الأول – يرى خبراء وسياسيون أن أهمية انعقاد القمة العربية في عمان يأتي للدور الاردني في اهتمامه بالقضايا العربية والاقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما ان اختيار هذا الوقت للانعقاد يعطي مؤشرا واضحا على حجم التهديدات التي تواجه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضافوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، ان قمة عمان معقود عليها الكثير من الآمال والتوجهات في أن تسهم ولو جزئيا في إعادة الروح الى النظام العربي، ومن أولى أولوياتها الخروج بحد أدنى من التوافق العربي حول القضايا المركزية، ومنها حل الصراع العربي الاسرائيلي.
وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام الدكتور محمد المومني، ان “القضية الفلسطينية لها أهمية، لمكانتها العربية والاسلامية ولارتباطها بالمصالح العليا للعرب والمسلمين بشكل عام وللأردن بشكل خاص، وأن وسيكون لهذه القضية الاولوية في مناقشات القمة”.
وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية الدكتور أمين المشاقبة، ان القمة العربية تنعقد في مرحلة تاريخية صعبة فيما يتعلق بالنظام العربي ومعقود عليها الكثير من الآمال والتوجهات في أن تساهم ولو جزئيا في إعادة الروح الى النظام العربي وإعادة مستوى عال من التنسيق وإحياء روح التضامن العربي بعد مرور ست سنوات على ما أطلق عليه الربيع العربي.
وأضاف، آن الاوان لأن يكون هنالك منظور عربي جديد للمساهمة في حل الازمات في تلك الدول، وهذا يتطلب الوصول الى القرارات ذات طابع عملي مدعومة من الدول العربية الرئيسية وبالذات الاردن والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ومصر والمغرب العربي والمملكة المغربية، لأن الاعتماد على هيئة الامم المتحدة والقوى العظمى لا يكفي لحل الازمات.
وأشار ال أن أولى أولويات القمة هو الخروج بحد أدنى من التوافق العربي حول القضايا المركزية ومنها الصراع العربي الاسرائيلي، والذي يتمثل بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967، وان تكون عاصمتها القدس الشريف، وهذا يتطلب جهدا عاليا من التركيز على الحقوق العربية واقناع الادارة الاميركية الجديدة بالموقف العربي الموحد تجاه القضية الفلسطينية والوصول الى حل دائم يرضي طموح الشعب الفلسطيني والعربي، لأن حل القضية الفلسطينية الآن سيساهم في تعزيز الاستقرار السياسي في الشرق الاوسط.
وقال رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني خالد مسمار ان اهمية استضافة الاردن للقمة العربية هو نتيجة للدور السياسي والامني للمملكة إقليمياً ودولياً، ذلك أن جلالة الملك عبدالله يحمل هموم القضايا العربية، وهذه القمة في هذا الوقت بالذات، يعطي مؤشرا واضحا على ان القضية الفلسطينية في لب جدول أعمال القمة القادمة.
وبين أن الشعب الفلسطيني يعول الكثير على هذه القمة، خاصة أنها تعقد في الاردن الذي يعتبر شريان القلب من القدس والقضية الفلسطينية، وعلى هذا الاساس ينظر الشعب الفلسطيني نظرة هامة الى هذه القمة التي يعول عليها الكثير، خاصة وأن العالم كله يده على قلبه من وصول الرئيس دونالد ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة وتصريحاته واجراءاته ضد عدد من الدول العربية والاسلامية، لاتخاذ موقف واضح تجاه السياسة الاميركية لأن العرب لديهم ما يقولون وكذلك من الامكانيات ما يتطلعون على ما يؤثر به على السياسة الاميركية في الشرق الاوسط وخاصة القضية الفلسطينية بالذات.
وقال خبير القانون الدولي المحامي انيس فوزي القاسم، ان هنالك الكثير من الآمال في اتخاذ قرارات من شأنها الاسهام في مواجهة الاخطار التي تواجه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وقال الدكتور محمد بني سلامة استاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك انه يأمل ان تكون قمة عمان بداية لمصالحة عربية وإنهاء الحروب الاهلية والتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية واطلاق مرحلة إعادة الإعمار والتنمية ونشر وتعزيز الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان ما يعزز الجبهة الداخلية العربية وبالتالي دعم موقف العرب اتجاه فلسطين.
وتوقع ان تعيد القمة الألق للقضية الفلسطينية خاصة بعد تراجع الاهتمام بها وتعثر عملية السلام في ضوء المواقف والسياسات الاسرائيلية المتشددة والمناوئة لعملية السلام.