المشايخ الجدد..الأسعد مفتيًا

أسامة الرنتيسي
 
لا تستطيع أن تكظمَ الغيظَ كثيرًا عندما يَفرض عليك أصدقاءٌ مشاهدةَ فيديوهات تُظهر مشايخ الزمن الجديد، يُفتون في كل شىء، بعلمٍ ومِن دون علم، يُفتون في الدين والسياسية وعلم الوراثة والفيزياء والكيمياء وعذاب القبر وسر الهرمونات، آخر هذه الفيديوهات المَسخَرة؛ شيخ دين في نهايات عمره يكشف لحاضري جلسته أنه عَرف أخيرًا لِمَ يختار العُلماء الفئران لإجراء التجارب عليها، ومنها توصّل إلى نظرية علمية لها علاقة بالهرومات، وباقي المسخرة لا حاجة إلى ذكرها.
أسوأ ما في هذه الفيديوهات ما يُغذّي حالة التصارع غير الطبيعية بين المذاهب، التي لا تحتاج لإدامة الصراع والمجازر إلّا إلى شيخين على شاكلة الداعية يوسف القرضاوي، والزعيم المُلهَم حسن نصرالله، وبعد ذلك سترى الجنون يسيطر على مناحي الحياة كلها.
بعد تصريح طائفي من زعيم حزب الله حسن نصرالله  قال فيه يومًا: “لبيك زينب…”، انقلبت الأحداث في سورية إلى حرب طائفية على المكشوف، ولم يَعُد الطّرَف الآخر يتورّع لحظة عن التّوسع في الحديث عن العداء التاريخي بين السنّة والشّيعة.
وتصريح أكثر طائفية من قبل الداعية يوسف القرضاوي عندما كفّر العلويين وحزب الله في لبنان، انبرى الطرف الآخر ليكيل الشتائم والتّهم إلى جماعة القرضاوي .
لقد ترك السنّةُ والشّيعةُ، ومِن ورائهم السلفيون بمختلف تياراتهم عدوّ الأمتين العربية والإسلامية الأول، العدوّ الصهيوني الغاصب، وبدأوا بالتناحر والذبح على الهُويّة وكيفية الصّلاة، وتركوا وراء ظهورهم الممارسات الصهيونية كلّها ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وجهّزوا المجاهدين إلى سورية، بدلًا عن فلسطين، حتى خرج ذات يوم شابٌ فلسطينيٌ من الناصرة للجهاد في سورية، في موقف لا يُمكن أن يستقيم مع عقل، حيث ترك الجهاد ضد اليهود لمصلحة الجهاد في سورية.
لقد عانينا في الفترة الماضية من فوضى الفتاوى، حتى أصبحت ملهاة يتندّر بها الجميع، وانطلقت فتاوى لا تستقيم مع عقل أو منطق، والآن دخلنا نفق التكفير، فإلى أين يأخذنا مشايخ هذا الزمان؟.
على ذكر المشايخ، وآخرهم مفتي نقابة الفنانين الأردنيين النقيب ساري الأسعد الذي ظهر مُرتبكًا في حوار مع فضائية العربية حول قرار الفصل الذي اتخذه بحق فنانة المسرح أسماء مصطفى على إثر بوست وضعته على صفحتها على الفيسبوك ترويجا لمسرحية تونسية حيث تُقيم الآن عنوانها “الهاكم التكاثر..وزادت عليها حتى زرت المسارح…
بعد كل هذه الضجة الإعلامية محليًا وعربيًا، ومِن دون أن تتدخل جهات افتائية لرأيها الاحترام والتقدير في دعم قرار مفتي النقابة، ألا يفكر سعادة النقيب ومجلس قيادة النقابة في العودة عن قرارهم وإعادة عضوية الفنانة أسماء مصطفى، وإغلاق هذه الإضبارة؛ لأن العودة عن الخطأ فضيلة.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

مأساة التوجيهي متى تنتهي؟!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – حزنت كثيرا لأجل الصديق وزير التربية والتعليم الدكتور …