- القضية الأحوازية حاضرة اليوم في الوسط العربي والدولي
- أولويات مشروعنا هو توحيد القوى الوطنية الأحوازية التحررية
- عازمون على فتح مكاتب وممثليات إعلامية وسياسية في الدول العربية
- حوار : أسامة الرنتيسي
تحتل قضية الشعب العربي الأحوازي مرتبة متواضعة على سُلّم أولويات الدول العربية، شعوبًا وقادة ومؤسسات مجتمع مدني، وهذا يعود لعدة أسباب أبرزها الحالة المُتردية التي تعيشها المنطقة العربية، وغياب الخطاب القومي العروبي عن أدبيات السياسات الرسمية والشعبية.
قضية الأحواز العربية ـ الإرث والتاريخ ـ حسب مشروع “دولة الأحواز العربية شرعية قائمة”، احتلها الفرس عام 1925 بمؤامرة دنيئة غادرة حيث اعتُقل حاكمها الشرعي الشهيد خزعل بن جابر الكعبي واغتيل في سجون طهران عام 1936، وبهذا قُوّض الحكم العربي الشرعي في الأحواز.
أبناء الأحواز، منذ ذلك التاريخ لم يقبلوا حكم الاحتلال، فناضلوا بشتى الوسائل، وترجموا ذلك في “مشروع دولة الأحواز العربية شرعية قائمة”.
رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية دولة الأحواز الدكتور عارف الكعبي يكشف لنا في حوار مع “الأول نيوز” عن قضية شعبنا في الأحواز وآخر تطورات القضية الأحوازية، فكان هذا الحوار:
- ضعنا في آخر تطورات قضية الأحواز الوطنية ومشروع شرعية دولة الأحواز العربية؟
ــ أصبحت القضية الأحوازية حاضرة اليوم في الوسط العربي والدولي حيث شهدت حراكًا واضحًا وملموسًا في الآونة الأخيرة في الخارج وكذلك على المستوى الشعبي في داخل وطننا المحتل وهذا يصب في محور رفض اﻻحتلال الإيراني الغاشم ومقاومته، حيث تم تبني قضيتنا خليجيًا وعربيًا تجسد في طرح مشروع إعادة الشرعية لدولة الأحواز ورسم خط واضح لقضيتنا وأطُرِها بمشروع سياسي وطني ذي أبعاد عربية مصيرية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمصير أمة العرب، لأن مشروع إعادة الشرعية يذهب إلى تجسيد المحاور المهمة في الشرعية والقانونية والمؤسسية التي تكون مترابطة مع بعض تُتّخذ من خلالها الطُّرق القانونية والدبلوماسية للحصول على اﻻعتراف بالأحواز دولة محتلة من قبل إيران، كما يذهب مشروعنا إلى رسم وبناء المؤسسات المتكاملة التي تضم المؤسسات اﻻعلامية والقانونية والحقوقية واﻻنسانية والثقافية ومراكز البحوث والدراسات جميعها ” ليرتسم مسار قضيتنا بمنحى وعهد جديد واعد”..
- تتحركون عربيًا على المستويين الرسمي والشعبي، لتأكيد عروبة الأحواز، فكيف ترى الموقف العربي المتضامن مع قضيتكم؟
ـ لقد تحركنا خليجيًا وعربيًا لطرح مشروع إعادة الشرعية لدولة الأحواز ليرتسم عهد جديد لقضيتنا العادلة، ونوضح رؤيتنا لأشقائنا العرب بأن الأحواز دولة عربية محتلة ذات شرعية قانونية وفق القانون الدولي المنصوص عليه في عهدٍ قبل اﻻحتلال عام 1925م حيث كان للأحواز دور مهم وفعال وحضور في رسم السياسة لمنطقة الخليج العربي، وهذا يؤكد عروبة الأحواز وأصالتها، حيث كان للشيخ خزعل حاكم الأحواز وقفات عربية ثابتة بدعم ومساندة الأشقاء العرب ونصرة القضايا العربية. وجاء اليوم الذي يقف فيه الأشقاء العرب لدعم القضية الأحوازية المرتسمة في مشروع إعادة الشرعية لدولة الأحواز والدفع به إلى جامعة الدول العربية للحصول على مقعد مراقب ليتم بعدها اﻻعتراف بالأحواز دولة عربية محتلة من قبل ايران.
ولقد لمسنا موقفًا إيجابيًا وتقبلًا واضحًا ومفهومًا لمشروع إعادة الشرعية في المحيط الخليجي والعربي، بعد أن التقينا المسؤولين والشخصيات والبرلمانيين، الذين أكدوا لنا أن هذا المشروع سيكون الحل الأمثل لما يعانيه الشعب الأحوازي، ويجمّد ويوقف سياسة إيران التوسعية التمددية في المنطقة.
- هل هناك إمكان توحيد القوى والأحزاب الأحوازية وراء قضية شرعية دولة الأحواز العربية؟
ــ من أولويات مشروع الشرعية توحيد القوى الوطنية الأحوازية المتمثلة بالتنظيمات التحررية الوطنية، حيث يذهب المشروع إلى رسم خريطة الوحدة من خلال استكمال مراحل المشروع، حيث تُعتبر القوى الوطنية هي الأساس لبناء الهيكل التنظيمي لشكل وهيئة المؤسسات، لتأخذ على عواتقها المسؤولية لتكامل الوحدة الوطنية، وهذا مخطط في تفاصيل المشروع ليكتمل المشروع السياسي الوطني الأحوازي.
- تفكرون بفتح مكاتب إعلامية وسياسية في الدول العربية هل تجدون تعاونًا عربيًا في ذلك؟
ــ إننا عازمون على فتح مكاتب وممثليات إعلامية وسياسية في معظم الدول العربية، وهذا ما نسعى لتحقيقه، لكن هناك خطوات واجب القيام بها تُمكننا من هذا العمل المهم، وهو ليس بالعمل السهل، وكما تعلمون إن المنطقة تمر بظرف صعب وحرج، ودور إيران بارز في إلهاب الوضع وإحداث أزمات، وتدخلها في شؤون الدول العربية، هذا كله أخّر قيامنا بفتح مكاتب تمثيل، ولكن اليوم اختلف الوضع والظرف، حيث أصبح القرار العربي حاضرًا ومؤثرًا، وبات من الضروري دعم مشروع الشرعية والشروع بفتح الممثليات والمكاتب.
- عدد سكان عرب الأحواز 12 مليون نسمة تقريبًا، في فسيفساء متنوعة، سُنّة وشيعة ومسيحيون وديانات أخرى، كيف تواجهون الصراع مع إيران الشيعية، وهل يتعاطف الشيعة الأحواز مع الطرح الطائفي الإيراني؟
ــ الشعب الأحوازي شعب واعٍ ومتفهمٌ وهو متعايشٌ منذ زمن بعيد، ظهرت حاﻻت بعد اﻻحتلال الإيراني للأحواز وهي تتمثل بالتمييز العنصري والقومي، حيث أراد المحتل أن يطمس الهُوية العربية بكل الوسائل وبقوة، ولكن تماسك الشعب الأحوازي للحفاظ على وحدته اﻻجتماعية بمختلف طوائفه وتمسكه بعروبته قطع الطريق على المحتل الإيراني وزادت سياسة المحتل الإيراني بتمزيق وحدة الشعب الأحوازي بعد مجيء الثورة الخُمينية، فقد عمدت إلى خلق الطائفية المقيتة في أوساط الشعب الواحد، وهنا ﻻ بد مِن أن نشير للمنظور الإسلامي والعقائدي الذي جاءت به إيران غير المستند إلى الإسلام الصحيح الحق وهو بالمنظور إسلام سياسي فارغ لم يتفاعل معه الشعب بالعقيدة التي يحملها، فهو يضطهد الجميع من دون استثناء، وهو مَن أجج الفتنة الطائفية في الدول العربية والشعب الأحوازي يعرف تمامًا ما يسعى إليه المحتل الإيراني من إحداث شرخ ديني عقائدي اجتماعي. ولذلك لم تشهد الأحواز أي صراع طائفي بين عموم مجتمعه.
- كيف يعيش الشعب الأحوازي في ظل الحكم الايراني من الجوانب الاقتصادية والحريات العامة والحريات الدينية؟
ــ أرض اﻻحواز غنية بثرواتها الطبيعة من النفط والغاز والزراعة والمياه حيث تشكل 80 % من اقتصاد ايران الفعلي، والشعب اﻻحوازي يعيش اقصى حاﻻت الفقر والعوز، حيث وارد هذه الثروات الهائلة يذهب الى خزينة حكومة اﻻحتلال تستخدمها ﻻنفاقاتها وتمويل مشروعاتها اﻻرهابية واذرعتها في المنطقة.
أما ما يتعلق بالحريات فلا توجد مساحة للحرية مطلقا، فكل ما هو موجود في اﻻحواز مؤسسات فارسية عنصرية لترسيخ الثقافة الفارسية وزيادة عدد المستوطنين، وﻻ توجد حريات عامة مسموح بها، فكل شيء يتحكم فيه المحتل من خلال أجهزته الصارمة، كما ﻻ وجود للحريات الدينية وكل من يخرج عما تسمى وﻻية الفقيه فهو مرتد ويحاكم بتهمة محاربة الله ورسوله وتصل عقوبته اﻻعدام.
إننا نؤكد أن بقاء إيران على الساحة السياسية بهذا القدر هو خطر على أمة العرب أجمع، ويتوجب هنا أن ندعو إلى تقزيم الدور اﻻيراني وتحجيمه وهذا ﻻيصب في قطع العلاقات أو إصدار عقوبات فقط، إنما الخطوة المهمة والأهم هي استرجاع شرعية الأحواز دولة عربية لتترامى حدود إيران خلف جبال زاكروس، كما أننا نطالب اﻻشقاء العرب إلى نصرة ودعم الشعب اﻻحوازي من خلال مشروع اعادة الشرعية لدولة اﻻحواز كونه المشروع الذي يطمح به اﻻحوازيون كلهم بتحرير اﻻرض واستعادة الحقوق.