعد تفضيل  الدول أطراف  النزاع اللجوء إلي إقناع الدول و المنظمات  الدولية السياسية أو الوكالات  الدولية المتخصصة  عندما يكون بعضها أو أغلبها متعاطفا معها، من المغامرة بمحاولة إقناع جهاز محافظ و حيادي مثل القضاء أو التحكيم  الدولي .

 

 

 

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 32333

الأول نيوز – أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الاثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في …