الزمن يتغير وكذلك المناخ.. أمطار وثلوج في الخليج وارتفاع الحرارة في الاردن!

أسامة الرنتيسي-
 
أكثر ما يثير النّقاش في أية جلسة حوارية هذه الأيام التّغيُّر الذي أصاب الزمن والمناخ، خاصة في منطقتنا العربية.
“والله ما بعرف كيف الأسبوع مر…والله ما حسّيت بالشهر كيف عدّا….ول صارت السنة مُنتهية…شو صاير في الدنيا…ما حسيت حالي الا بنادوا عليَ يا خالتوا….ول صرت حجي…معقول عمري صار 50…..” هذه أكثر العبارات تردادًا على ألسنة الناس في لحظات الضّجَر.
فهل فعلًا تغيّر الزمن  وأصبحت ساعات اليوم أقل من 24 ساعة، والأسبوع أقل من 7 أيام، والشهر لم يَعُد 30 يومًا، وتقلصت أيام السنة عن 365 يومًا…؟! أم مثلما يقول المؤمنون إن البركة غادرت أيامنا ففقدنا الاحساس بالزمن من كثرة البلاوي التي نعيشها ونشاهد يومياتها مباشرة بالعين المجردة أو عبر صور الفضائيات.
التغيّر لم يُصِب الزمن فقط، بل أصاب التغيّر الأكبر والأخطر المناخ، حتى بات الأمر مُستغربًا.
على غير ما عودتنا الطبيعة، درجات حرارة مرتفعة في بلاد الشام في بداية أيّار فغاب فصلا الربيع والخريف، وانتقل الجو اللطيف إلى الخليج العربي والجزيرة العربية.
الأسبوع الماضي درجات مرتفعة للحرارة في الأردن وفلسطين وأمطار غزيرة في حفر الباطن والطائف عطلت المدارس وأغلقت الشوارع.
نتذكر الثلوج التي غطت مساحات واسعة في السعودية ودولة الإمارات العربية وهما عبر الزمان لم يعرفا هذا المناخ الشتوي ولم تلمس الثلوج أرضهما.
وعلى ذكر الثلوج والأمطار والجليد والتغيّر غير المتوقع، فعلى رغم النفي من دولة الإمارات العربية المتحدة نقل جبال جليدية ضخمة من القطب الجنوبي إلى ساحل إمارة الفجيرة. الا أن من اطلقوا فكرة المشروع مصرون على نشر معلومات عنه في وسائل الاعلام ويؤكدون انه سوف يتسبب الهواء البارد من جبال الجليد بتغيّر كبير في المناخ وهطل الأمطار الغزيرة، وسيؤدي ذوبان الكتل الجليدية إلى تقليل ملوحة المياه في الخليج واستعادة التوازن البيئي الذي أفسده عمل محطات تحلية مياه البحر في الإمارات العربية، وإضافة إلى ذلك ستجذب مناظر جبال الجليد أعدادا كبيرة من السيّاح لإمارة الفجيرة.
ليس من السهولة أن يُصدّق العقل هذه التغيُّرات ، وشخصيًا لم “يخرط” عقلي فكرة نقل جبال الجليد، لكن القائمين على الفكرة يؤكدون أن خطة سحب جبلين جليديين من القطب الجنوبي إلى سواحل إمارة الفجيرة، وهي الإمارة الوحيدة المطلة على بحر العرب وأن الدراسات التقنية ودراسات الجدوى الإقتصادية للمشروع جاهزة، ويتم التعاون مع شركة فرنسية لأداء اختبارات لسحب جبل جليدي إلى سواحل أستراليا. من المتوقع أن يُسحب أول جبل في الربع الأول من عام 2019، عن طريق سُفن مخصصة لهذا الغرض،  وما أن تدخل الجبال الجليدية في وسط عالي الرطوبة حول بحر العرب، سيتكثّف بخار الماء، محدثًا منخفضًا جويًا يتحول إلى “دوامة” تجذب نحو مركزها الغيوم الهائمة من بحر العرب فتثقل وتمطر غزيرًا على مدار السنة.
أما مفاجأة المشروع والفكرة هي أن هذا المنجز سيساهم في “تحويل صحراء الإمارات إلى مروج خلال عشر سنوات فقط.” 
“اللي بعيش بشوف…والدايم الله”.
 
 
 
 
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

مجلس النواب يعيد مناقشة المادة 8 من مُعدّل قانون العمل ويتابع باقي مواده اليوم

الأول نيوز – يتابع مجلس النواب، الاثنين، مناقشة مشروع قانون معدل لقانون العمل اعتبارا من …