قبل أن تقع الفأس بالرأس… هل ينحني الملقي للعاصفة

أسامة الرنتيسي –
 
قبل أن تقع الفأس بالرأس، وتتدحرج كرة الثلج رويدًا رويدًا، من ساحة إلى أخرى، ويرتفع سقف المطالبات أكثر، على رئيس الوزراء هاني الملقي أن ينحني للعاصفة قبل أن تثور أكثر، ويتراجع عن حزمة رفع الأسعار والضرائب الأخيرة، فجيوب المواطنين أصبحت لا تحتمل ضغطًا أكثر مما هي عليه.
القيادي النّابِه هو الذي يقرأ نبض الشعب قبل أن ترتفع ضرباته، ويتلمّس أوجاعه قبل أن يعلو صوته، ومن يتوهّم أن الأمور  كلها تحت السيطرة لا يعرف فيزياء الحركة، ولا قوة دفع وسائل التواصل الاجتماعي حديثًا.
في لحظات، تتهشّم النفس يأسًا وإحباطًا مما يجري، ومما يرى المرء ويسمع، لا تجد أفقا تهرب إليه، إلّا أن تُحلّق في عالم آخر، لتنظر كيف يتم التقدم فيه.
في بلادنا، كل شيء يتجه نحو المجهول، القيم والأخلاق والمنظومة كلّها اعتراها البؤس، وأصاب الفساد أركانها، فخرجت علينا أصوات تلعن المجتمع، وتمجّد الدولة.
في البلاد التي تحكم الحياة السياسية فيها الصالونات وكواليسها وإشاعاتها، يتم اغتيال سمعة الأفراد مجانًا، من دون أن يتقدم شخص (يخاف الله على الأقل) ليدلي بكلمة حق تجاه فلان أو يدافع بما تفرض عليه أخلاقه وضميره بما يعرف عن ذلك الشخص (أي شخص).
لم تتوقف المطالب الشعبية خلال السنوات الماضية عن المطالبة بتغيير نهج السياسات الاقتصادية، وتطهير مواقع عديدة، وتغيير أشخاصها، لأنهم أصبحوا حملًا ثقيل الوزن على الدولة والنظام، يأكلون من رصيدهما، بفعل ما يتكشّف يوميًا عن فساد معشعش منذ سنوات في مؤسسات كثيرة.
مسؤولون ومستشارون، يحجبون المعلومات الحقيقية عن صانع القرار، ويمررون ما يرغبون  من معلومات، ويزكّون شخصيات تشبههم، ويبعدون من يخافون على البلاد أكثر مما يخافون على أنفسهم وأموالهم وعيالهم.
وفي لحظات التغيير، تفتح العلبة ذاتها، وتتم اعادة التدوير بطريقة كأن العالم لم يتغير، وكأن المطالب الشعبية كلها هباءً منثورًا، فيستحضر الناس مسرحية دريد لحام (غوار) “غربة”، عندما خرج نهاد قلعي (حسني البورزان)، بعدة شخصيات، للمختار، والمختار الجديد، ومختاركم الجديد جدًا جدًا، وما كان يتغيّر فيه سوى (الطنجرة) على الرأس.
“غربة” في زمن التنفيس السياسي، وغربة مؤلمة في الوطن، في زمن الربيع العربي، وسلسلة طويلة من الخيبات، لا تجرح النفس فقط، بل تجرح الحُلُم.
لا يصل المرء إلى حالة الاحباط بصعوبة في بلادنا، لأن ما يشاهد ويسمع ويطّلع عليه، يغلق أي آفاق لتحسين الأحوال، ويستحضر المرء المقولة المصرية الشهيرة “غطّني يا صفية…”.
بالمناسبة، اين الاحزاب السياسية من كل ما يحدث في البلاد، فهل صحيح فعليا أن لدينا اكثر من 50 حزبا، وهل ما فعلته كتلة الاصلاح المحسوبة على جماعة الاخوان المسلمين  في مجلس النواب صباح اليوم الاحد وانسحابها من جلسة النواب، بروفة لانسحاب الجماعة من أي تظاهرات احتجاجية في الايام المقبلة؟!.
 
 
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

توقعات الطقس للأيام القادمة

الأول نيوز – السبت انخفاض كبير في درجات الحرارة. أجواء باردة في معظم المناطق. احتمال …