شبه حياة!

ريم أحمد الحوراني
 
أحيانًا أساله كيف يكون قد رحل وكل ما هو له باقٍ هنا، صوته ما زال حيًا، ابتسامته التي كان يسخر بها من الأشياء  ما زلت أراها وكأنه أمامي، حتى لكأن شيئًا لم يرحل منه، قرأت في رواية جملة استوقفتني، فالموت كما الحب أكثر عبثيّة من أن تأخذه مآخذ الجد!
ربّما هي تلك الحقيقة، ثمة أشياء موجعة جدًا أو جميلة جدًا نُفضّل أن لا نأخذها مأخذ الجد، حتى لا تصبح يقينًا يبقى كالحلم لا نعلم هل هو فعلًا حدث أم أنه كان حلمًا.. لا نعيشه بواقعية … بل نعيشه بحالة من النُّكران أو التمثيل ربّما قد حدث فعلًا، لكن لست متأكدة ، لقد أجبتك، ولكن إجابتي زادتك ضياعًا، وأضفت الى سؤالك ألف سؤال بعده، فيا صديقي الدائم ليست هناك حقيقة كاملة في حياتنا، نعيش شبه حالة وشبه حياة، باحثون دائمًا عن إجابة عن كل ما يحدث لنا، ولماذا نحن تحديدًا .
ويأتي يومٌ بعدها لنعلم، فلا شيء يبقى من دون إجابة، ولا شيء يحدث من دون سبب، نسلك طريقًا كنّا قد اعتقدنا أنّا نحن من اخترناه، ولنعلم بعدها أنه هو من اختارنا،  ونضحك على حياتنا، ونسرد تلك القصص سعداء بها، أحيانا تستوقفنا تلك اللحظات التي تُحزننا، فنتخطاها لتخلو قصصنا منها، نتبرأ منها ومن كل موقف قد كسرنا للحظات أو لأيام، ونبعد أولئك الأشخاص من أفكارنا في تلك اللحظة ثم نعود لنكمل الحديث عن حياة هي في الواقع أتعبتنا، ولكن هي من صنَعتنا وبسببها كان لنا ماضٍ نتحدث عنه بفخر!
وسنرحل في يوم ليكتب عنّا أبناؤنا كما أكتب عنك دائمًا.
 
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الضرب في الميت

ريم أحمد الحوراني –   لقد غبت أبحث عن الأمل ربما … أبحث عن الوفاء …