اسامة الرنتيسي
فوضى عارمة تخللت جلسة مجلس النواب اليوم الثلاثاء، بعد أن تهجم النائب صداح الحباشنة بالصوت العالي على رئيس الوزراء، موجها كلامه للملقي:’ يا رئيس الوزراء ارحم الشعب وسياساتك جميعها باتت فاشلة وانت راح اتجيب المصايب للبلد بعد أن أفقرت الشعب’.
كان من الممكن أن تكون مداخلة النائب صداح ايجابية ومنتجة لو تحدث بهدوء وبلغة من دون عصبية، لكن الحباشنة كرر للمرة الثانية هجومه على الحكومة بعد ان كان قد تهجم على وزير الاوقاف بلغة لم ترق لاي مواطن اردني، عندما قال له: “اقعد يا ولد..”. واحتل الفيديو أعلى نسب مشاهدة.
الحديث عن مجلس النواب والحياة البرلمانية قد لا يعجب الكثيرين، قد يكون لبعضهم الحق في ذلك لانه مضى نحو اربعة أشهر من عمر المجلس، و”أخو أخته” من يتذكر فِعْلاً برلمانيا يَعْلَق في الذاكرة قام به المجلس، سوى مشاجرات صداح.
مثلما كان يقول المرحوم ابو السعيد خالد الحسن في الزمن الماضي: “ضبو الكلاشينات شوي خلينا نحكي سياسة”، علينا في المرحلة الحالية أن نعزز دور العقلاء، ونستمع لهم جيدا، ونبعد عن الذين يصبون زيتا على النار، ويتحولون في المشاجرات من “حجيزة” إلى مشاركين، وعلى قاعدة أنصر أخاك ظالما أو مظلوما، من دون ان يدري “..أصل الحكاية”.
مجلس النواب، مصنع الفعل السياسي الحقيقي، او هكذا يجب ان يكون، وهو الحكم الفعلي في البلاد، ومن دون تطوره وتعزيزه سوف تبقى الحياة السياسية عرجاء، ومستوى النظر فيها يعتمد على الأعين الحولاء، لهذا جاء نظام الحكم في الدستور نيابيا ملكيا.
البرلمان الحالي هو بداية العمل البرلماني المؤسسي الذي جاء بقانون انتخاب دائم، وبالمواصفات الدستورية كاملة، قانون غير مؤقت كالبرلمانات السابقة، برغم الملحوظات الجوهرية على القانون وضرورة تعديله تجاه العصرنة والأكثر عدالة.
البرلمان بحاجة إلى تعزيز عمل الكتل البرلمانية، وتطوير عمل اللجان النيابية، والانتقال بالممارسة البرلمانية من نظام الفزعة إلى العمل المؤسسي.
من مصلحة البلاد، أن يكون البرلمان معارضا، ومراقبا حقيقيا على السلطة التنفيذية، ومشرِّعا لقوانين تحتاجها البلاد في هذه الظروف الصعبة، وفي غير مصلحة البلاد أن يستمر تخريب صورة العمل البرلماني.
أيها النواب، عارضوا كيفما شئتم، لكن إهدأوا قليلا.. حتى نفهم عليكم ونفهم ماذا تريدون بالضبط؟
الوسومأفقرت البلد الاردن النواب صداح الحباشنة
شاهد أيضاً
مهرجان جرش يحيي روح درويش بندوة ثقافية لامست اوجاع غزة
النجار: عندما رحل درويش لم ترحل القصيدة بولص: تربطني بدرويش صداقه ومواقف ما بين عمان …