الأول – أكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة أنه لم يعد مقبولاً ترك دول الإقليم، تتدخل في الشؤون العربية، لملئ فراغ نحن تركناه، لافتاً إلى أن التوزان في العلاقة مع دول الإقليم لا بد أن يكون عبر الحوار الصريح والمنفتح، دون إغفال أهمية أن يكون لنا مركز قرار عربي بقيادة دول الفعل العربي، علنا نتحرر من بعض أزماتنا الراهنة وحتى تلك المتوقعة.
وأضاف الطراونة في كلمة له بافتتاح أعمال الدورة (24) للاتحاد البرلماني العربي في المغرب اليوم الاثنين، أن الواجب على البرلمانات العربية التحدث بأمانة حول الأوضاع العربية الراهنة، وتداعياتها الخطرة على مستقبل الأجيال، وهو الحديث المتصل بحالة عدم الاستقرار الآنية، في أقطار عربية كنا نركن إليها كعمق عربي، وحاضرة في مشهد القرار العربي، وصياغة مستقبل الأمة.
واعتبر أنه في ظل استعصاء الحل السياسي للقضية الفلسطينية، وغياب الحل الشامل والعادل الكفيل بإعلان قيام الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس، فإن منطقتنا ستظل عرضة لحالة عدم الاستقرار، أمام المظلومية التاريخية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي ما زال يقاوم أقدم احتلال في عصرنا الحديث، ولذلك تداعياته التي لا تخفى على أحد على مستقبل حلول أزمات المنطقة، وهنا أقصد بالحلول -الحلول السياسية الناجزة، التي تضمن تحصين دولنا العربية من شبح التقسيم الذي يدعمه غياب الدعم العربي في حل الأزمات الراهنة.
وتابع بالقول: إننا نلتقي اليوم في دورتنا الحالية، وهي تسبق موعد انعقاد القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين في عمان، وهي القمة التي تأتي في ظل ظروف مركبة ومعقدة تشهدها المنطقة، زادها خطر الإرهاب، وآذاها تشرذم الأمة، وحطم طموحاتها دسُ أنف دول إقليمية بشؤوننا وتدخل دول عظمى في مصائرنا.
وأكد أن اجتماع الاتحاد البرلماني العربي يكتسب قيمة مضاعفة، تحت عنوان “الوضع العربي الراهن” وهو عنوان يمكن اختصاره في الشرح، لكن لا يمكن تجاوزه عند النظر في التداعيات الناتجة عن الأزمات والحروب التي تدور في أكثر من مكان في منطقتنا العربية.
وتابع “ولَكم أتمنى أن نساند الزعماء العرب خلال أعمال القمة المرتقبة، بالرأي والنصيحة والمشورة، كبرلمانات تمثل شعوبنا العربية وننطق بأوجاعها، ونسعى لإنجاز طموحاتها، وهو موقف برلماني يعيننا على أن يكون لنا الأثر الفاعل في الشارع العربي من خلال المساهمة في صياغة توصيات ومقررات القمة العربية”.
وقال إننا في المملكة الأردنية الهاشمية نجاور على حدودنا الشمالية الأزمة السورية، وعلى الشرقية الأزمة العراقية، وعلى الحدود الغربية نجاور تاريخ وجغرافيا الهم الفلسطيني، واستمرار الاحتلال للضفة الغربية، متصلين بحدود طويلة مع هذه الدول الشقيقة.
وأشار إلى أن الأردن أعلن إغلاق حدودها الشمالية والشمالية الشرقية، واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة، نظراً للعمليات الإرهابية التي استهدفت حدودنا في أكثر من مناسبة خلال الأعوام القليلة الماضية، “وعلى هذا الأساس يمكنكم تصور واقعنا الاقتصادي في ظل استمرار أزمة اللجوء السوري، الذي يزيد من حدتها فاتورتنا الأمنية العالية كمتطلبات لتأمين حدودنا القريبة مع بؤرِ الخطر والإرهاب، ومع ذلك فإن الأردن مازال حاملاً لواء هويتهِ القومية والإسلامية، ولا يترك جهدا في دعم قضايا المنطقة، على أسس تضمن استعادة الأمن والاستقرار لدول الجوار”.
وأكد الطراونة أن الحل الوحيد للأزمة السورية لا يتأتى إلا من باب التوافقات السياسية التي تكفل صمود سورية الوطنية، موحدة الأراضي، فاعلة المؤسسات، مع صمود جيشها، مشدداً على أن هذه التوافقات لن تجد طريقها إلى النور من غير إنجاح جهود المفاوضات السورية السورية تحت رعاية دولية، تضمن وقف شلال الدم السوري، ودحر قوى الإرهاب والظلام.
وفي الشأن العراقي أكد أن دعمه في جهود مكافحة الإرهاب، وإنجاح مهمة المصالحة العراقية العراقية، تكفل تحصينه من خطر التقسيم المذهبي والطائفي، “وسنكون مخطئين إن تركنا العراقيين وحدهم من دون دعم عربي يؤكد مكانة العراق أرضا وشعبا”.
وتابع: وعلى مقربة من ذلك فإن ما يتعرض له اليمن من حرب، تؤخره عن مكانته العروبية التي يستحقها عن سابق تاريخ ومكانة، كما أن دعم الأشقاء في اليمن بكل متطلبات الحياة الكريمة، وإنهاء الحرب هناك، ليؤكد أولوية الوقوف خلف جهود المملكة العربية السعودية في قيادتها للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب. وهو أيضا ما يجب أن نقوم به كأمة واحدة في ليبيا المتروكة لسخط الإرهاب الذي يمزقها ويفصلها عن بعضها وعنا.
يذكر أن رئاسة الاتحاد البرلماني العربي انتلقت في دورتها الحالية من لبنان إلى المغرب، حيث تولى الرئاسة رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب الملكي خلفاً لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.