الخميس , أبريل 18 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

جودة التعليم في عمان الأهلية جواز سفر عابر للقارات

الدكتورة رهام زهير المومني –

 

الأول نيوز – عندما زرت كندا في عام 2010 ذهبت زيارة برفقة زوج أختي الى جامعة كالغيري العريقة في مقاطعة ألبيرتا، تجولت في أقسامها وساحاتها الخارجية التي كانت أشبه بجنة الله على الأرض، حيث العشب الأخضر يغطي الأرض والأساتذه يشرحون لطلابهم المحاضرات في الهواء الطلق ويضحكون مع طلابهم دون أن يفقد الأستاذ إحترامه ومكانته ودون إنتقاص لأهمية المادة العلمية والهدف الذي يسعون لتحقيقه، دخلت الى غرف العمليات والأقسام والمديريات فوجدت خلايا نحل وآليات وتقنيات وتكنولوجيا كانت كالحلم بالنسبة لي، تمنيت في ذلك الوقت أن نكون مثلهم في التقدم والإزدهار وإستخدام أحدث وسائل وأساليب التعليم التي كانت في ذلك الوقت،عُرض عليّ إكمال الدكتوراه ولظروف خاصة لم أستطع، فعدت إلى وطني أكملت دراستي إلى أن تخرجت وحققت حلمي وأصبحت دكتورة في جامعه متميزة عريقة لها من إسمها نصيب، فإن دخلتها شعرت أنك جزء منها، ولها من الهوية الوطنية ما يجعلك تشعر بالفخر والإعتزاز.

العديد من الطلاب في جامعة كالغيري وغيرها من الجامعات العريقة عادوا للأردن بعد إنهاء دراستهم، والذين كانوا يعتبرون من النخبة وعلى مستوى عالي من المعرفة، فإنضّمت هذه النخب العلمية إلى هيئات التدريس في الجامعات الأردنية وأرادوا نقل وتطبيق النماذج التعليمية في الجامعات التي دّرسوا فيها إلى الحزم والنماذج التعليمية الموجودة في الجامعات الأردنية، فقد كان لهم ما أرادوا بعد أن أعطتهم الإدارة الجامعية المساحة والدعم الذي ينبغي من أجل نقل وتطبيق هذه النماذج العلمية المتبعة في جامعة كالغيري كمثال.

ما زالت ذكريات تلك الزيارة تسكن ذاكرتي وكلما شعرت بالحنين لها أنظرحولى فأجد شبها كبيراً بين ما رأيت وتمنيت، وبين ما تم إنجازه في جامعة عمان الأهليه… فإن أردت النجاح ليس بالأمر الصعب أو المستحيل، ولكن أن تستمر فيه إلى ما لا نهاية هنا تكمن الصعوبة ويكون المصير.

قد لا يعجب البعض محتوى المقال ليس لأنه يحتوي على حقائق موثقه، إنما كما قال لي أحدهم  أنني أكتب عن عمان الأهليه لأنني أعمل بها، إذ يَعتبر البعض أنه مدح لها… وأنا أقول لما لا؟ أليس من حق الجامعه علينا أن نشكرها على هذه الأجواء الرائعه والإنجازات العظيمة المتتالية والنجاحات التي حققتها والتي جعلتنا جزء منها؟ أليس من المفروض أن نفتخر بما نعمل؟ فالنجاح لا يغطى بغربال مثلي مثل باقي الزملاء أعتز وأفتخر أنني أحد أعضاء هيئتها التدريسية.

حقيقة لن أوفي هذا الصرح العلمي الشامخ حقه بمقال قصير، لكن ما لفت إنتباهي في هذه الفترة القصيرة التي عملت فيها بالجامعه الكم الهائل من الإنجازات والتميز والعمل بطريقة منهجية وضمن أُطر تتواءم مع أهدافها وغاياتها ورؤيتها الإستراتيجية على مستوى الجامعة ككل، وما تم إنجازه على مستوى الكليات، فكلية الأعمال في جامعة عمان الأهليه تعمل بفن وتكتيك ذكي من طرح لتخصصات فريدة من نوعها مثل تخصص تكنولوجيا تحليل الأعمال…وما حصولها على شهادة الجودة المحليةإلا دليل كافي على تميزها، وحصولها على الأهليه (Eligibility) لشهادة الإعتماد الدولي AACSB بنصف الفترة الزمنية يعتبر سباق مع الزمن، مما زاد من رغبة الكلية بتميز أكبر وتقديمها لإعتماد دولي ثاني فريد من نوعه لدراسة الماجستير AMBA بعد أن أنهت الدراسات اللازمة على مستوى الكلية لهذا الإعتماد الذي سيعمل على تمييز برامج ماجستير كلية الأعمال ويضعها في الصفوة، فهو سيكون الأول من نوعه على مستوى الاردن والمنطقة، وتتقدم له الجامعات التي تصنف بأنها عملاقة، فكلية الأعمال التي تعمل ليل نهار تطبق معايير جودة التعليم وتوفر مواءمة التخصصات مع الإطار الوطني للمؤهلات، والكثير من الكليات في الجامعه ككلية الحقوق والصيدلة وتقنية المعلومات حصلت على شهادة ضمان الجودة بدعم مباشر من رئيس هيئة المديرين ورئيس الجامعه الذين يقدّمون الدعم المادي والمعنوي لكل ما يلزم لنجاح وتميز الجامعه، وخاصة فيما يتعلق بالبحث العلمي الذي يؤهلها لتكون في المصاف الأولى من مصاف الجامعات العالمية، فالإستثمار بالمعرفة وعملياتها يدفع للفائدة القصوى، والإستثمار في رأس المال البشري هو أولوية، ولولا دعم رئيس هيئة المديرين ورئيس الجامعه وإدارتها المتفهمة والمرنة ما استطاعت هذه النخب تحقيق مرادهم، ولولا تصميم هذه النخب للإرتقاء بمستوى البحث العلمي إلى مراتب الجامعات العريقة ما وصلوا إلى هذه الإنجازات العظيمة.

إن الوئام الحاصل في جامعة عمان الأهلية بين حملة العلم المتخصص في شتى المجالات والإدارة الفعالة صاحبة مبدأ  التجدد الموجودة في الجامعة، أنتجت هذا الصرح العلمي المتين وجعلته على قمة هرم المؤسسات التعليمية في الأردن والعالم.

الطموح اللامحدود في العمل والإنجازات المتتالية كالوقود الذي يحّرك للوصول إلى النجاح، وسر النجاح هو الثبات على الهدف، فالنجاح لمن يدفع الثمن … وثمنه يتحقق بالتخطيط السليم والعمل والصبر والإرادة الصلبة فهو يحتاج الى رغبة وعزيمة وإقدام، فرحلة النجاح في عمان الأهليه مستمرة والطاقات والهمم عالية، فالتعليم والتميز به هو جواز سفر المستقبل، والغَد مُلك للذين يجّهزون له، فهو باب الحرية الذهبي والتحرر من الفكر الضلالي،هو أقوى سلاح يمكن إستخدامه لتغيير العالم فهو الذي يصنع الأوطان، والجامعات بعلمها وعالمها هي ثروة الأمم، بها نبني مستقبل الأجيال وحضارتهم، وفيها نلتقي مع المفكرين والعلماء من أبناء المجتمع، ولكي نُغير المجتمع يجب أن نغير العقليات السائدة فيه عن طريق التعليم وإكتشاف كل جديد وتطبيق التكنولوجيا والأنظمة الحديثة وإستحداث تخصصات تواكب مخرجات التعليم بمعايير وإعتمادات عالمية دولية.

 

 

 

 

 

 

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

التيار الديمقراطي البرتقالي والمشروع الوطني للتغيير

الأول نيوز – د  محمد العزة يعد تاريخ صدور الارادة الملكية السامية بتشكيل اللجنة الملكية …