أسامة الرنتيسي –
لا يغلق ملف شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية المتعثرة منذ سنوات طوال الا ويفتح من جديد، والفضل في هذه المرة لقرار الشركة بتعيين ستيفان بيشلر (الماني الجنسية) وبراتب خيالي مديراً عاماً/ رئيساً تنفيذياً للشركة اعتباراً من الأول من حزيران (يونيو) الحالي خلفاً للكابتن سليمان عبيدات، وتعيين نجل رئيس الوزراء الدكتور فوزي هاني الملقي مديرا لدائرة الخدمات في المطار.
الموقع الاخير لبيشلر الالماني قبل استقدامه لانقاذ الملكية كان مديرا لشــركة طـيران “أيربرلين” وبالمعلومات بلغت خسارتها في عهده نحو مليار يورو، فكيف سينقذ الملكية؟!.
أما تعيين نجل رئيس الوزراء الدكتور فوزي هاني الملقي مديرا للخدمات في الملكية فقد كان تجاوزا لكل المعايير المهنية والعملية والعلمية حسب خبراء في الملكية حيث يحتاج تعيين مدير تنفيذي الى خبرة لا تقل عن 15 عاما، بينما خبرة الملقي لا تتجاوز الخمس سنوات، مسوؤلا عن 1200 موظف وعامل اضافة الى 46 محطة خاصة تطير اليها الملكية.
أبرز انجازات الملقي الابن في الملكية لم تتعد فتح خط العقبة – بيروت الذي اغلق بعد أشهر لفشله الذريع، وانشاء شركة “تكرم” للخدمة داخل المطار بالتحالف مع شركة صينية تحولت الان الى عبء مالي على الملكية.
في جلسة تقويمية جمعت “الاول نيوز” مع ابرز الخبراء الذين مروا على الملكية الاردنية وتجاوزت سنوات عمل بعضهم الثلاثين عاما، وبعضهم لا يزالون على رأس عملهم، أكدوا أن إنقاذ الملكية من الوضع الصعب الذي تمر به تحتاج الى إرادة وحماية سياسية قبل أن تكون اجراءات ادارية.
أخر الارقام حول المديونية المترتبة على الشركة بلغت 128 مليون دينار، وأن النية تتجه إلى جدولة هذه الديون والتي هي لمصلحة 3 جهات وهي شركة مصفاة البترول الأردنية وقيمته دينها على الملكية 80 مليون دينار، في حين أن الجهة الثانية هي شركة المطار الدولية والتي يترتب لها دين 15 مليون دينار اجوراً ارضية طائرات أما الجهة الثالثة فهي شركة التموين التي تزود الملكية بالطعام وحصتها من الدين على الملكية نحو 33 مليون دينار.
المحزن أن رأسمال الملكية الحالي اقل من ثمن طائرة واحدة ويبلغ 84 مليون دينار، حسب رئيس مجلس الادارة السابق سليمان الحافظ.
اوضاع الملكية الاردنية الصعبة بدأت منذ سنوات طوال سببتها قرارات ارتجالية بيعت على اساسها مؤسسات مساندة للملكية داخل المطار كانت تدر دخلا فقد بيع التموين وهنجر الصيانة وفندق عالية والمخيطة والنقليات واستأجرت هذه المرافق جميعها بعد ذلك من قبل ادارة الملكية التي باعتها فمن هو المسؤول العبقري الذي اتخذ هذا القرار؟!.
من أهم اسباب خسائر الملكية الكبيرة ما يعود الى استئجار الطائرات وعقود صيانتها وعدم تملكها، واستئجار من دون ملكية للطائرات، اضافة الى المدراء الاقليميين في الملكية الذين لم يعد لهم حاجة في اكثر المناطق.
الغريب أن الاردنية للطيران وهي شركة خاصة تمتلك الان سبع طائرات وهنجر صيانة لطائرتها والطائرات الاخرى.
المتعارف عليه في الشركات الكبرى جميعها وجود مدير تجاري واحد وأخر مالي وثالث للتخطيط، الا في الملكية الاردنية اربعة مدراء تجارييين ومثلهم ماليين.
في علم الطيران تحسب الامور على كم طائرة تملك الشركة والى كم خط تتوجه ويحسب الكادر بناة عليهما، الا في الملكية فإن هناك زيادة بحدود 1500 موظف عن الوضع الطبيعي.
الخبراء الاردنيون اسسوا شركات الخليج للطيران ولو اعطوا الفرصة لأنقذوا الملكية مما هي فيه، بعضهم لا يزالون على رأس عملهم وبعضهم احيلوا على التقاعد من أبرزهم باسم المحتسب والدكتور محمد العساف ومحمد جبر ومعاذ المجالي ورياض شعبان وغيرهم من خيرة الخبراء.
هؤلاء قد يتم الاستفادة منهم من خلال تشكيل هيئة استشارية اردنية مهمتها وضع التصورات والخطط لانقاذ الملكية اعتمادا على خبرات العلمية والعملية التي اكتسبوها طوال سنوات عملهم في الملكية.
ملف الملكية الاردنية سيكون من ابرز الملفات التي سيفتحها أعضاء في مجلس النواب في الدورة المقبلة.
الوسوماسامة الرنتيسي الأول نيوز الملكية نجل الملقي
شاهد أيضاً
واشنطن: الاجتماع مع حماس مفيد جداً ونتفهم قلق إسرائيل
الأول نيوز – قال آدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى، اليوم الأحد، إن اجتماعه …