مقالات مشابهة
“أحد أركان القضية ناقصًا”، ردد مدير النيابة العبارة عدة مرات مع نفسه فور تلقيه بلاغًا من أهل سيدة توفيت منذ عامين بأنها “قتلت”، وكان عقله يصرخ بأن هناك أمرًا غير مكتملاً!.
بدأ مدير نيابة المرج فحص أوراق الواقعة من جديد، ورغم أنه تذكر أن الواقعة مر عليها 24 شهرًا، استدعى شهود الواقعة من جديد، وسألهم عن ملابسات الوفاة، جاء رد أحدهم مفاجئا له “حدثت مشاجرة” يوم الوفاة فزادت شكوكه.
لم يذكر شهود الواقعة شيئًا من ذلك، فقد جاء الكشف الطبي المبدئي عليها أكد معاناة “العجوز” مع مرض السكر وأمراض أخرى أي أن الوفاة طبيعية.
أصدر المستشار مهاب صالح مدير النيابة أوامره للطب الشرعي بفحص الجثة من جديد، والتى مر عليها عامان، وجاء الفحص بأن حاله الوفاة ورائها شبهه جنائية، فطلب تحريات المباحث من جديد لتأكد “ظنونه”!.
أسفرت التحريات السرية أن يوم الواقعة نشبت مشادة كلامية بين المجني عليها وزوج ابنتها بسبب معاتبته لها لخلافات زوجية مع ابنتها لتركها المنزل دون استئذان وتركت أبناءها.
وفجر مدير النيابة المفاجأة الثالثة في الواقعة بطلب أوراق العلاج الخاص بالمجني عليها، وردت التقارير بمعلومات تفيد بأن حالتها المرضية كانت تحت السيطرة وليست خطره، فأمر باستدعاء المشتبه به “زوج ابنه المتوفية” وواجهه بالمعلومات فأرتبك ولم يرد، فأمر بحجزه على ذمه التحريات والتى جاءت بأنه مسجل خطر وسيء السمعة، وأنه وراء ارتكاب الواقعة.
وبعدها تأكدت النيابة من أنه وراء ارتكاب الواقعة، وكشفت التحريات والتحقيقات أن المتوفية مر على موتها عامين، وأن يوم الوفاة نشبت بينها وبين المتهم مشاجرة ومن بعدها تلقى ابنها خبر وفاتها لكن لعلمه بمرضها وكبر سنها لم يشك في أن وراء الوفاة حادث جنائي، فأمرت بحبسه 4 أيام على ذمه التحقيقات لاتهامه بقتل “حماته”.
وعندما تم إبلاغ أهلها فوجئوا بما حدث، وكأنها السيدة العجوز أعلن وفاتها مرتين، في المرة الأولى والتسليم بـ “القضاء والقدر”، كما أبلغوا أهلها والثانية عقب اكتشاف مصرعها على يد المتهم.
