الأول – على طول الطريق السريع الذي يربط اسطنبول الجزء الأوربي بالجانب الأسيوي من المدينة، تنتشر المباني المغطاة بصور الرئيس التركي طيب رجب أردوغان وتحتها كلمة (أيفيت) أي نعم، وتلاحظ عدم وجود عبارات أو جمل تقول لا.
يتوجه الأتراك اليوم للتصويت على الاستفتاء على التغييرات الكبيرة في الدستور، ويقدر عدد بحوالي 55 مليون شخص سيذهبون للتصويت وبإمكانك عبور البلاد كلها بدون أن تشاهد لافته تُعارض محاولة تحويل تركيا من الحكم البرلماني إلى الديمقراطية الرئاسية.
إحدى السيدات تصرخ قائلة: “لا يهم نعم أو لا رغم أنها سيدة كبيرة في السن إلا أنها تقف لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة تحمل لافته “نعم، “أنا أصوت لأردوغان، لأنه قام بأشياء كثيرة ورائعة للبلاد”.
في كاسيمباسا المنطقة التي نشأ فيها أردوغان ولعب كرة القدم وهو صغير فلا داعي للقيام بحملة منظمة للتأييد له، على الشارع الرئيسي مئات من الشباب يهمسون باسمة وهم يسيرون خلف أحد الشاحنات، أما في الحديقة العامة للمدينة حيث يتواجد الدعم والمؤازرة للرئيس أردوغان تشاهد فقط شاشة ضخمة تبث كلمة الرئيس في أرمينيا معقل الطبقة العاملة في الجانب الآسيوي من المدينة، وفي نفس الوقت المعقل الرئيسي لحزب العدالة والتنمية.
يقول أنس أدوجر وهو أحد الصيادلة في كاسيمباسا: “إننا نصوت بنعم لأردوغان لأنه قام بأشياء عظيمة سواء لنا أو للمدينة”.
هذه أحد أسرار نجاح أردوغان: بعد 14عاماً من الحكم، مازال لديه القدرة على إقناع الناخبين بأنه ليس ضد القانون– أردوغان الذي قاد منذ عامين عملية سلام مع الأقلية الكردية، وهو الآن يناضل بحرب دموية ضدهم في الجنوب، ودفع تركيا للانضمام للاتحاد الأوربي، وفي نفس الوقت يتهم القادة الأوربيين بأنهم “نازيون” ويتهمهم بأنهم يعملون ضد تركيا، وطالب في بداية الأزمة السورية بإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وساند المعارضة، وصديق حميم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويواصل إقناع الناخبين بأن الجميع ضده في كل عمليه انتخابية سواء من الداخل أو الخارج هؤلاء الجنرالات الذين حاولوا الإطاحة به من خلال الداعية الإسلامي– الموجود في المنفى- فتح الله غولن اتهمه أردوغان بقيادة الانقلاب الفاشل.
ولجأ أرودغان بطرق عديدة للبقاء كعمدة لاسطنبول ثم بعدها أصبح حاكماً للبلاد كلها، وذكر صحفي تركي سرين كينار “هو جيد في أمرين: الفوز بالانتخابات وبناء الطرق “انتصارات أردوغان الانتخابية ومشاريع البنية التحتية الذي غيرت وجه المدينة (التنمية الاقتصادية) التي بدأت بشكل متأخر، وجاء ذلك على حساب التلاحم والترابط الاجتماعي، أظهرت نتائج الاستطلاع عشية الاستفتاء أن هناك ميزة طفيفة لحملة التأييد بنعم، لكن معظم استطلاعات الرأي في تركيا تعمل لدى الأحزاب، لذلك فهي غير موثوقة كما هو الحال بالنسبة لعينات الاستطلاع للناخبين الذين لا يودون انتخاب حزب العدالة والتنمية الاجتماعية، ففي انتخابات عام 2015، حصل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة الوطنية معاً على حوالي 65 % من الأصوات، ولكن ليس من المتوقع، أن يصوت جميع الناخبين لصالحهم يوم الأحد.
قد لا يكون بعض مؤيدي أردوغان التقليديين متحمسين جداً لمنح خلفائه الرئاسيين صلاحيات كبيرة في حين أن العديد من القوميين لم يقتنعوا بأسلوب أردوغان من القومية المناهضة لأوروبا، ولا يزالون ينظرون إليه على أنه إسلامي خطير، كما يخشى العديد من الناخبين التصريح بأنهم يعتزمون التصويت بلا، والسؤال الذي يُطرح هل احترام وتقدير أردوغان أهم من تحوله لسلطان عثماني قادر على كل شيء؟ (صحافة عبرية)
الوسوماردوغان استفتاء الأول نيوز تركيا
شاهد أيضاً
5 شهداء في جنين والاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة الغربية
الأول نيوز – أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد 5 فلسطينيين في محافظة جنين شمالي …