ريم أحمد الحوراني
حب.. نحتفل بالحب.. فما هو الحب؟ هل نتعلم معانيه قبل ان نحتفل به؟ لا اريد الأشعار التي تملأ الصفحات، ولا الكلمات الفارغة وتلك الشعارات الوهمية التي مللناها، وما حولنا كله يدل عكس ذلك.
نحتفل بالحب يوما وبالكراهية والتجريح ثلاثمئة وأربعة وستين يوما ، إذ نسينا كيف هي طيبة القلب وحب العطاء، فنسيتنا السعادة وهجرتنا الرحمة، فأصبحنا لا نحب ولا نرحم أحدا، حتى إن تكلمنا في حب الوطن نجدها مجرد شعارات وكلام…
من يحب وطنه يقدم لاجله كل شيء، فلا يجلس منتقدا يعدد ما يجب ان يأخد وما هي المكتسبات، اصبحنا نحسب كم سنأخذ وماذا، ومن سننتقد ومن الضحية القادم، الشتائم أضحت علنية، من دون ان نعلم اننا إن قلنا كلاما سيئا يعيبنا نحن .
المضحك في الموضوع اننا فقدنا القدرة على التمثيل، فالكل يتمنا الشر للكل، واننا نحب بعضنا بعضا، ونظهر الكراهية بكل غرور ووضوح.
متى نظهر بعضا من الحب الى من حولنا، ونتجاهل الاساءة ونشكر على الحسنة، لا يهمني من انت ومن اين، ما يهمني هو الا تقسو بافعالك واقوالك، يقول جون لينون: نعيش في عالم حيث نحب في الخفاء فيما نمارس العنف في وضح النهار…
فعلا؛ اصبحنا نفتخر بالعنف ونخجل من ان نعترف بالخطأ. علمني أبي ان اهم ما في الحب هو ان تحب نفسك بداية.
من هو متصالح مع نفسه ويحبها يستطيع ان يحب الناس جميعا، ومساعدتهم هدفه بالحياة واسعادهم. فالحب يقع في قمة الحكمة، ولو فكرنا بهذا سنجد ان من ينقصه الحب سيصبح قاسيا مع من حوله نوعا من الانتقام!
احببت أن أطرح فكرتي، فلنحب انفسنا ومن حولنا، وأن نترك الإساءة ونبتسم، فالحياة قصيرة ونحن لا نعلم ما يمر من حولنا من تجارب قاسية ومحزنة، فلا تكن انت سببا للالم والحزن، بل ابتسامة عندما ترى الاخرين وتلتقيهم، ولا تنس أن تكون مراعيا لأدب الحب ، فمهما اختلفت ميولنا وتطلعاتنا فالسعادة هدفنا..
لا يختلف اثنان على ان الرضا هو أصل السعادة.. ولكن الانسان بطبعه يحب ان يكون له مشراكون في الحياة ، زوج / زوجة، أبناء او أصدقاء يعطون للحياة معنى، ويمنحونه القدرة على الاستمرار فيها برغم صعوبتها ..
في الأحوال كلها أرى ان اية علاقة تمنحني السعادة هي أجمل علاقة حب ..
دمتم سعداء