أسامة الرنتيسي-
في نيسان 2011 تداول زوّار موقع “يوتيوب” مقطعَ فيديو بعنوان: “ليلة سقوط إسرائيل”، يُظهر هذا المقطع إعلان الدول العربية إضافة لإيران الحرب على إسرائيل وتحرير الأراضي العربية المحتلة كلها.
وقد جاء تسلسل هذه الحرب الافتراضية في المقطع على الشكل الآتي: تظهر صورة للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد على قناة الجزيرة مباشر، وضمنها خبر عاجل: “إيران تعلن الحرب على إسرائيل”، ويحدد المقطع أنواع الصواريخ الإيرانية التي ستضرب المستوطنات الإسرائيلية، ومدى كثافة هذه الصواريخ، ثم يعلن الأردن تحرك مدرعاته على خط الجبهة “الإسرائيلية” وسط تخبّط إسرائيلي.. وفصائل المقاومة تَنبُذ الخلافات في الضفة، وتطلق صواريخها نحو المستعمرات، والاستشهاديون يتسرّبون إلى داخل إسرائيل، والجنوب اللبناني يشتعل بصواريخ في السماء تهبط على رؤوس الإسرائيليين.
وسورية (قبل الثورة والحرب الكونية) تُهاجم هضبة الجولان وتسترجعها، وتُمرّغُ أنف الجيش الإسرائيلي المتغطرس، والسعودية تُهاجم الحدود الشرقية لإسرائيل، وليبيا (قبل زنقة زنقة أكيد) ودول المغرب تُحرّك أساطيلها البحرية نحو موانئ إسرائيل، والمملكة المغربيةتغلق مضيق جبل طارق في وجه الأساطيل الأميركية، واليمن (أكيد أيضًا قبل: فاتكم القطار واستعادة الأمل)، وجيبوتي والسودان (قبل التقسيم) يُغلقان خليج عدن، ويُعلنان البحر الأحمر منطقة حربية.
ويأتي الرد الإسرائيلي على لسان الرئيس السابق “شمعون بيريز” وسط احتراق المستوطنات الإسرائيلية، ويطلب من الأمم المتحدة الاجتماع لمناقشة “العدوان العربي الإسلامي على إسرائيل”، ويفشل مجلس الأمن الدولي في وقف إطلاق النار.
ثم يجتمع مجلس الأمن لمناقشة العدوان العربي على إسرائيل، ويفشل في وضع خطة لوقف إطلاق النيران، وتتقدم الجيوش العربية داخل الأراضي الفلسطينية، وتُطوّق المُدن الرئيسية (الخليل، جنين، نابلس، طولكرم، رام الله)، وتفشل مساعي التهدئة وضبط النفس، والمبعوثون الدوليون يطالبون المجتمع الدولي بالتحرك لمواجهة العرب، الذين يرفضون التسوية ويتقدمون نحو القدس، التي يحاصرونها للأسبوع الثاني، وما زالت الطائرات السعودية والسورية تقصف المدينة، وتطالب إسرائيل المجتمع الدولي بالوقوف معها في مواجهة الطغيان.
بعد ذلك تستعيد الجيوش العربية القدس وتغسلها من الآثام، وتجتمع محكمة الجنايات الدولية للتحقيق في مجازر الإسرائيليين أثناء احتلالهم فلسطين، ويتم تقديم رموز الصهاينة إلى المحاكمة في مشهد لن ينساه التاريخ.
وتعود الجيوش العربية إلى بلادها رافعة راياتها، وتبدأ مرحلة العُمران وإعلان قيام دولة فلسطين، التي تحصل على مقعد دائم في الأمم المتحدة، وتعم البلاد العربية والإسلامية الاحتفالات.
وينتهي الفيلم الذي يبدو أنه من إنتاج أنظمة عربية بائسة، بمشاركة ايرانية ساذجة، لا تعرف تقنيات السيناريو ولا الحبكة ولا الإخراج، مثلما تفعل في رواياتها لِما يحدث في عديد مدننا العربية الجريحة، بتقديم الاعتذار من فلسطين، لأن ما تم تصويره لا يعدو مجرد حُلم، يكذبون بأنهم يسعون لتحقيقه.
هذا في الحلم أو في الفيلم، أما في الواقع ومن عام 2011 والعالم العربي من تمزق إلى تفتّت إلى فوضى إلى غِياب الدولة الوطنية، في العراق وليبيا واليمن، وهذه سورية تُدمّر وتغرق مصر بالإرهاب والفوضى في تونس ولبنان والحلم في فلسطين يضيع، وضغوط اقتصادية على الخليج، وخوف على المستقبل في الأردن…
أما ايران، فقد ساهمت في تدمير عواصم عربية، وتهديد عواصم اخرى، ومن أجل “لن تسبى زينب مرتين…” ارتفعت وتيرة الحرب الطائفية، ووقعت مع الولايات المتحدة اتفاقا، ويحاول نجاد العودة الى سدة الحكم.
الوسومأسامة الرنتيسي اسرائيل الأول نيوز العرب ايران
شاهد أيضاً
مطلوب في يوم المرأة أكثر من بيانات باهتة!
أسامة الرنتيسي – الأول نيوز – فعليا؛ لم تعد الاحتفالات والأَعْيادُ الأممية ـ يوم …