الأول – احمد الغلاييني – يجسد الحكواتي في المقاهي الشعبية قديماً الشخصية المسرحية التي تروي الحكايات ويمارس دور الفنان، وهو ايضاً بطل المسرحية والمخرج والكادر وكل شيء .
والمسرح منذ نشأته هو ابو الفنون ترتاده النخب لما يحمله من لغة ثقافة عالية، في ما ترتاد الطبقات الشعبية مقاهي الحكواتي وتستمتع مع الحكواتي وتتفاعل معه، ورغم ان مواقع التواصل الاجتماعي والانفتاح على الحضارات وعصر تحرر الفرد من الطبقية، ما زال للمسرح في الاردن رواده من المثقفين او المتفاعلين مع الاحداث الفنية، لكن الحضور الجماهيري ضعيف رغم ان اكثر عروضه بالمجان .
الألق للحراك الفني والمسرحي بدأ يندثر بسبب تطور الحياة العامة وتسارعها والذي اصبح فيه الجمهور يكتفي بحضور مقاطع على مواقع التواصل عن طريق الفيديو “اليوتيوب” من منزله او من مكان جلوسه ،، مما دفع الى الكثير من النقاد ان يدق نواقيس الخطر حيال هذا الموضوع والذين سارعوا بإطلاق النداءات الى الدولة بأن تقوم بتكثيف دورها في وزارة الثقافة للتشجيع على حضور المسرح .
هذا الامر جعل الفنان المسرحي المبدع حكيم حرب ان يحمل مسرحه على ظهره ويخرج به إلى المقاهي هو وفرقته مشخصاً دور الحكواتي الذي يسمح للجمهور ان يتفاعل مع الفنانين وان يشاركوه في اداء الادوار ولعب جزءً من البطولة او تأليف سيناريو العمل والتعليق عليه . وقد حول حرب وبالتعاون مع فرقته المسرحية اسطورة “اوديب” من ملحمة اسطورية سوداء إلى كوميدية يضحك الجمهور معها واخرجها عن نسقها حتى ان الذي كان يمثل دور المخرج “عمران العنوز” كان يطلب من الابطال وخاصة “الفنانة روند الصالحي ويوسف كيوان” عدم الإندماج في حكاية إسطورية عمرها آلاف السنين وتحويلها وكأنها حدثت عام “2017” مما سيجعل لها مفارقة كبيرة وكوميدية وانتقل الجمهور بالتفاعل بين الضحكات والحزن على بطل قصتنا وتفاعل معهم سواء مع الراوي ومؤدي احد الادوار “حكيم حرب” وايجاد مخارج جديدة لانهاء القصة .
الحكواتي حرب يحاور الجمهور باحداث المسرحية والعمل على التفاعل معه ، خارجاً بذلك من إطار خشبة المسرح والذي يبقى الجمهور فيها صامتاً دون اي دور يذكر سوى التصفيق او الضحك . بدأت فكرة حرب عام 1992 بفرقة مسرح المقهى والتي لم تدم طويلاً وعاد بها بالعام 2017 بعد غياب طويل عن مسارح المقاهي – على حد قوله – .
ويعتبر ديكور مسرح المقهى ما يجود به من ادوات كمقاعد الزبائن او طلباتهم او حتى محتوياتهم الشخصية فقد سمح الفنان لنفسه ان يتناول سيجارة من علبة سجائر زبون او قبعة شخصية لاحد رواد المقهى لاداء دور مسرحي .
وينهي المخرج والراوي مسرحيته بالطلب من الزبائن وضع نهاية للعمل المسرحي او توقع نهايتها ، غير انه لا يأبه بها ويضع نهايتها كما تروق له . فرقة مسرح المقهى تقيم عروضها في مقهى اوتاد بجبل اللويبدة وتضم حكيم حرب ، عمران العنوز ، روند الصالحي ، وسنوغرافيا نضال جاموس وموسيقى حليم ابو حلتم .