هل يقود الأردن خُطةً عسكريةً للحرب على داعش جنوب سورية؟

أسامة الرنتيسي

 
مُجمل الأخبار والتحليلات تؤكد أن الأردن يقود خطة عسكرية لتحريك الجبهة الجنوبية في سورية، وعلى ذمة صحيفة الشرق الاوسط  يشهد الجنوب السوري، المحادِد للأردن، تحركات قتالية ونشاطًا ملاحظًا لمكافحة مقاتلي  “داعش” الإرهابيين، وجماعات محسوبة على التنظيم، وسط تقارير صحافية تتحدث عن دور أردني، لوجستي أساسي، في هذه العمليات القتالية، وقد اكتفى مصدر أردني رسمي بتأكيد، أن الأردن “يتخذ الإجراءات التي من شأنها  تعزيز الأمن الوطني”.
الأمر وصل إلى انتظار الضوء الأخضر لمشاركة الأردن في حرب مباشرة لمكافحة  داعش في سورية.
نعم؛  لقد وصلنا إلى نقطة ساخنة في الأزمة السورية، ومنذ زمن والصوت يرتفع بأن الحرب لمكافحة الإرهاب الداعشي هي حربنا، لهذا فالتصمت الأصوات المراهقة قليلًا.
من جديد، وفي المرحلة الترامبية، عادت قضية الحرب على عصابات داعش تسيطر على تفكير العالم، والنشاطات التي تشهدها واشنطن عربيًا وأوروبيًا، من المتوقع أن تضع السيناريو الأخير للخلاص من عصابات داعش، إذ لا خلاص إلّا بالحرب الحقيقية على مواقع هذه العصابات على الأرض، بعد أن دمّر طيران التحالف قوة هذه العصابات المكشوفة، ولم يبق إلّا تطهير الأرض السورية والعراقية منهم.
الحرب على داعش هي حرب الجميع، وتَغيير خطاب الأصوات التي كانت تصدح بأنها ليست حربنا، بعد الجرائم البشعة والتهديدات التي وصلت إلى أعلى مراحل التصعيد، والحرب الدائرة في الجنوب السوري، لَتُؤكد أننا لسنا رأس الحربة في هذه الحرب، وهنا لا اختلاف على هذا الموقف، فنحن جزء من التحالف في مكافحة عصابات داعش، وقادرون على تقديم الدعم اللوجستي  للقوات ستواجه عصابات داعش على الأرض، وهي مهمة الدولتين العراقية والسورية أولًا، والتحالف ثانيًا، وكل من يقف في وجه هذا التطرف في العالم ثالثًا.
صحيح أن وجهات النظر حول الضربات العسكرية الأردنية التي وجهت لداعش تَلْقى إجماعا أردنيًا مؤيدًا لكل خطوة تحاصر الإرهاب وتقتلعه من جذوره، لكن من دون إقحام جيشنا على الأرض، وهناك إجماع على أن داعش عصابات إرهابية، لا بل هي جزء من الحركات المتطرفة التي أنتجتها زعيمة الإرهاب في المنطقة (دولة إسرائيل) وتستخدمها لزيادة تقسيم المنطقة وإدامة الصراعات فيها.
لنتحدث بالعقل أكثر، في مواجهة العجز لوقف شلال الدم في سورية، وانغلاق الأفق في وجه أية تسوية فلسطينية إسرائيلية، وعُقم المشروعات الأميركية في المنطقة، وفي مواجهة فلتان تطرف داعش والقوى الظلامية في المنطقة، والحرب المشتعلة في الأنبار، وحرب اليمن الدموية، والإرهاب الذي يضرب في مصر، والحرب في ليبيا، هل يوجد حل لاستعصاءات المنطقة والإقليم سوى حرب جديدة شاملة تقلع التطرف من جذوره، وتضع حدًا لغطرسة إسرائيل.
علينا ان نقف جيدا ازاء التصريحات الاميركية وما يتسرب من تقارير تتحدث عن دور للاردن في المرحلة المقبلة، وصلت في مرحلة ما الى توسيع حدود المملكة لتصل الى الانبار، واقليم سني في مواجهة مشروع شيعي تقوده ايران، وما بينهما مشروع تركي محمول على اكتاف التنظيم الدولي للاخوان المسلمين.
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

قرار بتعطيل مدرسة في الزرقاء لمدة 3 أيام بسبب انتشار الحشرات

الأول نيوز – أوصت لجنة السلامة العامة في محافظة الزرقاء، بتعطيل طالبات مدرسة أم الصليح …