الجمعة , أبريل 19 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

مراجعة الوضع الفيروسي

أمينة خيري –

 

الأول نيوز – المؤكد الوحيد في مسألة الوباء ألا شيئ مؤكد. هناك ترجيحات وتوجد مؤشرات، لكن الغموض سيد الموقف. وهذا ليس مخططًا، بل واقع. ورغم ذلك، فهناك دلالات. التلقيح يحمي إلى حد كبير، وفي حال الإصابة بالفيروس، تكون الأعراض خفيفة نسبيًا. الكمامة تساعد في تقليل احتمالات الإصابة، لكنها ليست حماية قاطعة. تجنب التقارب الجسدي والأماكن المزدحمة أفضل لأنه يقلل من احتمالات الإصابة، لكنه لا يقي منها تمامًا. الأطفال هم الفئة الأقل التقاطًا للعدوى، لكن رضيعًا توفي في قطر قبل أيام. متغير متحور أوميكرون أقل شراسة من دلتا، لكن علينا تذكر أن دلتا كان أكثر شراسة مما سبقه.

البعض بدأ يفكر بأن يترك نفسه عرضة للعدوى على غرار ما كان يفعله الأولون في أزمنة سابقة، إذ يعملون على إصابة الصغار بالحصبة بالتقاط الفيروس من أحد أطفال الأسرة أو العمارة المصابين «ويبقى خلصوا» من قلق الإصابة باعتبارها حتمية. لكن مبدأ التقاط العدوى اختياريًا قد يجعل الشخص قنبلة موقوتة متحركة قابلة للانفجار في وجه منقصوي المناعة أو immunocompromised وهم العاجزون عن اكتساب استجابة مناعية طبيعية بسبب إصابتهم بعدد من الأمراض، ناهيك عن أن كوفيد-19 ومتحوراته لا أمان لها، بمعنى أن من يختار الإصابة ورغم تمتعه بصحة جيدة ربما يستجيب جسده بطريقة غير متوقعة للفيروس.

البعض ممن أصيبوا بأوميكرون أو ما سبقه من متحورات وكتب الله له الشفاء يظن أنه أصبح في مأمن ويمارس حياته وكأنه في زمن ما قبل الوباء، لكن الحقيقة أنه قد يصاب مجددًا. وجميعنا يعرف أصدقاء أصيبوا مرتين وثلاثا. المباهاة بأن «إصابة نسبة قليلة من الشعب بالفيروس» (كما يحدث في أمريكا مثلًا) ليست دائمًا مباهاة في محلها، لأن إصابة نسبة قليلة من عدد كبير تظل أعدادًا كبيرة وبالتالي احتمالات إصابة كبيرة، لا سيما حين يكون المتحور متفوقًا على غيره من المتحورات في سرعة الانتشار. وحتى في حال تطور العلم وتقدم الطب وباتا أكثر قدرة على علاج الإصابات، تظل المستشفيات والعاملون الصحيون من أطباء وممرضين وفنيين مكبلين بحد أقصى للقدرة الاستيعابية.

استيعاب ما يجري حولنا ولنا أمر صعب. ولأننا بشر وقدراتنا تظل محدودة، فإن المطلوب ليس استيعابًا، بل تفهمًا ومرونة وتفاؤلًا ذكاءً. علينا تفهم أن ما يجري- حتى لو كان مؤامرة كونية بفعل بشر- يظل وباء حقيقيًا، أي أن الأخطار حقيقية. وعلينا تدريب أنفسنا على التحلي بأعلى قدر ممكن من المرونة، حيث الفيروس ومتحوراته تتطلب مرونة في التخطيط والقرارات والتصرفات. أما الجمود ورفض التغيير فقاتلان شرسان. وعلينا التفاؤل بأن الغد سيكون أفضل وأكثر أمانًا. وعلينا أن نكون أذكياء لنعي أن استبعاد احتمالات الإغلاق الكلي مجددًا لا يعود إلى أن العالم أصبح في مأمن، بل يعني أن اقتصاد العالم لن يتحمل إغلاقًا كليًا آخر. (المصري اليوم)

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

التيار الديمقراطي البرتقالي والمشروع الوطني للتغيير

الأول نيوز – د  محمد العزة يعد تاريخ صدور الارادة الملكية السامية بتشكيل اللجنة الملكية …