مقالات مشابهة
الأول – خاص – أربكت القرارات الحكومية الأخيرة الدوائر والمؤسسات الحكومية بالقطاعات كافة قبل ان تسبب الإرباك الذي شهدته الأسواق المحلية .
موظفون اشاروا في حديثهم لـ الأول ان الحكومة لم تأخذ بعين الاعتبار امكانية تطبيق القرارات على ارض الواقع أو مدى استعداد الدوائر المعنية لاستقبال الاوامر الحكومية لتنفيذها دون الوقوع في المغالطات والتجاوزات.
وقال موظف مسؤول في هيئة تنظيم قطاع الإتصالات – فضل عدم ذكر اسمه- لـ الأول أن الهيئة علمت بقرارات الحكومة التي تعنى بقطاع الإتصالات من خلال الصحف والمواقع الالكترونية، مؤكدا أن بعض القرارات تحتاج الى الكثير من الجهد والامكانيات لتطبيقها مثالا الضريبة الجديدة على الانترنت وكيفية إحتساب السعر الاجمالي لبطاقة الاتصالات بكونها تستخدم لغايتين ” الانترنت والاتصال الهاتفي”.
وأكد ان قطاع الاتصالات بأكمله لم يكن على دراية كافية بتفاصيل القرارات قبل اصدارها، خصوصا بعد زحام التصريحات من عدة أطراف رسمية.
ومن ناحية أسعار السجائر، ظهر تخبط واضح في التصريحات الرسمية بعد اعلان الحكومة لفرض ضريبة خاصة بين 450 فلسا و1250 فلسات، ليأتي وزير الصناعة والتجارة يعرب القضاة، للتأكيد عبر اذاعة رسمية، بان الزيادة لن تتجاوز 5 قروش كحد أعلى.
في حين اعلنت الحكومة عبر وكالة الانباء الرسمية ” بترا” ان الزيادة على اسعار علبة السجائر الواحدة تتراوح بين 5 قروش و10 قروش، وذلك بموجب ما نشر على الجريدة الرسمية الأحد.
وشهدت دائرة الأحوال توافدا غير مسبوق من المواطنين لتجديد أو اصدار جوازات السفر وذلك عقب اعلان الحكومة عن نيتها لرفع الرسوم بقيمة تصل الى 30 دينار، لتصبح كلفة التجديد أو الاصدار 50 دينارا .
وأكد مصدر مسؤول في دائرة الاحوال والجوازات بتصريحات صحافية الاحد ان الدائرة اصدرت 15 الف جواز للسفر خلال 3 ايام فقط.
وأكد المصدر أن دائرة الاحوال المدنية ومكاتبها تتعرض لازدحامات من قبل المواطنين بعد قرار الحكومة الأخير في رفع رسوم اصدار الجواز.
بالاضافة الى كل ما سبق، شهدت الأسواق ارتباكا ملحوظا، بحيث كشفت عن طمع وجشع بعض التجار ومدى استغلالهم لهذا القرارات “غير المدروسة”، ما ادى لرفع بعض السلع قبل صدور القرار رسميا بالجريدة الرسمية.
وتلقت وزارة الصناعة والتجارة، منذ اعلان الحكومة عن اجراءاتها “الإصلاحية”، قرابة 250 شكوى بحق المحلات التجارية وضبطت احدى شركات الدخان خفضت الكميات المطروحة من مادة الدخان الى السوق.
وتركزت المخالفات على رفع اسعار الدخان والمشروبات الغازية والانترنت والامتناع عن البيع قبل بدء تطبيق قرار مجلس الوزراء الذي صدر الاربعاء الماضي بزيادة الضريبة الخاصة على اسعار الدخان والمشروبات الغازية والانترنت، بحسب الناطق الاعلامي بإسم الوزارة، ينال البرماوي.
ولن تثمر القرارات بحسب مراقبون التي ادلت بها الحكومة سوى ببضع الملايين ترفدها بالخزينة، مؤكدين ان هذه القرارات المجحفة لن تحل مشاكل العجز المتراكم بالموازنة أو تخفض من مستوى الدين العام للمملكة.
وتبقى احجية القرارات الحكومة تنتظر تحرك النواب تحت قبة البرلمان خلال جلسة الثلاثاء المقبل، والتي من المتوقع ان تشهد مطالبات بحل الحكومة الحالية، لعدم التزامها بضماناتها التي ارفدتها في خطاب موازنتها للعام الحالي.
