يا الله ما أقبحنا…ديانةُ يعقوب الأكثر بحثًا على جوجل

اسامة الرنتيسي
 
محزنٌ حَدّ الفاجعة، ومقلق حَدّ الاضطراب، ما أعلن عنه محرّك البحث العالمي  “الحاج جوجل”،بأن ديانةَ – نجم برنامج أرب ايدول الشاب الفلسطيني يعقوب شاهين – كانت الأكثر بحثًا خلال الأسبوع الماضي، وفي الأيام التي تلت تتويجه.
أكثر ما يخيف في أيامنا، ارتفاع منسوب الطائفية،  وما يظهر في وسائل الاعلام، خاصةً الاعلام الحديث، (الفيسبوك وتويتر)، فنرى مشاهد طائفية لا تستقيم مع العقل ولا يستوعبها، ولا يقبلها ضمير، فالذبح على الهُويّة، والقتل الجماعي يتمان كصيد العصافير، والحقد والكراهية وصلتا إلى حد اقتلاع قلب وكبد جندي سوري لمضغه، كما فعلت هند بكبد حمزة بن عبدالمطلب!!.
لقد دفعت  الطائفية الناس إلى الكفر بالربيع العربي، فهل هذا ما كنّا نحلم به؟.
لكن؛ حتى لو اختلف الناس حول ربيع العرب، فيما إن كان صحوة شعبية بعد بيات شتوي استمر أربعين عامًا، أم مؤامرة حيكت في ليل، لتقسيم المقسّم، وتفتيت ما بقي موحدًا في العالم العربي.
 فما جرى في العالم العربي -برغم انحرافات البوصلة، بفضل اقصائية وجهل الاسلام السياسي – هو ثورات شعبية كسرت جدران الاستبداد، والخوف من الأنظمة السلطوية باتجاه التحولات الكبرى نحو الديمقراطية والحرية، الدولة المدنية، العدالة الاجتماعية.
لم نشهد أي شعار في إطار حركة الشعوب — سواء المنتصرة أو غير  المنتصرة  — ينتمي إلى قيم وأفكار اليمين، بل كلها شعارات وقيم إنسانية،  يسارية وليبرالية وطنية، شكلًا ومضمونًا.
إذًا، لمصلحة من تُشعل حوادث الفتنة الطائفية في مصر وسورية والعراق والبحرين، ولِمَ انتعش الحديث عن الطائفية في زمن الثورات العربية؟ ومن سمح للقوى الدينية ان تتصدر المشهد، وتركب  رأس الثورات، وكأنها صاحبة الحق في انطلاقها؟
الشعوب التي خرجت في أكثر من بلد عربي أعلنت وفي الميادين يوميًا: “الديمقراطية، الدولة المدنية، العدالة الاجتماعية” هي الحل، لكن السؤال الذي يجب أن نجيبه، وأن لا نهرب منه: هو أية ديمقراطية نريد ؟ أية عدالة اجتماعية نريد، أية اشتراكية نريد ؟
الشعوب لم تعلن في أي يوم أنها مع الفرز الطائفي، ومع تقسيم المقسّم، ولا تبحث عن ارتدادات قبل أكثر من ألف عام.
أضم صوتي إلى صوت السياسي العميق الصديق نهاد أبو غوش تعليقًا على موضوع دِيانةِ يعقوب حيث يقول: “معظم التعليقات كانت تركّز على قدراته الفنية ومقارنته والمتسابقين الآخرين، والاعتزاز بأنه فلسطيني، وأعتقد أنها مناسَبة جيدة للقول: إن يعقوب مسيحي وسرياني، لكنه نجح بأصوات محبّي فنه الذين لم يلتفتوا إلى ديانته. لدينا تراث عربي عريق ومعاصر في احترام الفن والتنوع والتعددية، على امتداد تاريخ لبنان الحديث مثلا ظلت فيروز قاسمًا مشتركًا لكل اللبنانيين على اختلاف طوائفهم، الموجة الحالية من التعصب الأعمى والانغلاق هي الطارئة…”.
ما أقبح هذا الزمان الذي نعيش…..نتمنى أن لا يتأخر النور كثيرا…
 
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

ارتفاع تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر بالربع الأول 14.3% ليسجل 240 مليون دينار

الأول نيوز – ارتفع تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر في الربع الأول 2025 بنسبة 14.3% مقارنة …