الجمعة , أكتوبر 18 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

عيد الإهمال العالمي… "الناس جاعت وأكلت … دولتك"!

أسامة الرنتيسي
 
رسالة البسطاء وصلت مباشرة من اربد الى دولة الرئيس وهو يغادر المسجد بعد صلاة الجمعة….”الناس جاعت وأكلت خرا دولتك! لو ترخصوا الاسعار أحسنلك من حجة عند الله”!.
ما علينا…..حتى اليوم الأول من أيّار المكرّس لعيد العمال، لعبت فيه الحكومة، فحوّلت عطلته من الاثنين إلى  الأحد 30 نيسان، ليكون يوم الاثنين يومًا باهتًا بلا رائحة عيد العمال العالمي، وإذا سمح لنا أصحاب عقلية المؤامرة الاقتراب من تخيّلاتهم، فإن هذه مؤامرة على كدح العمال ويومهم المشهود.
لكن؛ مع هذا نتذكر الأول من أيار، عيد العمال العالمي، فتعود بنا الأيام إلى مرحلة الأحكام العرفية، التي غادرناها في عام 1989، وتمر في الذاكرة حالة النقابات العمالية النشطة في تلك الفترة، خاصة نقابة العاملين في المصارف، عندما كان يقودها نقباء مُجيدون ومُجتهدون، كالروائي جمال ناجي، ويوسف الحوراني، والدكتور حيدر رشيد.
كنّا طلابًا في الجامعات، نشارك نقابة المصارف في احتفالاتها، حيث كانت النقابة تنظم رحلة اجتماعية في عيد العمال لأعضائها وأسرهم وأصدقائهم كافة، تقام خلالها المسابقات الثقافية، والأمسيات الشعرية، وحفلات الغناء الوطني.
أتذكر تلك الأيام، وأقارنها بأيامنا هذه، التي لا تزال مطالب الحركة العمالية هي ذاتها التي تُطالب بها منذ عشرات السنين بضرورة، تعديل قوانين العمل والضمان الاجتماعي ونظام النقابات العمالية الموحّد، ومحاربة ظاهرة استشراء الفساد الإداري والمالي في قيادة الاتحاد، الذي لم تعد معظم قياداته تمثل فعلًا مطالب الحركة العمالية، وجمهور العمال الذين يعانون الأمرّين من تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ولا تزال الشعارات ذاتها بضرورة إصلاح أوضاع الحركة العمالية التي هي جزء من مشروع الإصلاح الوطني الديمقراطي الشامل.
يدخل علينا يوم العمال العالمي بنشاط احتجاجي ملاحظ في أكثر مواقع العمل، فنسمع كل يوم عن اعتصام عمالي، أو إضراب عن العمل، أو مذكرة احتجاجية تطالب بتحسين أوضاع العاملين، بعد أن تغوّلت الأسعار على رواتب العمال، ولم تعد تكفي لتوفير قوت العيال بكرامة، ونسمع أصواتًا نقابية هَرِمت وهي تطالب بإسقاط قيادة الاتحاد الحالية التي تترأس النقابات العمالية منذ أكثر من عشرين عامًا.
يأتي عيد العمال هذا العام مختلفًا في ظروفه العربية، حيث يستقبل عمال العالم وشعوبه في مختلف بقاع الأرض، عيدهم تحت ظلال خفوت النهوض الشعبي الديمقراطي العربي، بعد الربيع العربي، من أجل الديمقراطية الشاملة والدولة المدنية والعدالة الاجتماعية، بعد اندحار عصر التطرفات الكبرى لليبرالية المتوحشة، التي تعيش اليوم أزمتها، الأزمة الاقتصادية العالمية،أزمة الليبرالية الجديدة المتوحشة التي هُدرت بها حقوق الشعوب على يد الرأسمالية المتوحشة وتوابعها من مجموعات المافيات وعصابات الفساد، واستحالت بها ثورات القرنفل والورد إلى محض أشواك وتعميم للنهب والفقر.
الشيء الغريب في عيد العمال العالمي، وهو عطلة رسمية، أن جل الذين على رأس عملهم في هذا اليوم  من العمال، ومن ينعمون براحة الإجازة هم أرباب العمل!.
بالمناسبة الفيديو الذي ظهر الجمعة بعد خروج رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي من مسجد في اربد واستماعه الى المصلين وشكواهم كان الاكثر مشاهدة وتعليقا على وسائل التواصل الاجتماعي.
 
 
 
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الإسلاميون أعينهم على الرئاسة!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – لا إجابة محددة لدى أي عضو في مجلس …