"الصباح عقل الخليج" يقلص عقارب الزمن مع طهران

الأول – أسامة الرنتيسي- فرق التوقيت الزماني بين الكويت وايران لا يصل الى الساعتين، لكن القيادة الكويتية “عقل الخليج” تعرف كيف تقرب عقارب الزمن والمصالح والاهداف ما بين طهران والكويت، وما بين طهران وعواصم الخليج العربي.
اليوم الاربعاء يزور الرئيس الايراني حسن روحاني سلطنة عمان ودولة الكويت في وقت تبذل فيه الكويت جهودا لإصلاح العلاقات بين دول الخليج وطهران.
جولة روحاني الخليجية تأتي بعد زيارة وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الصباح، الى طهران الشهر الماضي حيث سلم قيادتها رسالة من الأمير الشيخ صباح الاحمد الصباح تتعلق بالعلاقات الخليجية الإيرانية.
وقال وزير الخارجية الشيخ الصباح آنذاك “إننا شركاء في المنطقة، ولدينا مصالح مشتركة وإمكانات كثيرة”، مؤكدا أن “فتح هذا الحوار سيعود بالمنفعة على الجانبين”.
وقال إن لدى “دول الخليج رغبة حقيقية في أن تكون علاقاتها مع طهران طبيعية، ومعتمدة على القانون الدولي”.
السعودية كانت قد علاقتها مع إيران منذ يناير(كانون الثاني) من العام الماضي، عندما اقتحم محتجون مقر بعثتي المملكة الدبلوماسيتين في طهران ومشهد في أعقاب تنفيذ السعودية حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي الشيخ نمر النمر.
ولا تزال العلاقات متوترة بين إيران ودول الخليج التي اتخذت مواقف تتعارض مع موقف طهران في الصراعين في سوريا واليمن، بسبب استمرار الاضطرابات السياسية في البحرين أيضا.
وظلت الكويت تسعى إلى الحفاظ على علاقتها مع إيران، وزار أمير الكويت طهران في يونيو(حزيران) 2014.
زيارة روحاني تستغرق يوما واحدا، وتأتي بناء على دعوة رسمية تلقاها من سلطان عمان قابوس بن سعيد وأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح
وتعد زيارة روحاني إلى الكويت أول زيارة له منذ تولي منصبه عام 2013، بينما قام أمير الكويت بزيارة وصفتها طهران آنذاك “بالتاريخية”.
تعرف الكويت جيدا أن الحوار بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران يسهم في احتواء ومعالجة بؤر التوتر في المنطقة، ويصب في مصلحة الطرفين.
ما تنجزه الكويت دبلوماسيا واستراتيجيا مع طهران ليس منقطع الصلة وبتفاهمات مع دول الخليج الاخرى وخاصة القيادة السعودية، لكن القيادة الدبلوماسية السلسة والناعمة التي يتسم بها امير الكويت تجعله الاقرب الى الملفات الساخنة في المنطقة، والتي يمتلك خاصية تبريدها بطريقته الخاصة، وبما يحافظ على مصالح الكويت ودول الخليج عموما.
تمتاز الكويت التي تضم نسبة غير قليلة من الشيعة عن بقية دول الخليج
الاخرى، بإن الخطاب الطائفي غير موجود في ادبيات ويوميات المواطن الكويتي، وقد ترجم هذا بالدم في حزيران 2015 عندما تم تفجير مسجد الصادق وسط العاصمة، حيث وصل بعد اقل من ساعة امير الكويت الى المسجد الشيعي الذي كانت جثث الضحايا تملأ ساحاته، ورائحة الدم لا تزال ساخنة، وفاجأ الامن الكويتي بحضوره، حيث اغروقت عينيه بالدموع وقال جملة اصبحت ايقونة في المجتمع الكويتي ردا على تحذير من الامن الكويتي ان هناك خطرا لا يزال في المكان “هذوله عيالي”.
المطلع على سلوك الدبلوماسية الكويت يعرف جيدا الحكمة المتزنة والدبلوماسية الهادئة التي يتمتع بها امير الكويت، كما يعرفون شخصية رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، الهادئة الحازمة.
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

شهيدان بقصف طائرة مسيّرة مجموعة من الفلسطينيين شرقي رفح

الأول نيوز – استشهد فلسطينيان وجرح آخرون، السبت، إثر قصف شنّته طائرة إسرائيلية مسيّرة صوب …