مخيم الحسين … ماضٍ عنيد ومجد تليد.. ولا بواكي له

الأول – روحي الفار- عند سماعك اغنية مطربة الارض فيروز الشهيرة جدا والتي تقول في احد مقاطعها : ” وتطفي القناديل وتبكي المواويل ” لابد ان تعرف ان هذه الاغنية خصصها الاخوين رحباني لمخيم الحسين..
ذلك المخيم الواقع بين هضبتيّ جبل النزهة وجبل الحسين الذي يرمز لمعاناة الشعب الفلسطيني في كل زمان ومكان في نموذجه المصغر والذي تخرج من صلب مأساته العلماء والفطاحل والفنانين واهل العلم والرياضيين بشتى المجالات والذين لا حصر لهم لذكرهم في هذا الشريط التذكاريّ بدءاً من هدير السيل الجارف في ايام الشتاء الزمهريرية عندما كنا نذهب لمدارسنا سباحة ونعود لبيوتنا متسلحين بالعلم والعطاء وتشكيل لجان طوارئ لننقذ حياة الالاف من الناس الذين يقطنون ضفاف السيل (لا ضفاف برك السباحة داخل الفلل والقصور) ..
كان العمل والمخاطرة قمة من قمم المتعة والسكينة لا تدانيها متعة تسنم قمة ايفرست، كيف لا وقد كان زادنا الايمان والابداع والطاقة المتوهجة لا طعام المؤن من “هيئة اللمم المتحدة” والذي كان استلامه يثير في انفسنا القشعريرة واحيانا كثيرة المذلة التي تسبب لنا بها المجتمع الدولي الراكع تحت اقدام الصهيونية والامبريالية والبرجوازية العفنة والتي نئنّ تحت وطأتها منذ فجر التاريخ وما زلنا ..
نحن هنا لا نتلمس مساعدة من جهة فلانية او علنتانية .. نحن نأكل خبزنا بالدم مغموسا لنحيا لا لنحيا بل لكي نبقى نقاتل … اعود واذكر ذوي الشأن في مخيمنا العتيد من نواب اكرر من نواب واعيان ووزراء ورؤساء وزراء ورجال اعمال واهل علم ومقاولين “برجوازيين” ترعرعوا وتضخمت لحوم اكتافهم من هذا المخيم ان يعيدوا النظر وان يردوا جزء ولو بسيط من جميل هذا المخيم الحيويّ بكل ما في هذه الكلمة من معنى من خدمات ضرورية وبنية تحتية وترميم مساكن.
اقول لابنائها من اول وجديد ومستوى صحي ونفسي لفئة كبيرة من قاطني هذا المخيم والذي اصبح مطلبا ملحا ان نرد لهذا المخيم اعتباراته العديدة حيث تنفث البطالة والجهل وحتى الجوع بسمومه صوب هذه الفئات الهائلة والمسحوقة والتي اصبح الضنك والعسر في ادنى مستوياته حيث يمكن لاستطلاعات الرأي العام ان تدلو بدلوها في هذه الجوانب الحيوية جدا والتي اصبحت لا ترتقي لادنى مقومات الحياة البسيطة والساذجة منذ عصور الانسان الاول لكي تضع الحلول المناسبة لكل هذه المعضلات .. كما لا يسعني ان اذكر بلجنة تحسين المخيم والتي هي بحاجة للجنة تحسين خاصة بها ولا ندري من هو المسؤول “المشهور جدا” والذي يعيّنها متى وكيف واين ما شاء ويحركها كحجارة الشطرنج لتنهال على رأس قاطني هذا المخيم العتيد والذي سمع صداه انهيارات الجوفة الشهيرة والذي سارع الجميع بلا استثناء في انقاذه ..
اما المخيم فلا بواكي له حينما كنا ابطالا بالرياضة وخاصة بكرة الطائرة لسنوات عديدة وصرنا مهددين بالهبوط للدرجات الدنيا كما هبطنا من ربوع الدرجة الممتازة بكرة القدم حيث مهاوي الارض السابعة بدوري الدرجة الثالثة بكرة القدم ..
هذا غيض من فيض وللمسلسل بقية بعون الله …
 
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

توقعات الطقس للأيام القادمة

الأول نيوز – السبت انخفاض كبير في درجات الحرارة. أجواء باردة في معظم المناطق. احتمال …