الأول – احمد الغلاييني – تناقش مسرحية “العيد” العُمانية مابعد مقتل المتطرفين وحال أسرهم الذين تركوهم عرضة للنهش الشارع في عالمنا العربي وكيف يتم صناعة الإرهاب والتطرف في عالمنا العربي خاصة بعد ظهور مايسمى بتنظيم “داعش” الإرهابي ، حيث تروي سيرة شاباً اسمه (عياد) والذي جسد شخصيته (عبدالله الفارسي) والذي كبر على حلمه أن يحتفل بالاعياد والتي ترمز إلى البهجة والفرح والرقص والسعادة ، غير ان هذا الحلم اختطف منهُ بسبب تطرف أبيه الذي يحرم دخول اي مظهر من مظاهر البهجة إلى بيته ، والذي اوصى زوجته بذلك بعد ان هرب إلى القتال ليفوز بالجنة كما يتصورها .
ورغم ان الدين الإسلامي شرع العيد فرحاً وبهجة للناس بعد صيامهم وحجهم غير أن العقل المتطرف والذي يحرم اي مظهر للفرح خوفاً من عدم دخول الجنة جعل والد بطل العمل يحرمهُ في بيته مما جعل اثر سلبي في نفس الطفل الذي ينتظر العيد حاله حال الأطفال في الوطن العربي .
وتسرد المسرحية حال أسرة هرب معيلها إلى الجهاد والقتال وتركهم وحيدين دون معيل فكانوا فريسة سهلة للطماعين من طبقات الناس المختلفة ، فأظهرت صاحب البيت الجشع الذي رمى اجسادهم للشارع لنهشها كل مستغل وطامع ، فحين هربت الاسرة الى المسجد والذي دعا واليه انه وكيل الله على الارض ومحلل له فعل أي شيء لأنه يكثر من الصلاة والتسبيح والتهليل وهذا سيغفر ويشفع لهُ ، في إشارة الى رجال الدين الذين يروجون الله كسلعة لمطامعهم وشهواتهم والعمل على تحليلها كما يشاؤون متناسين ان عبادة الله تستمد من التقوى والصلاح والامانة والاخلاق .
كما صورتها عندما هربت الى المقابر لتصادف مخموراً اتهمها أنها عاهرة وعليها ان تستخدم جسدها لتكسب المال ، غير ان العفة في نفسها رفضت ذلك .
ولعل النقطة الأبرز الذي اظهرت رجل الدين الذي جسد شخصيته هشام الحراصي ، والذي يصنع التطرف والإرهاب وقد حلل لنفسه جهاد النكاح لنفسه بزوجة المقتول وقد قدم لنفسه فتوى انها زوجة شهيد ومن المحلل ان ينكحها وذلك رداً لجميل زوجها في انقاذ الدين .
تظهر المسرحية في المشهد الأخير عن احتفال بالعيد والذي فجر عياد نفسه بعد ان صنعته الظروف التي مر بها وجعلت منه متطرف آخر بعد ان قتلت امه .
يروي العمل المسرحي كيف صنع الجهل بالدين الإسلامي وبعدالته وسماحته ووسطيته التطرف والإرهاب رغم ان لا علاقة له بكل شرائع الله السماوية فالدين الإسلامي حرم قتل النفس بغير حق ، والذي صنع التطرف مايسمى بجهاد النكاح والذي اعتبره الكثير من علماء الإسلام انه شائعة وغير موجودة بالأصل ولعل ابرز ماقاله الداعية محمد العريفي ان من أ ن من يُصَدِّقها لا عقل له.
ومصطلح جهاد النكاح جاء بعد الثورة السورية وظهور مايسمى بدولة الإسلام بالشام والعراق ، والتي حللته للمنتسبين لها وذلك للمتعة الشخصية ، ويعرج كيف يصنع الحرمان الجهل والتطرف في نفس كل طفل ليكبر ويترعرع به .
بقي القول أن العمل من كتاب الكاتب العُماني بدر الحمداني واخراج محمد خميس المعماري.