خيبة أمل في الاداء الحكومي والنيابي والحزبي

أسامة الرنتيسي –
 
مع أنّ خيبة الأمل لا تصنع سياسةً، لكنّ المتابع للحياة السياسية في الأردن يشعر بخيبة أمل من كل شيء.
فالأداء الحكومي والنيابي والحزبي مرتبك وفاقد للبوصلة الحقيقية، ولا يدري المرء إلى أين تسير الأمور؛ الكل في حالة انتظار وترقب، والكل يضع يده على قلبه من مقبل الأيام.
الحكومة لا تخرج من أزمة إلا وتدخل في أخرى، وكأنها فعلاً تبحث عن الأزمات وتخلقها. وحتى عندما “تخطف” الدولة شخصاً من صفوف المعارضة لتسلمه حقيبة وزارية نشعر في البداية بحالة من الغبطة، ونتوهم أن الأمور ماضية في الطريق السليمة، لكن ما هي سوى أيام حتى نكتشف أن صاحبنا المتطرف في المعارضة ليس إلا وزيرا بعقلية عرفية أكثر من الذين عاشوا مرحلة العرفية وكانوا من رجالاتها البارزين.
لا أحد يدري ماذا يفعل المنصب الحكومي في الشخصيات السياسية المعارضة، وكيف يتحول على سبيل المثال بعثي قديم إلى وزير داخلية يتلو خطاباً معادياً للحريات.
مجلس النواب، أيضاً، يعمل على عكس عقارب الزمن، وعكس التغيير الذي يقع في العالم المتحضر الذي تبقى الأحزاب السياسية ذات الوجود المتمسك بالديمقراطية الحقيقية مرتبطة أشد الارتباط بنظام الحكم فيه، فدمقرطة الحكم تبقى إلى حد كبير مرتبطة بمدى توفر شروط ربط تصويت الشعب بالبرامج السياسية الحزبية، وتحويلها إلى أساس لبلورة البرامج الوطنية والمحلية.
نواب من المحسوبين تاريخيا على خط المعارضة لا يزالون يتحدثون بلغة خشبية عفا عليها الزمن، وعندما تستمع الى أحدهم تعتقد ان تشومسكي هو الذي يقرأ الايام المقبلة، وهو يدرك تماما ان تحليلاته منذ عشرات السنين لم تعرف الصواب يوما.
طبعا؛ الحالة الحزبية ليست افضل حالا من الحكومة والنواب، ويشعر المراقب أن انطفاء وهج الاحزاب قد خمد قبل أن نصل الى مرحلة انتعاش، والمشكلة الاساسية في الاحزاب ليست في برامجها مع انها تحتاج الى تجديد، وانما في تركيبة قيادتها التي تريد ان تخطط للحياة الشبابية والسياسية في البلاد وهم متقاعدون لا يعرفون هموم الشباب ولا ادوات التغيير بين ايديهم والذكي منهم من يعرف ارسال مسج او يفتح ايميلا.
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الزيارات الحكومية الميدانية هل تحقق شيئا؟!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – منذ أن اتخذ رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان …