السبت , أكتوبر 19 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

لو بقي القذافي وصدام فسيبقى الأسد !!

أسامة الرنتيسي
 
تَطرحُ التوقعات كلّها التي تبنّاها كثيرون منذ سنوات، حول التزام الروس بالمحافظة  على بشار الأسد فترة طويلة، مستشهدين بمواقف الروس الخاذل للأصدقاء جميعهم عندما يجدُّ الجَدُّ، وهو ما حدث فعلًا لصدام حسين ومعمر القذافي وسلوفودان ميلزوفيتش..السؤال الذي لا بُدّ من الإشارة إليه وهو: هل روسيا حافظت فعلًا على بشار الأسد حتى الآن، لأن العلاقة بينهما مختلفة عمّا هي بين روسيا وأي حليف آخر، أم أن التهديدات التي تعرض لها الأسد من أميركا والغرب لم تكن جِدّية بالقدر الكافي الذي يُرعب روسيا ويجعلها تُحجم عن التمسّك بهذا الحليف الذي كان السبب، سواء بشكل مباشر أم غير مباشر، بتوليد أكبر بؤرة إرهابية في العالم وتصديرها إلى أنحاء الأرض كلها؟
ذرُّ الرماد في العيون مستمرٌ منذ جنيف 2012، وحتى المحادثات التي تتجدّد في الآستانة، وعلى الأرض لا يوجد فعلًا تغييرات تدفع  الروس لتغيير بوصلة تعنتهم، وربّما على العكس تمامًا، فإن القتل بحق المدنيين سيدفعها لرفع سقف مطالباتها في المحادثات المرتقبة من عدم جواز الحديث عن مستقبل الأسد وأن الشعب السوري هو الذي يقرر ذلك، إلى مستوى فرض بقاء بشار الأسد ونظامه حتى الانتهاء من شرور  داعش وأخواته، وهو ما سيستمر سنوات غير معدودات حتى الآن في ظل وجود مصالح إسرائيلية وإيرانية وغربية من بقاء “الدولة الإسلامية” وتمددها.
ليس العجَبُ في البروباغندا السورية أن تكون  مُستنسخةً تمامًا عن البروباغندا الروسية التي نسمعها مرارًا من فلاديمير بوتين وسيرغي لافروف، إنّما العجبُ  مضمون الخطاب السو-روسي الذي لم يختلف منذ خمس سنوات، وأن هناك مصدّقين كثيرين  له على مبدأ (استمر في الكذب حتى تصدّق نفسك)، علمًا أن الخطاب الغربي تلوّن واختلف عشرات المرات خلال سنوات الأزمة السورية، فمرة يكون بشار الأسد فاقدًا للشرعية، ومرة لا مُشكلة ببقائه أو تنحيه خلال الفترة الانتقالية، لا بل في نهايتها، ومرة تكون الأولوية لتغيير النظام، ومرة لا بأس بحل مشكلة الإرهاب قبل ذلك.. والأمثلة لا تُحصر.
عدا ذلك، فإن كل جعجعة في سورية لن يكون نتيجتها  طحنٌ، وستكون الحرب المعلنة من الغرب وروسيا على داعش والفصائل الأخرى حربًا تأكل الأنفس وتهدم الممتلكات ولا منتصر فيها، والمستفيدون الأكبر هم إسرائيل ومن لف لفها، وإيران وأذرعها، وتجار الأسلحة في العالم، والخاسر فقط الشعب السوري بحضارته وياسمين شامه.
المقدمات تقود إلى النتائج، وروسيا من قَبلُ وقفت مع صدام حسين ثم خذلته، ووقفت مع معمر القذافي وخذلته، وقبل ذلك مع سلوفودان ميلوزوفيتش وخذلته، ولن يكون بشار الأسد أحسنَ حالًا مِن غيره عند روسيا.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الإسلاميون أعينهم على الرئاسة!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – لا إجابة محددة لدى أي عضو في مجلس …