الخميس , مارس 28 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

دولة الرئيس ..لماذا يموتون ؟

الدكتور سهيل الصويص –

 

الأول نيوز – وصلت أعداد إصابات الكورونا في الأردن في ديسمبر ل 109459 حالة أي سبعة أضعاف أعداد حزيران وستة أضعاف شهر تموز وأربعة أضعاف شهر اَب وما يثير الاستغراب يا دولة الرئيس يتمثل بأعداد الإصابات التي تصدر عن وزارة الصحة منذ بداية شهر يناير أي الفترة التي دخل بها متحور اوميكرون سريع الانتشار للأردن . فرئيسة المركز الوطني للأوبئة التابع لدولتكم مباشرة صرحت بأن حالات الكورونا بازدياد كبير بسبب متحور أوميكرون وهذا ما أيده مستشاركم لشؤون الأوبئة وكذلك المرجع القيم الذي نفتخر به ونفتقده الدكتور عزمي محافظة فكيف يمكن يا دولة الرئيس أن نستوعب بأننا لم نسجل في الأيام العشرة الأولى من يناير سوى ما بين 872 و 2789 حالة والعالم أجمع شهد أضعاف الأعداد السابقة منذ بداية الشهر ؟

ونأتي يا دولة الرئيس لصلب موضوعنا ونعني به مجموع الوفيات فقد شهد شهر ديسمبر المشؤوم فقداننا ل  1045 شهيداً من الوباء ( كانت ما بين 282 و 369 وفاة شهرية فقط ما بين حزيران وأكتوبر ) دون أي تفسير من وزيرنا الكريم الغائب عن الساحة منذ أسابيع ليجعلنا نستوعب لماذا يموتون ولماذا يا ترى يخفون عنا أعمار من رحلوا وعن المسبب الرئيسي الذي أدى للوفاة و 70% من الفئات ذات الخطورة قد حصلت على المطعوم و حسب مستشاركم الصحي الكريم فإن 33% من الإصابات الحالية تصيب أعمار 10-17% بل وحسب رئيسة مركز الاوبئة فإن 68% من المصابين باوميكرون هم تحت سن الأربعين  وهؤلاء يشكلون 30-40% من مجموع الإصابات فمنذ متى تموت هذه الفئات في أقسام الإنعاش يا سادة نورونا بربكم وخصوصاً بأن 2% منهم فقط تتطلب حالتهم دخول المستشفى وأن نسبة إشغال أسرة التنفس الاصطناعي انخفضت من 18% إلى 11% ما بين1 و 15 يناير فلماذا هذه الأساطيل من الوفيات إذن يا دولة الرئيس ؟

يا دولة الرئيس الوضع ليس للمجاملات وتعليق نياشين على أكتاف لم تشقَ فهل لمؤسستكم الصحية أن تفسر لنا كيف يمكننا استيعاب ارتفاع أعداد وفياتنا مقارنة بدول مشابهة لوضعنا حتى لو كانت الوفيات حصيلة إدخالات الأسبوعين الأخيرين فالمقارنة مع الاَخرين تبقى ضمن الظروف المشابهة ذاتها . أول أمس في 15 يناير سجلت المملكة 2387 إصابة مع 15 وفاة وفي اليوم ذاته سجلت الإمارات العربية 3067 إصابة وثلاثة وفيات وفي الكويت 4517 إصابة مع وفاة واحدة فقط وفي قطر كذلك وفاة واحدة مع 4007 إصابة فهل لدى إدارة مؤسستنا الصحية تفسير مقنع لماذا يموتون في مملكتنا ولا نريد أن نقارن أنفسنا ببريطانيا ( 162572 إصابة و 154 وفاة ) ولا بفرنسا ( 324580 إصابة مع 148 وفاة فقط) في 15 يناير ذاته ؟

يا دولة الرئيس في الأول من يناير كان عدد من غادروا المستشفيات من المصابين بكورونا 62 مريض وعدد الوفيات 31 وفي 8 يناير كان عدد المغادرين 51 منهم 25 غادروا مكفنين أي نصف أعداد المغادرين فهل أوصلوا لدولتكم هذه المعطيات بدقة وهل يعقل ذلك ونحن قد نصبنا أنفسنا كأفضل مؤسسة علاجية في المنطقة؟

دولة الرئيس اسمحوا لي أن ألمح لكم لشرخين في جدار مؤسستنا الصحية يتسلل الموت عبرهما ولو قام المتعهدون بترميمها منذ البداية لتمكنا من إنقاذ العديد من الأرواح. الأول وهذا لم يعد بحاجة لإثباتات فلقد تعالت أصوات خبيرة كثيرة منذ شهور تطالب بتصويب الواقع وتزويد مستشفيات الحكومة بأخصائيين من أهل الخبرة بالإنعاش التنفسي أو توفيرها بشكل كافrespiratory intensive careمع طاقم تمريضي مدرب فلا يمكن توخي إنقاذ حياة في درجة متقدمة من المرض دون وجود هذا الطاقم الطبي التمريضي الكاف والكفوء فماذا فعلنا دون مزاودات منذ عام لرفد المستشفيات بهذه الكفاءات لتفادي مزيداً من الضحايا  ؟

والشرخ الثاني يا دولة الرئيس يتمثل بغياب خبراء أو حتى خبير واحد بعلم الاوبئة في الطاقم القيادي لوزارة فأهل الخبرة قد تبخروا تدريجياً والمركبة تسير اليوم دون مهندس ولا حتى ميكانيكي يعرف بوعر الطريق والأكثر خطورة أن لجنة الاوبئة تلك الهيئة الحيوية الضرورية لتزويد الإدارة الصحية بالنصائح والإرشادات قد تم تقزيمها منذ العام الماضي وتم تعيين ثلثي أعضائها من الرفاق ممن ليس لهم أدنى دراية بعلم الاوبئة بل وتم إدخال اللجنة إلى  الإنعاش منذ فصل الصيف بحالة موت سريري ولم تصحَ سوى مرتين أو ثلاثة مؤخراً رغم وجود أناس بها من المؤهلين لإسداء النصيحة حتى تبقى القاطرة تسير على السكة دون أن تنحرف وتفتك بالمسافرين الذين ينتظرون المنقذ على جانبي الطريق.

دولة الرئيس الوفيات في تزايد ولماذا ستتحسن ضمن هذه المعطيات أم أننا سنصحو بفضلكم وإذ بالأردني يثق بمؤسسته الصحية الوطنية وتتبدد مقولة الشارع بأن من يفوت يموت ؟

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

التعليم والمجتمع…الاشتباك من المسافة صفر

الاول نيوز – محمد موسى المرقطن –   منذ مطالع القرن العشرين والتعليم بجميع مساراته …