معاق ولكن..

د.إسراء الجيوسي
 
هذه المقالة الثالثة لي في موقع الأول الذي تشرفت بالانضمام إليه من خلال هذه النافذة الصغيرة التي أستطيع فيها تجسيد ذلك الهدف السامي الذي يحقق دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع لإيماني بذلك الحق، والذي أطمح لتحقيقه من خلال تخصصي وعملي مع ذوي الإعاقة، والمساهمة مني ومنكم لإنجاح وتفعيل تلك الغاية النبيلة، والتي لا نبتغي من ورائها غير إرضاء الله تعالى، وإعطاء كل ذي حق حقه.
مقالتي اليوم بسيطة أُعبّر فيها عن مُعاناة كبيرة ومشاعر دفينة لكل معاق أعاقه وكسر إرادته أشخاص هم حوله وليست إعاقته.
هي صرخة وصلت إلى أعماق قلبي فعبّرتُ عنها بمقالتي (معاق ولكن).. معاق ولكن.. معاق (أجل) ولكن هم من أعاقوني، ووسط جدران مظلمة حبسوني.. وعن مجتمعهم عزلوني، حلمي بسيط (ألعب ، أدرس ، أكتب ، أقرأ ، أعمل..)، وهذا هو حقي الذي جردتموني إياه، فبات حلمي المستحيل..
يا أمة الأمجاد أفيقي ومن تحقيري وتعذيبي استفيقي، الى متى؟.. أردتم قتلي قبل إنجابي، وقتل النفس حرمه الله بالقرآنِ.
أجل أنا معاق، ولكن هذا قدري من الله ولا حول لي ولا قوة.. كرمني الله بقرآنهِ الكريم وعلى لسانِ نبيّهِ الصادق الأمين، وأنتم في غفلة من ذلك الأجر العظيم…
تصفونني بمسميات، وتطلقون علَّي الألقاب: الأبله، المجنون، وتارة المتخلف، الأخرق، وأخرى تنظرون لي بشفقة أو بتحقير.
عزلتموني عنكم وأنا منكم أخوكم وابنكم.
همشتموني ومن حقي سلبتموني.. ويلكم وويلكم يا أمة لسان بلا أفعال. صرختي اليوم في وجهكم، وأقول لكم: كفى وألف كفى.. أعيدوا لي حقي، حياتي، كرامتي. دعوني أعش مثلكم ومعكم وألعب مع أبنائكم وأدرس في مدارسكم وأعمل في مصانعكم، فأنا معاق ولكن إرادتي ليست معاقة..
ودمتم طيبين..
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

القبض على احدى سارقي السفارة الأردنية في باريس

الأول نيوز – قالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، إن السلطات الفرنسية ألقت القبض على أحد …