في شي غلط شو فيه!!

أسامة الرنتيسي
 
خلال الـ 24 ساعة الماضية كنتَ تَصطدم بمجموعة من الأخبار الكارثية، بحيث لا تُصدّق  أنّك تعيش فعلًا في دولة مؤسسات وقانون، تَتمتّع بسلمٍ اجتماعي داخل مجتمع آمن مستقر، فترفع صوتك عاليًا متسائلًا..في شي غلط شو فيه؟!!.
الإعلامي المحترف، صاحب الصوت الرخيم، الصديق الدكتور بشار الخرشة يَصدِمنا بمعلومات دفعته إلى القول: “عن أية دولة مَدنيّة نتحدث، ومسؤول يقرر (زيادة) راتب موظفة ألف دينار مرة واحدة .. وآخر يُعيّن قريبته مديرةً براتب  (2000) دينار وهي لا تزال طالبة جامعية على مقاعد الدراسة .. عن أي قانون وعن أية مؤسسات رقابية نتحدث .. كان الله في عون جلالة الملك على أشباه المسؤولين .. أمّا السادة النواب .. الله يعطيهم ألف عافية،فمعظمهم في مهام خارج الوطن.. !!”.
تُطالعنا صحيفة “الغد” منذ الصباح بنشر تقرير حديث لدائرة الأبحاث في الكونغرس الأميركي حول الأردن يؤكد أن هناك نحو (4) آلاف أردني انضموا إلى صفوف داعش من عام 2011 حتى اليوم، في سورية والعراق، ما يجعل الأردن حسب التقرير ثاني أكبر دولة مساهمة بالمتطوعين إلى داعش بعد تونس.
بعدها بساعات؛ يَقدِم شاب عشريني على الانتحار،  بشنق نفسه بقطعة قماش لفّها حوله عنقه،  داخل منزل أسرته في منطقة طبربور، لتكشف المعلومات عن أن عام 2016 شهد أعلى حوادث انتحار في تاريخ المملكة، حيث وصل عددها (117) حادثًا بينها (91) من الذكور و(26) من الإناث، جاءت العاصمة عمان  الأعلى إذ وصل عدد المنتحرين فيها إلى35 حادثًا، تنوعت طرق حالات الانتحار بإطلاق النار والحرق والشنق وشرب السموم وتناول كميات كبيرة من الأدوية والقفز مِن عَن المرتفعات.
في ساعات المساء توفيت سيدة أربعينية، لتتسرب المعلومات عن وجود شبهة جنائية بوفاتها بسبب حريق مُفتعل في منزل بضاحية الرشيد.
ولأن ضغط الأحوال المعيشية والاقتصادية لا يرحم، ويسبب ضيقًا في صدور الرجال، فلا يتحمّلون أية دعابة، فبسبب كذبة أبريل أقدم رجل على إنهاء حياته الزوجية داخل مستشفى حكومي في عمّان، بعد شجار مع زوجته، بعد أن أخبرته أنها حامل، إذ أصّر على أخذها إلى الطبيب للتأكد بنفسه، كونه يعاني من مشاكل صحية،تحول دون إنجابه.
وعند إجراء الفحص تَبيّن أن الزوجة خدعت زوجها ، بما يسمى بـ “كذبة نيسان”وفي إثر ذلك نشب خلاف حاد بين الزوجين داخل العيادة النسائية ، فأخذ الزوج بشتم زوجته بصوت مرتفع، ما دعاها للرد عليه بقولها له: “بِطْلع منك يا عقيم” فما كان منه إلّا أن طَلَّقها في العيادة وعلى مسمع جميع مَن حَضر.
ليست هذه فقط الحوادث الغريبة التي وقعت في الأربع والعشرين ساعة الماضية، فهناك الكثير ممّا وصل إلى الإعلام وما لَمْ يَصل.
يحدث هذا في الاردن وأكثر، ونصدق أن ترفع الحكومة أسعار مواد الوقود،  فيما أسعار النفط تهبط عالميًا، لكن ما لا نستطيع تصديقه هو أن يجد رئيس الحكومة أصدقاء  يبررون له شراء سيارة مرسيدس حديثة لدولته  يزيد سعرها على (140) ألف دينار، بأن هذه السيارة أكثر أمنًا وسلامًا، وسيستعملها أي رئيس وزراء يأتي بعد هاني الملقي.
 
 
 
 
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

عقلاء وحكماء في بطانة صانع القرار

 أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – نمرّ بمرحلة في غاية الحسّاسية، لا ينفع فيها …