ريم أحمد الحوراني
نتخلّص مِن شعورِنا بالذّنب، فنشتري الهدايا لها بهذا الْيَوْمَ لنختفي بعد ان نحتفي!
كم من عاق لوالديه نسي مَن أفنى عمرَه لتحقيق رغباته، لينتهي به الأمر بدار المسنين أو وحيدا في منزله، يسألون عنهم أولادهم ربّما مرة واحدة بالأسبوع ، في أفضل الحالات.
نتعذر بمشاغل الحياة التي أخذتنا من كل شيء حتى من أكثر الأماكن حبًا ودفئًا .. فحضن أم يعادل الدنيا بأكملها، لا أتحدث عن حاجتها لنا، بل مهما كبرنا فما زال ذاك الطفل بداخلنا يتوق إلى لمسة الحنان تلك ونظرة الحب التي تقول لك أنت أجمل ما رأيت …
كم نحتاج ذلك الشعور في بعض الأوقات شعور ان هنالك من يحبك حبا غير مشروط حبا لا تنتهي صلاحيته مهما كبرت وتعبت تعلم ان وحدها الام هي من تحبك بالرغم من صفاتك السيئة وان صرخت بها يوما وان تأففت بوجهها ستكسر قلبها، ربما ولكن ستبقى تحبك مهما بعدت أو انشغلت، فقلبها دائم الدعاء والامل ان تعود لها وتحتاجها كما كنت طفلا …
أحب حاجة أطفالي الي وكيف يركضون يبكون نحوي عندما يتألمون واني وحدي مسؤولة عن ازالة ذلك الالم، فهم ما زالوا أطفالًا يؤمنون بي لهذه الدرجة !
عندها أفكر اني اريد ان احتفظ بهذه اللحظة الى الأبد لا اريد ان يتخلّوا عني لينشغلوا بكل شيء الا انا …
الام هي ذلك الحب اللامنتهي فاذهب اليه قبل ان يذهب عنك فعندما ترحل الام ستشعر بان لم يعد احد يحبك وربما ستكبر بتلك السنة عشرين سنة وسيموت ذلك الطفل الذي بداخلك ويرحل عنك معها، بعدها لم يعد شيئا جميلا وسيفقد كل ما شغلك عنها أهميته وستبكي كل لحظة لم تكن معها فيها …
فلنحتفل بالام كل يوم وليس الْيَوْمَ فقط.
