مقالات مشابهة
ريم أحمد الحوراني
أول ما فكرت بالتحدث عنه هو المشاعر….لا لست بالسخافة تلك ولكن اقرؤوني فقط للآخر، أتحدث هنا عن الإنسان الذي فقده المعظم منا، أصبحنا بلا مشاعر، فقدناها كلياً.. نتحدث عن أي شيء وكل شيء، لا حدود لكلماتنا، نجرح ونسيء ونمضي في يومنا من دون اكتراث أو التفات للآثار المدمرة التي تركناها خلفنا..
فكثرة القسوة لا تعلّم إلا القسوة وسنحصد ما زرعنا يوماً، تلك الانتقادات والاتهامات التي تعادل المجازر وجعاً هي ما سهّل لنا رؤية الدم بقلب بارد، أصبح لدينا فن للقتل بالكلمات..
نبحث عن هفوات بعضنا لننشرها عبر المواقع، بل نصوّر موتانا وننشر صورهم من دون أن نفكر أن لهم الحق بأن يمنعونا، ولكن لا صوت لهم، غاب مع رحيلهم ونحن نتناقلهم وهم جثث في جولاتنا! بين كل ما يحدث أسأل نفسي: أين الحب الذي تربينا عليه؟ أريد التحدث فقط عن الحب الآن، فالإخلاص والوفاء وما بقي من مشاعر سأتحدث عنها لاحقاً، هل تؤمن معي أن الحب يعالج جريحاً؟ يرسم الابتسامة على وجه حزين؟ لست أتحدث عن حب بين زوجين فقط.. بل جميع أنواع الحب؛ لصديق، لأب، لأم، لابن، للناس جميعاً.. قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة). هل فكرنا بها يوماً؟ أو: (فليقل خيراً أو ليصمت) هل فكرنا بتلك أيضاً؟ هلا نكف عن الإساءة لعلنا نزرع الخير والسلام لكي لا نحصد دماءً كما حدث مع كل من هم حولنا؟ إني أعلم أن بداخلنا إنساناً يفرح بالحب، فلا تترك الحب لتترك آثار جراح في قلوب الناس.
