«الخيال هو أساس تقدم البشرية، وهو يحرر الإنسان من كل القيود..»، هذا ما تراه «سابين زريقات» التي فازت بالجائزة الفضية في المسابقة الأوروبية لأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، وقامت بعدد من المشاريع التي تتصل بتكنولوجيا الفضاء والاتصال.
هدف سابين في الحياة، هو أن «أصبح أول رائدة فضاء أردنية، وحياتي عبارة عن قوانين وحسابات دقيقة لكل خطوة أخطوها في سبيل تحقيق أحلامي».
تسرد سابين لـ«الرأي» حكاياتها مع رحلة البحث والعلم، والاكتشاف، وهي رحلة كد ومثابرة وجهد لم تخل من تعب وسفر وغربة..
بعد حصولها على شهادة بكالوريوس هندسة الطاقة لم ترض العمل المكتبي، بل انخرطت في التعامل مع الماكينات وكتل الحديد، ولتحقيق حلمها في ريادة الفضاء حرصت على الالتحاق بقسم الصيانة للحصول على الخبرة العملية في مجال الميكانيك، فعملت بصيانة السيارات، وبعدها بصيانة الطائرات في العقبة.
التحقت سابين ضمن برنامج «الملاحة الجوية عبر الأقمار الصناعية» ومن خلال البرنامج قبلت في عدد من مراكز الأبحاث لإكمال درجة الماجستير، فتدربت في مركز أبحاث ألماني وعملت على برمجة إحداثيات «لكاميرات طائرة بدون طيار» ذات حجم كبير. وقمت بتدريب ثانٍ في طوكيو باليابان، حيث عملت مع مركز أبحاث تابع للجيش الياباني، وكان من ضمن مهماتي «تحسين دقة جهاز أرضي يعمل على أرسال الاحداثيات للطائرات التجارية عند الهبوط».
وتتابع «من خلال عملي في اليابان تعرفت على أخصائيين وباحثين من مختلف المجالات وهذا ساعدني كثيرا في إيجاد الخبرات اللازمة لمشروعي (الكاميرا الطائرة)».
تعمل بصمت وهي تبحث عن فرصة لارتياد الفضاء.. تقول: بالصدفة المحضة وخلال رحلة لأميركا مع والديها تسنى لها زيارة وكالة ناسا، وفي البهو أعجبت بصورة لإحدى رائدات الفضاء الأميركيات فرسمتها، وبالصدفة أيضا في رحلة العودة أجلسها الحظ بجوار سيدة لتكتشف أن هذه السيدة، هي رائدة فضاء، فقدمت لها البورتريه الذي رسمته، ومن هنا بدأت سابين ترنو إلى الفضاء. لم تكن سابين تسِرُّ بما تقوم به من بحث لمستقبلها حتى لوالديها، ومن خلال البحث وجدت ضالتها في جامعة إيناك بمدينة تولوز الفرنسية لإكمال تخصصها، حيث أن هذه الجامعة تحقق حلمها الذي ابتدأ منذ الصغر للالتحاق بوكالة ناسا الفضائية في الولايات المتحدة الأميركية. واختارت تخصص أنظمة الملاحة العالمية بواسطة الأقمار الصناعية، وكانت ابتدأت بتصميم اختراع منذ السنة الرابعة في الجامعة الألمانية وحملت هذه التصاميم معها إلى الجامعة ولاقت دعماً وترحيباً من قبل أساتذتها، الذين شجعوها على التقدم للمسابقة الأوروبية لأفضل اختراع يعتمد على أنظمة الملاحة بواسطة الأقمار الصناعية. ومن حسن الحظ أن الجامعة تحظى بدعم مجموعة مدعومة من شركة «إيرباص»، وهو ما أتاح لها المشاركة في مسابقة شارك فيها 480 باحثا وأكاديمياً على مستوى العالم، وعرضت الإختراع الذي توصلت إليه لجنة من الخبراء في مدينة شتوتجارت في ألمانيا، لتبلَّغ بعد أسبوع عن فوزها بالمرتبة الثانية.
لم يكن الفوز هو الشيء الوحيد المفرح لفتاة أردنية في ربيع عمرها، بل رأي لجنة التحكيم التي قالت «إن عرض الاختراع كان الأفضل بين كل ما قدم». وتقول سابين: صممت كاميرات طائرة ذات ذكاء اصطناعي، وتم تبني هذا المشروع من قبل منظمات أوروبية متعددة ولكن الشرط الاساسي للانضمام كان تحكم تلك المنظمات بالمشروع بطريقة او بأخرى، ومنعي من التعامل مع مهندسين من جنسيات مختلفة وإجباري على التعامل مع خبراء يحملون جنسية الدولة صاحبة العرض مما دفعني لرفض الألتزام بقوانين كهذه. وتسرد سابين رحلتها مع تطبيق الفكرة قائلة: بعد عودتي الى الوطن لم أجد الخبرات ولا الاستثمار الذي يحتاجه مشروعي ليصل للأسواق العالمية. فقررت الاعتماد على نفسي وقمت باطلاق مشاريع شخصية على أمل ان أجمع رأس المال المطلوب لاطلاق مشروعي والمسمى بـ»Felli».
وتشرح سابين مشروعها قائلة: الكاميرا الطائرة «Felli» ستكون أصغر كاميرا تجارية في العالم حيث تتسع بسهولة بجيب صاحبها وتعطيه إمكانية التصوير وتسجيل الفيديوهات بكاميرا تغطي 360 درجة بأقل الأوامر وذلك بسبب احتوائها على ذكاء اصطناعي. وتصف حياتها بأنها عبارة عن قوانين وحسابات دقيقة لكل خطوة أخطوها في سبيل تحقيق أحلامي. وعن هوايتها في الرسم والموسيقى، تقول في الفن، رأيت نفسي حرة من قيود المجتمع على الفرد والقيود التي فرضتها على نفسي.
تقول سابين وهي تنظر للمدى، وتحلم، ما أزال أكافح مع كمبيوتري المحمول وأبحث عن فرصة في عالم الهندسة، للوصول إلى الفضاء، وهو العالم الذي أحبه.
سابين تتطلع للحصول على الدكتوراه في أميركا لتحقق حلمها بالإلتحاق بوكالة ناسا الفضائية، وتكون أول أردنية، وربما عربية، ترتاد الفضاء، وتحقق حلمها الذي رسمته في واحدة من لوحاتها، التي قال عنها الدكتور أسعد عبدالرحمن: «خيالك يا سابين بلا حدود».
الرأي