الأول نيوز – أيمن سلامة
قد يصل عدد قتلى الفيضانات التي نجمت عن إعصار دانيال المدمر في درنة وحدها إلى 20 ألف شخص، وفقًا لرئيس بلدية المدينة. واختفت أحياء بأكملها في البحر عندما اجتاحت سيول من المياه فيما يشبه التسونامي المدينة الساحلية في شرق ليبيا، ووصف الناجون الوضع بأنه “يتجاوز الكارثة”.
صار الشغل الشاغل لليبيين والمجتمع الدولي بعد الجائحة المفجعة للإعصار الرهيب في درنة الليبية ” إعادة الإعمار” بعد أن صارت درنة مدينة منكوبة ومكروبة في دقائق معدودات .
تُعد إعادة الإعمار بعد الكوارث الطبيعية مهُمة حاسمة لمساعدة المجتمعات المتضررة على التعافي والعودة إلى وضعها الطبيعي، فهي تساعد على توفير المأوى والبنية التحتية الأساسية للناجين، وتساهم في إعادة بناء الاقتصاد والمجتمع.
فغالبًا ما تؤدي الكوارث الطبيعية إلى تدمير المنازل والبنية التحتية الأساسية -كما حدث في درنة الليبية ما يترك الناجين بلا مأوى أو وسائل لدعم أنفسهم؛ لذلك تساعد إعادة الإعمار على توفير الاحتياجات الأساسية للناجين، مما يساهم في استقرارهم وسلامتهم.
أيضا تتسبب الكوارث الطبيعية في خسائر اقتصادية كبيرة، مما قد يؤدي إلى البطالة والفقر؛ وهنا تساعد إعادة الإعمار على إعادة بناء الاقتصاد والمجتمع، مما يساهم في تحسين حياة الناجين على المدى الطويل.
لكن في المقابل، يواجه إعادة الإعمار بعد الكوارث الطبيعية العديد من التحديات، بما في ذلك: نقص التمويل للتكلفة الباهظة لإعادة البناء والإعمار للدول بعد الكوارث الطبيعية، وقد لا تتمكن المجتمعات المتضررة من توفير التمويل الكافي من تلقاء نفسها.
يُمكن أن تستغرق إعادة الإعمار سنوات، مما يضع ضغطًا على الناجين الذين يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية، وحين تكون الآثار الكارثية لهذه الكوارث ضخمة، تتعاظم جهود التنسيق بين مختلف الهيئات والجهات الفاعلة سواء الوطنية أو الدولية .
تتمتع منظمة الأمم المتحدة بخبرة واسعة في مجال إعادة الإعمار بعد الكوارث الطبيعية. وقد قامت بتنفيذ العديد من المشاريع في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إعادة بناء المنازل والبنية التحتية الأساسية، وتقديم المساعدة الإنسانية، وتعزيز المرونة المجتمعية، وهناك العديد من النماذج التي ساهمت فيها المنظمة في مجال إعادة الإعمار بعد الكوارث الطبيعية .
كان مشروع إعادة إعمار هايتي بعد زلزال 2010 أحد النماذج الساطعة التي قامت الأمم المتحدة بتنفيذها بالتعاون مع الحكومة الهايتية والمنظمات غير الحكومية، وكان مشروع إعادة إعمار الفلبين بعد إعصار “هايان” في عام 2013 مثالا آخرا، حيث تم تنفيذ هذا المشروع من قبل الأمم المتحدة بالتعاون مع الحكومة الفلبينية والمنظمات غير الحكومية.
تعلمنا تخبرنا الكوارث الطبيعية بالدروس المستفادة في مجال إعادة الإعمار، ومن بين أبرز هذه الدروس: الأهمية القصوى للمشاركة المجتمعية، فيجب أن تشارك المجتمعات المحلية في تخطيط وتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، ويساعد ذلك في تعزيز الشعور بالملك والمسؤولية، ويزيد من احتمالية نجاح المشاريع.
أيضا ضرورة التركيز على المرونة، فمن الضروري أن تركز مشاريع إعادة الإعمار على بناء البنية التحتية القادرة على الصمود أمام الكوارث المستقبلية، ويساعد ذلك في حماية المجتمعات من الضرر المحتمل في المستقبل.
صُفوة القول، تُعد إعادة الإعمار بعد الكوارث الطبيعية مهمة حاسمة لمساعدة المجتمعات المتضررة على التعافي والعودة إلى وضعها الطبيعي، ومن خلال مواجهة التحديات وتنفيذ الحلول المناسبة، يمكن تعزيز جهود إعادة الإعمار وتحقيق نتائج أفضل للناجين.