د. إسراء الجيوسي
قضية التدخُّل المُبكِّر في التربية الحديثة تُعد من أهم القضايا، لِما لها من أثر في حياة الطفل في مراحله العمرية جميعها، ذلك لأن الأعوام الأولى من حياته تكسبه الكثير من مهارات التعلّم الضرورية ما يفيده خلال مراحل نموّه اللاحقة، إذ يكون فيها أكثر استعدادًا للاستفادة من بيئتة المحيطة، ولأهمية هذه الأعوام في حياته، خصوصًا الطفل المعاق، (للتغلب على المشكلات اللاحقة).
لقد ثبت بما لا يدع مجالًا للشّك أن التشخيص والتدخل العلاجي المبكرين لهما تأثير إيجابي وكبير في الطفل خصوصًا المعاق، والأسرة والمجتمع من النواحي الطبية والنفسانية، والاقتصادية، خصوصًا عندما تكون تلك التدخلات نوعية ومكثفة وشاملة. حيث يمكن اعتبار منظومة التدخل المبكر حجر الأساس أو البنية التحتية الراسخة لخدمة الأطفال المعاقين، استنادًا إلى أهمية مثل ذاك النوع من التدخل خلال مرحلة الطفولة المبكرة التي تتسم بالحساسية البالغة، نظرًا لتأثير المثيرات والحوافز البيئية التي تدعم النمو السوي لفئة صغار الأطفال، من مرحلة الميلاد وحتى السادسة من العمر.
وبما أن الأطفال في هذا العمر يعتمدون على والديهم لتلبية حاجاتهم، فلا بد من التدخل المبكر الذي يركز على تطوير مهارات أولياء الأمور، لمساعدة أطفالهم على النمو والتعلّم.
وبما أن الأطفال الذين لديهم تأخّر أو إعاقة يمتلكون خصائص متعددة ومعقدة، يصعب على أسرهم تفهمها، فعلى الاختصاصيين واجب تطوير قدرة أولياء الأمور وفقًا لما يعرف بالخطة الفردية لخدمة الأسرة،ضمن فريق عمل، إذ ليس باستطاعة أي متخصص بمفرده أن يعمل على تلبيتها بشكل كامل، إن التدخل هذا يساعد الأسرة على تخطي مجموعة كبيرة من المشاكل التي سيتعرضون لها بسبب وجود طفل معاق، ويخفف عنها مراحل متعددة ستتعرض لها، مثل الاستنكار والرفض والصدمة، الذى يجب علينا نحن الأهل الانتباه لمراحل الطفل النمائية، فإذا ما وجد اختلاف مع معايير نمو الطفل الطبيعية، أو وجود مشكلة ما، تتم استشارة الاختصاصي فيما يعرض للطفل من مشكلات قد تتطور لاحقًا إذا ما أهملت، وهذا ما نسميه بالتدخل المبكر والسريع.
ودمتم طيبين…
