أسامة الرنتيسي
ظُهر اليوم السبت، ستَدْفِنُ مدينة الفحيص ابنها البار، أحد ضحايا مجزرة الصحراوي، الدكتور العقيد المتقاعد رياض الياس جريسات، من دون أن تسمح بشاعة الحادث وما تعرض له جسد رياض بإلقاء النظرة الأخيرة عليه.
حتى والدته التي حضرت من أميركا على عجلٍ لن تتمكن من وداع ابنها، آخر العُنقود، ولن يتمكن أشقاؤه، مرضي وراضي ورضا ومرتضى، وشقيقاته انعام وروضة وهلا، وزوجته ديانا جميل النمري وابنه شاكر وابنته رند، ولا أبناء عمومته من عشيرة الجريسات، ولا ابن خاله وليد جريسات الذي رسّبته الحكومة ثلاث مرات في الانتخابات النيابية، لم يتمكن من حبس دموعه وهو يحدثنا عن بشاعة الحادث وبشاعة الموت الذي تعرض له رياض.
رياض، الضابط المشهود بكفاءته واستقامته من قبل رفاق السلاح الذين عمل بمعيتهم في مواقع كثيرة، كان آخرها في مطار الملكة علياء الدولي، استقال من الخدمة العسكرية بعد أن وصل إلى رتبة عقيد، والتحق بجامعة مؤتة مدرسًا فيها، خَبَرُ موته وفاجعة المشهد، أوجعا قلوب أهالي الفحيص، وكل من عرفه على مدى سنوات عمره.
المجزرة التي وقعت على الطريق الصحراوي، الخميس، ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، وسيبقى هذا الطريق المشؤوم يأكل خيرة أبناء هذا الوطن، كلّما تأخرت الحكومة ساعة عن إصلاح وضع الطريق القائم، فهو في غاية الرداءة والاهتراء، والطرق البديلة التي تم توفيرها لم تمنع الجرائم البشعة التي ما زالت تقع في هذا الشارع.
وكعادتنا، لا نتحرك إلا عندما تقع كارثة، فقد وجه رئيس الوزراء هاني الملقي وزراء الداخلية والنقل والاشغال العامة والاسكان بمعاينة الطريق الصحراوي اليوم السبت للوقوف على احتياجاته واولويات العمل اللازم انتهاجها على جناح السرعة للحد من حوادث السير الدامية التي تقع على هذا الطريق .
ومثلما تَتحمّل وزارة الأشغال العامة والاسكان المسؤولية الأولى عن سوء أوضاع الطريق، تَتحمّل إدارة السير والدوريات الكثيرة على الطريق مسؤولية فحص الشاحنات وعجلاتها، إن كانت صالحة للاستعمال أم لا، وعدم إبقاء مراقبة الدوريات مقتصرة على السرعة وحزام الأمان، وفرض المخالفات.
المهندس المبدع العقيد المتقاعد شريف سماوي كتب على صفحته على الفيسبوك بوستًا أستميحه بنشره في مقالتي هذه نظرًا لأهميته القصوى، قال فيه: “أحر التعازي لذوي الضحايا…ورحم الله المتوفين، وأمنياتنا بالشفاء العاجل للمصابين…حيث كان لنا بمدينة الفحيص نصيبٌ من هذه الفاجعة بِفقْدِ العقيد المتقاعد الدكتور رياض الجريسات الإنسان النبيل بما يتمتع به من رُقي في الأخلاق وحسن المعشر…..وبقدر الحسرة التي اعتصرت قلبي على فقدان صديق ورفيق سلاح ومَن معه مِن الضحايا….كانت الحسرة أكبر عندما اطّلعت على تفاصيل الحادث بموقع عمون الاخباري، وشاهدت إطارات الشاحنة التي تسببت بالحادث، ومقدار ما أصابها من اهتراء وتشققات، والحالة البالية التي ظهرت بها الإطارات….يصادفك على طريق العقبة أكثر من عشرين دورية شرطة، وتطل علينا دائرة السير بين الفينة والأخرى بحملات تفتيش للتأكد من سلامة المركبات على الطرق، إضافة إلى الفحص الفني الفاشل عند ترخيص المركبة السنوي الذي يظهر جليًا أن الهدف منه هو هبر الرسوم فقط من المواطن…. أين فعالية هذه الدوريات؟ وما هذا الاستهتار بحياة السائق والناس من قبل صاحب الشاحنة؟ ولن أتطرق لحالة الطريق المهترئ ومسؤولية وزارة الأشغال العامة، فالحديث يطول….قدرُنا في هذا البلد أن نتلقى الضربة تلو الأخرى لنستفيق من سباتنا مدة محدودة، ومن ثم تعود حليمة لعادتها القديمة…. أدين بشدة صاحب الشاحنة وسائقها ووزارة الأشغال العامة والاسكان والقائمين على الطريق….والرحمة لأنفس الضحايا”.
الوسوماسامة الرنتيسي الصحراوي مقالات
شاهد أيضاً
الملكة رانيا العبدالله تقيم مأدبة غداء لعدد من السيدات في سحاب
الأول نيوز – أقامت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم في سحاب مأدبة غداء لمجموعة من …