السبت , أكتوبر 19 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

مهرجان الفحيص …ربع قرن في صناعة الفرح

أسامة الرنتيسي –
 
ربع قرن من الجمال والإبداع والفن الملتزم والثقافة الجادة، يسطرها مهرجان الفحيص في مواجهة التجهيل والخراب والخواء الذي ينتشر في ربوع محيطنا، مثل النار في الهشيم.
مهرجان الفحيص (الأردن تاريخ وحضارة) ليس فعلا شبابيا نادويا، وليس أياما لإقامة حفلات فنية أو ندوات متخصصة، وليس احتفاء بشخصيات وطنية ومدن أردنية وعربية.. إنه تمازج حقيقي بين كل ما هو حقيقي في بلادنا وما هو مزيف.
فقبل 25 عاما التقى نخبة من شباب الفحيص في نادي شباب الفحيص الذي هو أهم مؤسسة احتضنت أنشطة المدينة آنذاك — بعد أن غادرت البلاد حقبة الأحكام العرفية —  لإقامة مواسم فرح وعشق، فتوصلوا إلى أن الفن والثقافة الحقيقيَّين لا بد أن يكون منبعهما التاريخ الذي يصل الأمم بالحضارة، فاختاروا شعار المهرجان (الأردن تاريخ وحضارة)، واستمر هذا الشعار مع المهرجان من سنته الأولى حتى هذا العام الذي يعقد اليوم الاربعاء رئيسه المبدع أيمن سماوي مؤتمرا صحافيا لإعلان فعاليات موسمه الـ 26 الذي سيفتتح في 2 آب المقبل.

كانت الفكرة صعبة في البداية، لكن التصميم الذي يمتاز به شباب الفحيص، هو الذي منح الفكرة عظما ولحماً، وكان المهرجان في سنته الأولى كرنفال فرح شارك فيه أهالي الفحيص جميعهم، خاصة الساكنين حول  موقع المهرجان في البلدة القديمة.
كبر المهرجان، وأصبح منافسا لمهرجان جرش، وتوالدت بعد ذلك المهرجانات في أكثر من مدينة أردنية، وتجاوز مهرجان الفحيص في نسخته الثالثة الطابع المحلي، واختار من الفنانين العرب المطربين الأكثر جماهيرية والتصاقاً مع شعار المهرجان، وأصبحت أيام المهرجان تتجاوز الأسبوعين، واختلطت الثقافة والفن والإبداع والأعمال المميزة الأخرى، فتوسعت خطط المهرجان، وأصبح حملا سنويا على عاتق شباب الفحيص، ومسؤولية إدارة نادي الفحيص.
منذ سنوات وفكرة مأسسة المهرجان تطرح، لكنها لم تنجح، وتكثر الأفكار حولها خلال أيام المهرجان،  وحتى الآن لم يتم وضع تصور واضح لهذه المأسسة وعلاقتها مع إدارة المهرجان، ممثلة في نادي شباب الفحيص.
لقد أصبح المهرجان حملا ثقيلا لكنه جميل على الجميع، وعلى إدارة النادي بشكل خاص، فحماية الثقافة الجادة والفن الملتزم تحتاج إلى جهود الجميع، فلا يجوز أن يبدأ المهرجان كل عام من نقطة الصفر ومن موازنة تعتمد على جهود الخيّرين ودعم المؤسسات الشعبية والرسمية، وهي مهما كان حجمها لا تعادل الجهد والسهر ولحظة الإبداع عندما يتم إيقاد شعلة المهرجان.
الثقة بقدرة إدارة النادي الحالية وعلى رأسها الصديق أيمن سماوي في تنظيم وإدارة أفضل مهرجان تعكس صورة الفحيص الحضارية، ونثق بأن امكاناته قد تتعدى مهرجان الفحيص إلى الإشراف العام على مهرجانات الأردن عموما.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

أجواء خريفية لطيفة حتى الثلاثاء

الأول نيوز – يكون الطقس السبت، خريفيًا لطيفًا في أغلب المناطق، ومعتدلًا في الاغوار والبحر …