ثمن خبراء ومختصون وسياسيون الدور الكبير لجلالة الملك عبدالله الثاني وجهوده الموصولة في اقناع الادارة الاميركية بالتحول عن موقفها حيال قضايا الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
واعربوا عن املهم في ان اللقاء المقبل لجلالته مع الادارة الاميركية سيكون اكثر تاثيرا واكثر فائدة للاردن وللمنطقة العربية لقدرة جلالته على مخاطبة العقلية الغربية.
وكانت صحيفة النيويورك تايمز عزت في نشرتها اليوم التحول الكبير في سياسة الادارة الاميركية الجديدة حيال قضايا المنطقة ولا سيما الاستيطان الاسرائيلي في الارضي الفلسطينية المحتلة الى اللقاء الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الاميركي دونالد ترمب امس الخميس.
واعتبر البيت الأبيض أن بناء وحدات استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو توسعة المستوطنات القائمة “قد لا تكون عاملاً مساعداً” لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي مؤكدا ان الرئيس ترمب لم يتخذ بعد موقفاً رسمياً حيال هذا الموضوع.
واكد رئيس مجلس الاعيان الاسبق طاهر المصري ان التحول في موقف الادارة الاميركية بخصوص الاستيطان بعد اللقاء الذي جمع جلالة الملك مع الرئيس الاميركي يشير الى اهمية الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبد الله الثاني تجاه الادارة الاميركية مبكرا بعد الانتخابات الاميركية مباشرة.
وقال ان هذا اللقاء لم يكن لقاء مخصصا لمباحثات مبكرة ولكن جلالته استطاع بحكمته وبأسبابه المقنعة ان يغير بعض اراء الرئيس الاميركي في قضية حساسة ومهمة مثل الاستيطان.
واشار الى ان القاء جلالة الملك الذي سيتم خلال الفترة المقبلة وبزيارة رسمية الى البيت الابيض سيكون اكثر تأثيرا واكثر فائدة للأردن وللمنطقة مشيرا الى ان جلالة الملك يفهم التفكير الغربي وكيفية مخاطبة الادارات الاميركية مبينا ان نتائج هذه اللقاءات ستظهر في القريب العاجل.
واشار الى ان لقاء جلالة الملك مع الادارة الاميركية الجديدة يعد امرا ايجابيا ليس في التحول والتغيير في السياسة الاميركية بخصوص الاستيطان ولكن مثل هذه اللقاءات سيكون له اثر ايضا في تأمين مصالح واستقرار الاردن في هذه المنطقة الملتهبة والمعقدة والمتداخلة في مصالحها.
وبين ان القضية الفلسطينية باعتبارها قضيتنا الاولى ولان القمة العربية المقبلة ستعقد في الاردن فانها مناسبة لجلالة الملك للتحدث مع القيادات الغربية في المرحلة المقبلة باعتباره رئيس القمة العربية وسيتحدث باسمها وسيذهب الى العالم والغرب متحدثا باسمها.
وقالت العين الدكتورة عليا بوران ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني نجحت في تبيان الراي العربي والوضع القائم حيال الحقوق الفلسطينية في فلسطين مقدمة الشكر لجلالة الملك لجهوده المميزة في اعادة الزخم للقضية الفلسطينية وتبيان خطورة الموقف بالنسبة للمنطقة.
واضافت ان جهود جلالة الملك التي نفخر بها ليست جديدة على الهاشميين عامة وعلى جلالة الملك خاصة ايلاء الدعم الكبير للقضية الفلسطينة وللضفة الغربية.
واعربت عن اعتزازها بان الملك عبدالله الثاني كان المبادر والاول بين الزعماء العرب الذين طرحوا القضية الفلسطينية وما يعترضها خاصة الاستيطان واقناع الادارة الاميركية بالتحول عن موقفها وتحذير اسرائيل من مغبة الاستمرار في سياسة الاستيطان التي نشرته صحيفة النيويورك تايمز .
ولفت العين الدكتور وجية عويس الى الثقة المطلقة بجلالة الملك عبدالله الثاني وقدرته في مخاطبة الرئيس الاميركي ترمب وتوضيح الموقف العربي والصورة العامة للحقوق والمشاكل في المنطقة مؤكدا اننا نفخر بجلالته كما عهدناه في توصيل الرسالة العربية الى الغرب.
وبين ان القدرات الديناميكية الذهنية والعقلية والخبرة والدراية القيادية وسلالة النسب الهاشمي جعلت جلالته يساهم في تغيير التوجيه في بعض المواقف في الادارة الاميركية نحو التغيير الايجابي وخاصة قضايا الاستيطان كما نشرت صحيفة نييورك تايمز.
وقال العين الدكتور طاهر الشخشير ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى الولايات المتحدة الاميركية ولقاء جلالته مع القيادات في الكونجرس الاميركي وتتويج هذا اللقاء بلقاء الرئيس الاميركي الجديد ما هو الا دليل الاعتراف بدور الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وجهوده الدافعة للقضية الفلسطينية وقضايا المنطقة مبينا ان جلالته استطاع ان يوصل قضايا المنطقة الى الادارة الاميركية والتنبيه للمخاطر التي قد تحدث بالمنطقة في حال عدم التجاوب مع الافكار التي يقدمها جلالة الملك على مستوى المنطقة والعالم والتي قد تؤدي لا سمح الله الى مزيد من العنف والتطرف في المنطقة.
واضاف ان التحول في موقف الادارة الاميركية والذي جاء عقب لقاء جلالة الملك مع القيادة الاميركية لهو دليل على نجاح لقاء جلالته في تغيير وتحول موقف ادارة الاميركية تجاه الاستيطان داعيا ان يتبع زيارة جلالة الملك المقبلة خطوات جدية لحل الازمات التي تواجه المنطقة والتخلص من التطرف الذي يعم العالم حاليا.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب رائد الخزاعلة بان جلالة الملك سباق دائما للمدافعة عن القضية الفلسطينة خاصة والقضايا العربية والانسانية عامة وما الاستقبال الذي حظي به جلالته الا الدليل على المكانة الدولية التي يتمتع بها الاردن وقيادته الدبلوماسية في فتح القضايا العربية على الساحة الدولية مؤكدا ان جلالته من اقدر القيادات على ايصال الصوت العربي لدى الغرب لانه يملك رؤيا ورسالة ومنها تحذيراته من ان التصرفات والتجاوزات من شانها ان تكون مدعاة لزيادة الفوضى ونشر الارهاب .
واوضح العين المهندس عاطف التل ان جلالة الملك يحمل هم الاردنيين والعرب اينما ذهب ويمثل صوتا للعقل ليس على المستوى المحلي بل والدولي في الغرب ويطرح المواقف بطريقة يفهمها الغرب ويتفاعل معها بصورة ايجابية مثل قضايا الاستيطان والقدس وحقوق الفلسطينيين والحرب على الاسلام من الخوارج وامثالهم بالإضافة الى الهم الاقتصادي والتحديات التي تواجه الاردن معربا عن اعتزازه بجلالة الملك القائد العربي الاول الذي اجتمع مع القيادة الاميركية الجديدة وحقق هذه النتائج.
وقال العين الأسبق فالح الطويل إنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار لحقيقة سياسية وهي أن التصريحات خلال الحملة الانتخابية ليست بالضرورة أن تمثل سياسة الدولة مستقبلا.
وبين ان الهدف من التصريحات الانتخابية كسب الاصوات لكن فيما بعد تختلف الاهداف لتكون لخدمة المصلحة الاميركية، مبينا أنه ومنذ اللحظة التي دشن فيها النظام الاميركي الجديد في العشرين من الشهر الماضي بدات التسريبات من داخل الادارة الاميركية التي تدعو إلى التريث في كل شيء يتعلق في الصراع العربي الاسرائيلي كنقل السفارة الى القدس فاولى الترتيبات كانت بان الادارة الاميركية ما زالت تدرس موضوع نقل السفارة الاميركية الى القدس.
وأكد الطويل أن نقل السفارة إلى القدس يعطل عملية السلام في الشرق الاوسط ، وان عدم مباشرة العمل من اجل السلام في الشرق الاوسط يعمل على انهاء فكرة حل السلام في الشرق الاوسط ويعتبر فرقا كبيرا عن السياسة الاميركية المتمثلة بتمرير قرار مجلس الامن 2334 كما يعرض المصالح الاميركية للخطر في منطقة الشرق الاوسط.
وقال ان اتخاذ اميركا لهذه الخطوة يعتبر بمثابة تشجيع اميركي للخروج على قواعد القانون الدولي او يساعد الارهابيين وخاصة داعش والقاعدة على التمدد وتجنيد الانصار بحجة أن الطريقة الوحيدة لمجابهة الولايات المتحدة بالحاق الضرر فيها سواء في مصالحها بشكل عام او التعرض لمواطنيها وان العمل من اجل السلام في منطقة الشرق الاوسط يخدم مصالح الولايات المتحدة على المدى القصير والطويل مباشرة وبشكل غير مباشر.
واضاف ان لقاء جلالة الملك أمس مع الرئيس ترمب تم الحديث في هذا الموضوع وكذلك قصة المناطق الآمنة في سوريا التي اقترحها الرئيس الاميركي والمناطق الامنة فنحن نعرف معناها مما جرى في ليبيا والان الولايات المتحدة الاميركية هي احد الدول الكبرى التي لها علاقة فيما يجري في سوريا.
وقال الطويل اعجبني راي عضو من الكونجرس الاميركي من لجنة العلاقات الخارجية حين قالت بان الاستماع الى راي جلالة الملك يشبه ضرورة الهواء النقي في جو مختلط وموبوء.
واضاف ان هناك موقف للادارة الاميركية القديمة عندما لم تستعمل الفيتو عند ادانة مجلس الامن لسياسة اسرائيل الاستيطانية فانا لا اعتقد ان ادارة ترمب ستدير ظهرها بالكامل لهذا الموقف الاميركي السابق.
وقال اننا نلاحظ ان سياسة اسرائيل في التركيز على الاستيطان انما هو من قبيل استغلال الفرصة التي تعني احراجا للادارة الاميركية ولجعل السياسة الاميركية الحالية جزء من تصريحات ترمب الانتخابية ولا اعتقد ان موقف الادارة الاميركية سيقتصر على تناسي هذا الموقف الاسرائيلي المحرج لها وخاصة ان جلالة الملك ما زال يعمل ليلا ونهار لوضع الامور في نصابها وخاصة ان عمان ستكون عاصمة القرار العربي خلال شهر.
واكد رئيس مجلس النواب بالانابة خميس عطية ان جلالة الملك عبدالله الثاني حمل قضايا المنطقة والاردن وقدمها الى الاداره الاميركية الجديدة وعلى راسها الرئيس ترمب بلغة سياسية واقعية ومنطقية.
وقال عطية ان جلالة الملك قدم خارطة طريق واقعية لكل قضايا المنطقة ووضعها امام الرئيس ترمب واركان ادارته الجديدة فقد حذر جلالته من خطورة نقل السفارة الاميركية الى القدس وتأثيرها على عملية السلام والمنطقة برمتها.
وقال ان جلالة الملك اوضح ايضا خطورة الممارسات الإسرائيلية ضد فلسطين ارضا وشعبا ومقدسات وعلى رأسها بناء المستوطنات على السلام وان ذلك يدمر حل الدولتين وهو ما احدث تغييرا في موقف الادارة الاميركية من المستوطنات .
واشاد عطية بخطاب جلالة الملك في لقاء الكونجرس السنوي الذي قدم الصورة الحقيقيه للاسلام المعتدل الذي يقبل الاخر ويرفض العنف.
واشار عطية الى ان جلالة الملك اكد ان التنظيمات الارهابية تشكل خطرا على الاسلام والمسلمين وعلى العالم اجمع ويجب ان تتضافر كل الجهود الدولية من اجل محاربة هذه التنظيمات الارهابية فالحرب على الارهاب هي حربنا كما اكد جلالته .
وقال ان الملك طرح قضية اللاجئين السوريين وتأثير تدفق اللاجئين السوريين على الاردن الذي يستقبل الملايين منهم بكل تفاني وتوفير كل وسائل الحياة لهم.
وقال عطية ان جلالة الملك شدد على ضرورة حل قضايا المنطقة وقيام سلام في الشرق الاوسط على أساس حل الدولتين وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ال
شرقية.