استشهاد الاعرج ينهي لغز اختفاء 3 شباب في رام الله

الأول – اغتالت قوات الاحتلال الاسرائيلي الشاب المثقف باسل الاعرج فجر اليوم الاثنين في منزله برام الله بعد ان قاوم بسلاح فردي.
وبحسب مصادر محلية فقد اقتحمت قوة وسط المدينة، عند الساعة الثانية فجرا معززة بقوات كبيرة، وحاصرت منزل بالقرب من بنك الأردن، وقامت باقتحامه وقتل شاب قالت إنه مسلح وقام إطلاق النار عليها.
ومن جانبها قالت القناه العاشرة الإسرائيلية إنه وخلال عملية اعتقال لمطلوب الليلة في رام الله على يد وحدة “اليمام ” تطورت العملية لتبادل اطلاق نار مع الشاب الفلسطيني، خلال تبادل اطلاق النار قتل الشاب الفلسطيني وعثر بحوزته على بندقية ام 16 و كارلو.
واحتجزت قوات الاحتلال جثمانه من قبل الجنود ونقله معهم بعد إنسحابهم، فيما قال شهود عيان فلسطينيين إن آثار الدماء و الرصاص الكثيف الذي أطلقه الجنود تملئ المكان.
وخلال الاقتحام اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال في محيط البيت أصيب خلالها عدد من الشبان بإصابات متوسطة في الأطراف، فيما نقلت إصابتين إلى مجمع رام الله الطبي.
وباسل احد الابطال الذين اغتالوا الوزير الاسرائيلي زئيفي ثأرا لاغتيال الشهيد ابو علي مصطفى.
اعتقلتهم السلطة بتهمة التخطيط لعملية مقاومة ضد الاحتلال في شهر نيسان 2016. حيث نفوا التهمة عن انفسهم وفي شهر ايلول اطلق سراحهم . واعتقلتهم مره ثانية تباعا الا باسل بقي مختفيا. واليوم فجرا كان عرسة.
باسل شاب مثقف صيدلاني تصدر المظاهرات الشعبية الداعمة لمقاطعة ومقاومة الكيان الغاصب وعمل في مشروع لتوثيق أهم مراحل الثورة الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي أجمل ما قرأت له:
بانوراما اغتيال زئيفي
في مثل هذا اليوم قبل بضع سنين كان ذلك الشاب يقضي نهاره صعودا ونزولا على درج فندق ريجينسي في القدس , ليقيس كم من الوقت يحتاج للانسحاب بعد تنفيذ الاغتيال .
ارتدى اجمل ما عنده , تعمد ان يلبس في قدمه حذاء غير مريح ليزيد من وضوح اصابته في الانتفاضة ووضع اوراق الصليب الاحمر التي تثبت قضاءه عدة شهور في السجن , بحث عن الكوفية المزينة من طرفها بشعار الحركة , توجه الى مكتب الحركة ليأخذ بطاقة عضوية
وجد الرتبة : مبرراتي ( من التبرير )
سخط واعترض وشتم
قالوا له : ارضى بنصيبك غيرك اخذ رتبة ( سحيج )
تسلم ذلك الشاب وزملائه امر تنفيذ الاغتيال . مع مسدسين بكاتم صوت وقسمت المهام وتم الكشف لهم عن الهدف , اخر اجتماع قبل التنفيذ
وقف ذلك الشاب الوسيم امام عاملة الاستقبال في الفندق , ابتسمت له , كان عمال الاستقبال قد اعتادوا عليه من الايام السابقة , طلب حجز غرفة.
اخذ المفتاح , وتوجه الى المصعد , استكشف الثلاث مصاعد في الفندق حسب ما هو مطلوب منه توجه الى الغرفة , كان قد وضع سيارته الذهبية من نوع ( كيا ) في موقف الفندق , لا يدري بعد من اين احضرها مجدي , جلس ليتفحص مدى دقة تزوير الهوية التي اعطاه اياه ايضا مجدي , رفع سماعة الهاتف وطلب من عاملة الاستقبال ارقام بنات ليل ليمنع الشكوك من حوله
في مثل هذه اللحظة كان حمدي يفحص الطابق الثامن , قاس المسافة ما بين غرفة زئيفي والدرج , صدم من دقة المعلومات , نعم كما قالوا لي خمسة امتار فقط
باقي افراد الخلية كانوا قد استأجروا سيارة تحمل نمرة مقدسية بهوية مزورة من نوع فونتو ويتدربون على طريق الانسحاب من الفندق الى رام الله . واستأجروا سيارة اخرى باسم لؤي عودة لتكون سيارة رصد الطريق بعد تنفيذ العملية .
في مثل هذه اللحظة كان قد انهى حمدي فحص الفندق وذهب ليسبح قليلا في بركة الفندق ومن ثم خرج ودفع اجرة الغرفة وعاد الى رام الله .
وصل حمدي قرعان الى رام الله , واجتمع مع رفيقيه باسل الاسمر ومحمد الريماوي في المقهى العربي
سأل حمدي : باسل ماذا فعلت
اجاب باسل : حضرت السيارة الفان ووضعت فيها الوسائل القتالية التي اعطيتني اياها , عدة قنابل يدوية و3 مسدسات ورشاش من نوع سكوربيون , فحصت الطريق من الفندق الى رام الله ومن الفندق الى العيزرية.
حمدي : وانت يا محمد هل امنت البيت في العيزرية
محمد الريماوي : امنت البيت الذي سيستخدم كبيت امن في العيزرية
نحن مكلفون من قبل القائد العام للجهاز العسكري للجبهة الشعبية باغتيال رحبعام زئيفي ردا على اغتيال ابو علي مصطفى , زئيفي اب لاربع اطفال ويشغل منصب وزير السياحة عمره 75 سنة وصاحب مشروع الترانسفير , ينزل في فندق حياة ريجينسي في الطابق الثامن الساعة السادسة ونصف يغادر غرفته لقاعة الفطور ثم بعد ربع ساعة يعود الى الغرفة هناك بووم بووم
انا من سيطلق النار على زئيفي , وانت يا باسل ستكون برفقتي في حال كان هناك من يرافق زئيفي , وانت يا محمد ستنتظرنا على باب الفندق بالسيارة المجهزة.
في حال فشلت الخطة سننتقل للخطة البديلة , علينا ان نفتح جبهة في القدس الشرقية بالاسلحة المتوفرة معنا في اطار سلسلة عمليات رد على اغتيال ابو علي .
علينا ان ننطلق الى الفندق الان .
وصل الثلاثة الى البيت الامن في العيزرية , تفقده حمدي , تفقد المداخل والمخارج , طلب من محمد ان يوفر الشمع والطعام وراديو وان يتخلص من هاتفه النقال الى الابد .
ركب حمدي وباسل السيارة وتوجهو الى باب العامود في القدس , مؤكد انهم زاروا فرن المصرارة ليتذوقوا طعم القدس
اغلق محمد الريماوي البيت على نفسه , اطفأ كل الاضواء واغلق الستائر والشبابيك , البيت لرفيق اخر يدعى محمد .
يجب ان لا يثير البيت اي شكوك ابدا , محمد الريماوي موالد 66 في مخيم سوف في جرش , له اربع بنات يسكن مع زوجته وبناته في بيت ريما في رام الله , كان كهربائي سيارات تعلمها في اثناء خدمته في الجيش الاردني
لا نعرف ابدا كيف قضى محمد ليلته وحيدا , بماذا كان يفكر , شوقه لبناته , لكن دعونا نرسم نحن بعضا من تفاصيل تلك الليلة .
كان قد مر وهو في طريقه على بائع الكتب في شارع ركب , بالقرب من الكوكيرز , توقف وتفحص الكتب , لاحظ ان احدى الروايات قد قدمها الحكيم . رواية الاقانيم الثلاثة كانت رفيقته تلك الليلة , نعم فهي افضل ما كتب لمن قد اصبح التخفي رفيقه .
مؤكد ان نوح ابراهيم وقصائده الثورية كان لها نصيب في ليلته , غناها اكثر من مرة , كانوا ثلاثة رجال تسابقوا عالموت , اقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد .
حاول الوهن ان يتسلل له عبر زوجته وبناته , طرد الفكرة بسرعة , حاول ان يتخيل منظر النشوة على وجه كل فلسطيني عندما ستأتي الاخبار العاجلة على قناة الجزيرة . زاد اصراره
حاول محمد ان يتخيل خطبة الجمعة القادمة , لم يجد ما يناسب اكثر من “ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ”
هكذا خطب امام صلاتنا في القرية في ذلك اليوم
تقدم حمدي وباسل الى مكتب الاستقبال في حياة ريجنسي , نفس الموظفة التي كانت في الايام السابقة , قالت له مرحبة : اهلا بك استاذ سامر شحادة يبدو ان الاقامة قد طابت لك عندنا.
قال لها وهو يستعرض امامها باقي الالف دولار التي اعطاه اياه عاهد ابو غلمة كميزانية للعملية وقد اظهر لها بعضا من البطاقات المصرفية : اريد غرفة بسريرين ارجو ان تكون في الطابق الثالث فانا لا احب الاماكن المرتفعة
الساعة الثامنة , انتهت الموظفة الجميلة من اعداد كامل الاجراءات , نعم يبدو انها حاولت ان تقضي وقتا اكثر عل هذا الشاب الوسيم يدعوها للخروج , سلمته المفتاح للغرفة في الطابق الثالث .
قال حمدي لباسل , اذهب للغرفة ثم اصعد عن طريق الدرج وانزل اكثر من مرة لتعتاد الطريق الى الطابق الثامن , على بعد خمس امتار من باب سلالم الطوارئ هناك تقع الغرفة 816 حيث يرقد الهدف .
توجه حمدي الى موقف السيارات التابع للفندق
نعم الهدف في الفندق , السيارة الفولفو البيضاء المخصصة لتنقلات الوزير ترقد في مكانها
عاد ليجلس في ردهة الفندق منتظرا رفيق باسل
وصل باسل الاسمر ذو 29 عاما الى الغرفة في الطابق الثالث , كان اعزبا حاد الطباع , مؤكد ان له محبوبة كانت تنتظره , دخل الغرفة , نظر في زواياها وخرج الى الشرفة المطلة على المدينة المنهوبة , وضع الحقيبة التي معه تحت السرير ففيها مسدسان مع كاتم صوت
خرج باسل من الغرفة , استحضر تصرفات رجال العمل السري في الافلام , نظرا يمينا ويسارا , اغلق الباب وابتعد قليلا , عاد ليتأكد ان الباب مغلق باحكام فهو لم يعتد على المفاتيح الالكترونية , قال في خلده ” مفاتيحنا غير عن مفاتيحكم ” وتوجه الى سلالم الطوارئ
وصل باسل الى الطابق الثامن الممنوع على العامة دخوله عبر سلالم الطوارئ المخصصة لعمال الفندق , مر من امام غرفة الهدف .
نزل وصعد السلالم من الطابق الثامن الى موقف السيارات 3 مرات , ينزل راكضا ويصعد بهدوء , هل لي ان اتخيل عرقه المنساب على خديه , نبضات قلبه التي ترتفع بتواتر , شعره الاسود الطويل نسبيا الناعم يغطي عينيه كجواد اصيل .
ايقن انه يستطيع الان ان ينزل الدرج مغمض العينين
عندما كان ينزل راكضا باسل عن السلالم كان يشجع نفسه بجملة يكررها طوال الطريق ( طاب الموت طاب الموت طاب الموت )
وفي الصعود لاهثا متعبا يردد :
فلسطيني عربي اممي
فلسطيني عربي اممي
كان يجلس ذلك الرجل الهادئ ادمث ذو الشعر المختلط بين البياض والسواد , عاهد , نعم اسمه عاهد ابو غلمة , كان قد كلف من قبل القيادة بترأس الجهاز العسكري في الضفة الغربية لما له من خبرة عسكرية وتجارب اعتقالية ولما يتمتع به من ذكاء حاد وعين فاحصة وسرعة بديهة , مثقف مشتبك بكل معنى الكلمة
طلب قهوته , كان يحبها بلا سكر , اراد هذه الليلة ان يتذكر الرفاق في كوبا فقال للشاب العامل في المقهى : اريدها سكر زيادة .
لم يكن قد قابل الثلاثة من قبل الا في الاجتماع الذي جمعهم في ذلك المقهى المنزوي بالقرب من منتزه رام الله .
حدق فيهم , رأى علي والحسين وابو ذر , سبارتاكوس , لوممبا , عمر الزين , جيفارا , وديع حداد , ابطال ميونخ , عز الدين القسام , مصطفى بن بولعيد , كارلوس , محمد بوضياف سبيتان عوض , العياش , جورج اليتيم , فقراء فيتنام , مزارعي التبغ في الجنوب , علي شعيب , نعم نعم نعم كانوا اقرب الى حبيب الشرتوني
تبسم وقال ” لكل الثوار وجه واحد في روحي ”
لا بد انه كان يقرأ لفرانتز فانون
عاد باسل لينضم الى حمدي في ردهة الفندق , اخذوا جولة في الفندق لمراقبة اجراءات الامن والاطمئنان على ان كل شيء بخير .
وصعدوا الى غرفتهم ليقضوا ليلتهم
وصل حمدي وباسل الى الغرفة , قام حمدي بتأمين الردهة امام الغرفة , ودخلوا
لا ندري كيف قضوا ليلتهم , لكن دعونا نرسم تفاصيلها
استلقى باسل على السرير بحذائه
وقف حمدي امامه واخذ يغني لذلك الشاب خريج كلية الصناعة في الخليل مقطعا من اغنية الشيخ امام ( يعيش اهل بلدي )
يا غلبان بلدنا
يا فلاح يا صانع
يا شحم السواقي
يا فحم المصانع
اكمل الاغنية حمدي وباسل يتبسم
كمان الصحافة حتكتب في حالتك
وتنشر مناظر لخالك وخالتك
وتطلع يا باسل عليك الاغاني
وتسمع باسمك في قلب القهاوي
تحبك مشيرة وبنات الجزيرة
وقصة غرامك حتشيع في الرداوي
تنبه حمدي للرائحة التي تصدر من باسل , قال له : قوم تحمم
اجاب باسل ضاحكا : يحرم علي الحمام قبل ما اخذ ثار ابو علي
قفز باسل من على سريره في حركة بهلوانية اصدر صوتا عاليا , مما حدى بحمدي ان يؤنبه بكشرة من وجهه , قام باسل واستل الحقيبة من تحت السرير
فتح الحقيبة
شهق
حمدي ما في سلاح . اين السلاح ؟ هل كشفنا ؟ هل خدعنا ؟
تبسم حمدي قائلا : وهل تعتقد بأني بهذه السذاجة لكي ادخل السلاح الى الفندق وابيقه في الغرفة .
لم يكن حمدي خريج مدراس عسكرية او امنية , لم يتدرب قط , كذلك باسل ومحمد , لكن اعتمدوا على ذكاء الفلاح الفلسطيني الممتد قرونا من التجارب .
استطرد حمدي : السلاح في السيارة لقد اعددت مخبأ سري مسبقا
ذهب الاصفرار عن وجه باسل وتحول وجهه الى الحمرة خجلا
جلس الاثنان بالقرب من الطاولة الصغيرة ,مسك حمدي القلم والورقة , وتعمد ان يكون السطح صلبا للاحتياط الامني لكي لا يترك اثرا لما سيكتب او يرسم , بدأ باعادة رسم الخطة والتحركات , اعادها على مسمع باسل , اخر مرة سيراجعون الخطة .
انتهى حمدي من الشرح اشعل الورقة واستل سيجارة فاخرة واشعلها من الورقة , قائلا : سيقتلني شعور الرفاهية من فندق خمس نجوم وقهوة لذيذة وسجائر فاخرة .
انسل حمدي الى فراشه وكذلك باسل
حمدي ما زال يفكر ويشغل باله بألية عمل كاتم الصوت , كيف يستطيع انبوب طولة 10 سانيمترات ان يكتم صوت المسدس , تذكر ان باسل خريج كلية الصناعة فقال لابد ان له معرفة بالفيزياء .
وجه السؤال لباسل : اه يا باسل كيف بيشتغل الكاتم ؟
كان في هذه اللحظة اخر ما يشغل تفكير باسل القوانين الفيزيائية , كل ما يعرفه ويشغله الان ان في رقبته مسؤولية تاريخية , فهذا ثأر ابو علي
اجاب باسل ضاحكا : والله بكرة لاخلي الكاتم تبعك يزغرد
صمت كل من حمدي وباسل في محاولة لان يناموا , حمدي ما زال يعد سيناريو ما سيقوله لزئيفي عند اللحظة الحاسمة .
هل اقول له : حكمت عليك الثورة بالاعدام , باسم الله والشعب , باسم رضع عين الحلوة , باسم دماء الثوار في جرش , باسم الاسرى في السجون , باسم وديع حداد , باسم احمد الدقامسة , باسم سليمان خاطر , باسم تل الزعتر , باسم سنين العبودية للافارقة , باسم الهنود الحمر , باسم شعب تسمانيا , باسم اصابع الهنود المبتورة , باسم حقول سيريلانكا المنهوبة لتمنحكم وجبه الشاي بعد العصر , باسم الرفاق في الجيش الاحمر الياباني , باسم المعدة الفارغة للرفاق في ايرلندا باسم بوب ساند , باسم المعدومين بيد فرانكو في اسبانيا , باسم المليون شهيد في الجزائر , باسم التاجرب الطبية على اطفال الكونغو .
ايقن انه لو اراد ان يحصي لما يجب قتل زئيفي فلن ينتهي في سنين طويلة
غط باسل وحمدي في نوم عميق , باسل ارهقه الصعود والنزول وحمدي لم يكن قد ذاق طعم النوم منذ عدة ايام , محمد يتقلب ينام قليلا ثم يصحو خوفا من ان يسلبه النوم ويتأخر عن موعده
عاهد عاد الى البيت , امسك ورقة وقلم حاول ان يكتب بيان التنبي للعملية , الف الف فكرة في الرأس , نظر الى الجدار المقابل ورأى صورة غسان فعرف ما سيكتب ” كل ما نقوم به ليس الا وسائل تعويضية عن غياب السلاح ” , اذا حملة السلاح الثلاث هم البيان وفعلهم الاعلان , ساكتفي بنشر الخبر ععلى بعض وسائل الاعلان بكلمات مقتضبة لا اكثر
انتصب عاهد , حرك رأسه يمينا ويسارا في حركة رياضية , تبسم وحاول ان يتخيل منظر زئيفي ملطخا بدمائه .
تبسم اكثر وهو ينظر الى صورة ابو علي مناجيا نفسه ” ماذا ستكون ردة فعل الصهاينة لو عرفوا ان من وضع بنك الاهداف للجهاز العسكري ومن حدد زئيفي كهدف مستقبلي هو نفسه ابو علي ” واساه قليلا ان ابو علي اخذ ثأره قبل ان يموت
الساعة تدق الان الخامسة ونصف صباحا من اليوم السابع عشر في اكتوبر , استيقظ محمد الريماوي , امسك رشاش السكوربيون تفقده , الجو بارد قليلا , ملمس السلاح اشعره بالنشوة , ترك بيت الرفيق صالح علوي وتوجه الى الفندق في السيارة المستأجرة من شركة عرابي للسيارت بالقدس باسم لؤي عودة الملقب بالفرنسي.
الساعة تدق الان الساعة السادسة الا ربع , استيقظ باسل ونادى على حمدي محاولا ايقظاه , ما ان همس باسل حتى رد حمدي : هو اللي في عندو ثأر بينام ؟
اجاب باسل : طول الليل وانا افكر بشيء , من اين لعاهد بكل تلك المعلومات الدقيقة عن تحركات زئيفي وغرفته ورقم سيارته الفولفو .
قال حمدي : هذا ما لا اعرفه وما لن يعرفه احد ( بقي هذا السؤال لهذه اللحظة معلقا في دوائر الامن الصهيوني ولم يجد احد له جواب وعاهد لم ولن يتكلم )
وقفا ولبسا الاحذية , سمع حمدي باسل وهو يرنم ( فلسطيني عربي اممي
الساعة الان السادسة والنصف , كان حمدي وباسل قد اعدوا انفسهما , خرج عاهد الى ردهة الفندق تأكد ان محمد يقف بسيارته في الجهة المقابلة للشارع , اومأ له برأسه , شاهد سيارة زئيفي رابضة في مكانها , عاد الى داخل الفندق الى قاعة الفطور , لاول مرة يرى زئيفي تلاقت عينيهما لاول مرة مع بعض , كان زئيفي برفقة زوجته ياعيل يتناول فطوره الاخير قبل ان يبرقه حمدي الى جهنم
عاد حمدي الى الغرفة , قال لباسل هيا بنا , نزل الاثنان الى موقف السيارات , الحذر والترقب والتأهب كان سيد الموقف , وصلا السيارة المستأجرة باسم سامر شحادة بالهوية المزورة , وقف حمدي يراقب واخذ باسل جولة صغيرة في الموقف لكي يتأكد من عدم وجود كمين , توجها الى السيارة فتحها حمد واخذ الحقيبة التي فيها السلاح , استل المسدسين وامسك الكاتم وقال ( عذرا ناجي ) خبئ كل منهما مسدسه بين طيات ملابسه وعادوا الى سلالم الطوارئ .
انطلق الرفيقان من على سلالم الطوارئ الى الطابق الثامن , وقفا امام المصعد , سحبا المسدسيين , قاموا بتفحص المسدسات , ذخر كل منهما مسدسه .
حمدي قرر ان لا يقتله حتى تتقابل عيونهما مع بعض .
باسل يتمنى ان يرافق احد زئيفي لكي تكون له حصة اكبر في اخذ الثأر .
الاشارة الضوئية للمصعد تدل على انه في طور الصعود .
1
2
3
انهى فطوره بكأس عصير من برتقال يافا المصادر , عاد ليأخذ حقيبته , ربما كان فيها اوراق خططه للترانسفير , وحتما تحتوي على نشرة مقترحة للسياح تصادر التاريخ وتحرف الرواية , وقف امام المصعد , مر من امامه فتاة شقراء , امعن النظر في مؤخرتها المكتنزة , دخل الى المصعد وضغط على زر الطابق الثامن
حمدى طلب من باسل ان يقف على باب سلم الطوارئ , اطاع باسل مبتسما
الادرينالين يرتفع منسوبه تصاعديا كلما ارتفع الرقم على لوحة المصعد الالكترونية .
توسع في البؤبؤ , اتساع القصبة الهوائية , انقباض في رأس المعدة , جفاف الحلق , بروز العضلات النبض ايضا يرتفع .
عند وصول الرقم الى 7 , كتم نفسه ليضمن اصابة ادق وليكن متأهبا
شريط طويل من المحاكمات , لا مجال للارقام فلسنا ارقاما , وجوه واسماء وقصص وعائلات وبيوت واشجار مرت امام حمدي .
صوت عويل النساء على ابو علي يصم اذناه , تلويح القبضات بالهواء توعدا في جنازة ابو علي يمنحه مزيدا من الاصرار يرى نفسه مكلفا من كل فلسطيني بهذه المهمة .
توقف المصعد وانطلقت صافرة تيت تيت تيت
فتح المصعد
بدء باب المصعد ينزلق رويدا رويدا , حمدي يحرك رأسه يمينا ويسارا ليحصل على افضل زاوية ليستكشف من في المصعد .
ظهر ضخما , ايقن حمدي ان المشهد ينقصه شخرة من كتلة العنصرية هذه .
ناداه بلقبه ( هيه غاندي ) , هذا ما كان يتساءل عنه حمدي , كيف لهذا القبح ان يسمى غاندي . اه يا شرقنا كم سرقوا منك .
التقت العيون , حدق زئيفي في عيون حمدي , رأى اصرار وايقن ان هذا من سينفذ عليه الترانسفير الى جهنم .
رأى حمدي في عيون زئيفي مدى الوهن والضعف والجبن , فما الظالم الا وهم في عقل المظلوم , هذه هي اللقاءات الوحيدة المشروعة بيننا وبينهم بالضبط كما رسمها وخطط لها وتمناها حمدي .
ثلاث رصاصات في النصف العلوي من الجسم , حملها كل اهات المستضعفين في الارض , صراع التحرر والاستعمار لخص في موقف لم ينزل عينيه من عيني زئيفي .
نظر حمدي اليه صريعا يشخر , ايقن انه نفذ المهمة , انقطعت انفاسه اخيرا .
استدار حمدي فالتقت عينيه في عيني باسل فرأى كل فلسطين في تلك العينان

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الجولاني يتعهد بملاحقة المتورطين في تعذيب السوريين ونشر أسمائهم

الأول نيوز  – قال القائد العام لغرفة عمليات المعارضة السورية المسلحة أحمد الشرع، إنه سيتم …