ريم أحمد الحوراني
أنا مَن اتبعت نظرية أن لا تصنع أعداءً لنفسك، من الحكمة أن تنسحب من أي موقف لا يعجبك من دون إضافة اسم جديد إلى قائمة أعدائك ..
تتوالى الأيام وتكثر تلك الأسماء من دون جدوى، ومع جميع تلك المحاولات … أتأمل في كل ما يحدث محاولة استدراك ما أذنبت.. لا أجد ، ربما كما يقولون من الصعب على الشخص أن يرى عيوبه، والخيار الآخر قد يكون أن الناس يتغيرون ولا أحد يبقى كما كان.. هل آذيت أحدًا .. لا أتذكر ذلك.
لطالما كنتُ من يتلقى وإن فعلت يومًا كان ذلك هو بعد عدة محاولات من أن لا أفعل، قد لا أقول إن مجرى الحياة قد يتغيّر، أو أنه قد يعكّر صفو الحياة تمامًا، ولكن إن مرّ على بالي في لحظة قد يؤذي ذلك القلب الذي يتساءل كيف يفكر هؤلاء من يقاطعونك ويرحلون لأسباب لا تخصهم تحديدا ، هل سنفتعل تلك العادة المشهورة عربيا وهي خلق الأحزاب؟ لطالما اشتهرنا بها إننا منذ الطفولة وفِي اول ايّام المدرسه قبل ان نتعلم الكتابة والقراءة ننشئ تلك الأحزاب، فلا نتكلم مع أولائك،إن لم يكونوا من مجموعتنا !
لم أحب المدرسة يومًا، لطالما ظُلمتُ وتجاهلوني بحجة تلك الأحزاب ، ومنذ ذلك الوقت وأنا اختار الحلول الحيادية، لا أقف مع أحد ضد أحد ولا أتبنى رأي شخص على حساب رأي شخص آخر، كل منا يعتقد انه الأصح والحقيقة عندي هي شيء مبهم عندما تكون كل الاّراء شبه صحيحة، لكن ليست كاملة، وهناك حقائق قد لا يختلف على صحتها إلا القليل أولئك من ادعوهم من اتباع حزب المعارضة! فقد يرفضون لمجرد الرفض، هذه العلاقات المتعبة الموجعة قد لا تستطيع العيش من دونها وتحارب لأجلها أمّا هي فتخذلك وتمشي من دون أدنى شعور بالحزن عليك ..
ألم أقل مِن قبل إن قليلا من التعاطف وشيئًا من الانسانية يجعلنا سعداء ولكن بات الناس يبخلون حتى بمشاعرهم، وكأننا إن تعاطفنا وتصرفنا على فطرتنا الطبيعية نقف لنتراجع، ونظهر سواد مشاعرنا، نتناسى، ونعكس كل تلك المبادئ التي تربّينا عليها.
أنظر حولي، فالكل ينتظر منك هفوة أو غلطة، وهذا بنظري ينجم عن الكراهية، لأننا عندما نكره شخصًا نستذكر كل عيوبه، وعندما نحب شخصًا لا نرى إلا حسناته، فلن نكون يومًا موضوعيين في قرار أو أذى قد نسببه لغيرنا، فماذا تنتظر من أشخاص تتحكم بهم قلوبهم لا عقولهم؟ سأرمي بتلك القائمة بعيدا، وسأتوقف عن تعداد الأعداء وسأكتفي بقائمة الأصدقاء!
الوسومالأول نيوز ريم أحمد الحوراني فسحة أمل