استئصال أرحام الفتيات ذوات الإعاقة الذهنية

د. اسراء الجيوسي
 
اليوم مقالتي ليست بالمقالة العادية, لأنها تعتبر قضية دينية وإنسانية وأخلاقية, ولا يقبلها العقل أو الضمير وأبدؤها بسؤالي لكم. ؟
* من يعطي الحق لأي شخص بإزالة عضو من جسم إنسان خلقه الله عز وجل به من دون وجود عذر لذلك أو سبب قوي يشكل به خطوره على حياة هذا الإنسان؟
إن ما أردت الحديث عنه في مقالتي هذه هو موضوع إستئصال أرحام الفتيات البالغات ذوات الإعاقة الذهنية، حيث أن هذا الأمر أصبح ظاهرة تؤرق الأسر التي تضم بين افرادها فتاة من ذوات الإعاقة الذهنية في مسعى لتخليصها من مشاكل الدورة الشهرية التي لا تستطيع أن تتعامل معها، بالإضافة الى منع استغلالها جنسياً من أصحاب النفوس المريضة .
وتثير هذه الظاهرة جدلاً واسعاً بين الخبراء وأختصاصييي علم الإجتماع والنفس، علماً ان الشرع يحرمها، ويدعو الى الإهتمام والعناية بالفتاة حتى لا تقع فريسة لأي اعتداء جنسي.
وقد اتسع هذا الجدل بين المؤيد والمعارض ولكن حكم الشرع في هذه القضية واضح وصريح تبعاً لفتوى علماء الدين حيث أشار إلى ذلك الأستاذ حسان أبو عرقوب من دائرة الإفتاء  العامة ” أن عملية إزالة الرحم تعد جريمة بحد ذاتها لأنها تحرم الإنسان من حقوقه التى أعطاه إياها الله عز وجل وأن عملية استئصال  الرحم محرمة شرعاً لأنه يعتبر إزالة عضو من أعضاء الإنسان دون ضرورة لذلك. موضحاً أن الأهل يلجأون لإجراء هذه العملية لكي يريحوا أنفسهم من العناء والتعب المترتب على ذلك جراء ألام الدورة الشهرية أو الخوف كما يدعون من حدوث حمل أو اغتصاب لتلك الفتاة.
أما رأي القانون في ذلك..
يرى المحامي معاذ ملحم  أنه لا يوجد نص مباشر في القانون يعاقب على مثل هذه العمليات ولكن يوجد مسمى للشخص من ذوي الإعاقة الذهنية  بـ” عديم الأهلية “وأن حصل أي اعتداء عليه، سواء  كان اعتداء على الشرف والعرض يعاقب عليه القانون “وقد أشار المحامي معاذ ملحم إلى أن الأستئصال بدون حاجة و ضرورة طبية يعتبر كالقتل الرحيم ويعاقب عليه القانون ويحاكم كل من أقدم على هذه الفعلة بالعقاب لمدة تصل الى 3 سنوات”
أما رأي  العقل والضمير السليم ..
فهو متفق مع رأي الدين لأن الله عز وجل قد فطر عباده على الخير والبر والرحمه فكيف لنا أن نبدل فطرة الله عز وجل ونعرض بناتنا بأيدينا للخطر والتهلكه .
أخواني وأخواتي، إن رعاية أبناءنا وبناتنا هو واجب ديني وإنساني، وهم أمانه بأرقابنا ويجب المحافظه عليهم وحمايتهم , ومحبتهم قربة إلى الله، لأنهم أحباب الله , بغض النظر عن ذلك التنوع البشري الموجود بينهم.
ومن وجهة نظري أن الأسر التي أقدمت على إستئصال لأرحام بناتهن من ذوات الإعاقة الذهنية بقصد حمايتهن من الإعتداء على العكس تماماً لم تقوم بذلك بل أنها قد ساهمت في إتاحة الفرصة للإعتداء الجنسي عليهن  لعدم حدوث الحمل وقد يصبح هذا الأمر منتشراً في مجتمعنا مما يساعد على إنتشار الفاحشة والرذيله والعياذ بالله ويجب على القانون أن يكون حازماً وصارماً وأن يكون هناك بند واضح ومنصوص عليه بهذا الخصوص ومعاقبة كل من يقوم بهذا الجرم أشد العقاب حفاظاً على بناتنا من ذوات الإعاقة الذهنية من الإعتداء.
ودمتم طيبين

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

مارسيل خليفة يضيء مسرح الساحة الرئيسية في جرش بأمسية فنية تغنت بالوطن وحبه

الأول نيوز – جرش يستعيد روح “درويش” في أمسية فنية تألق بها الموسيقار اللبناني مارسيل …