التأهيل المهني وأهميته للأشخاص ذوي الإعاقة

د. إسراء الجيوسي –
 
يعتبر الاهتمام بالشباب بشكل عام ومن منهم ذوي الإعاقة بشكل خاص اهتماما بالمجتمع بأسره، ويقاس تقدم المجتمعات ورقيها بمدى اهتمامها وعنايتها بشبابها.
ولقد كان من أسباب ظاهرة الاهتمام بالشباب من ذوي الإعاقة هو النظرة إلى هذه الفئة من زاوية أن لديهم قدرات ومهارات يجب استغلالها إلى أقصى درجة ممكنة ، وعدم النظر إليهم من زاوية العجز ، وإتاحة الفرصة لهم ليسهل دمجهم في المجتمع  بعد القيام بتعليمهم وتأهيلهم للاندماج في الحياة بشتى مناحيها، وأهمها أن نوفر لهم فرص العمل بما يتناسب مع قدراتهم.   
إن تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة (الشباب والشابات) واجب يقع على عاتق المجتمع والدولة ومسؤوليتهما مشتركة، وذلك من أجل مساعدتهم على التكيف مع المجتمع وتقبل ذواتهم ليصبحوا منتجين وفاعلين في مجتمعهم، فالتأهيل يقوي ثقتهم  بأنفسهم، ويزيد من تقبلهم لأنفسهم، وتقبل الآخرين وإحترامهم لهم، وبالتالي تساعدهم على التكيف مع المجتمع .
وتحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص يجب إعطاء الشباب والشابات من ذوي الإعاقة الفرصة للتأهيل المهني ومن ثم دمجهم وإشراكهم في سوق العمل. علماً أن مفهوم التأهيل يعني : استعادة  الشخص ذوي الإعاقة جزءا من كيانه للإفادة من قدراته الجسمية والعقلية والمهنية بطريقة ميسرة وبقدر المستطاع ، كما يعني التأهيل المهني: العملية المتسقة التي تستهدف استعادة وتطوير الشخص ذي الإعاقة لأكبر قدر ممكن من القدرة على العمل وممارسة الحياة بشكل يتناسب مع قدراته وإمكاناته. وأيضا تلك العملية المنظمة المستمرة التي تهدف إلى إيصاله إلى أعلى درجة ممكنة من النواحي الطبية والنفسانية والتربوية والاجتماعية والمهنية التي يستطيع الوصول إليها.
إن الهدف العام من التأهيل هو مساعدة الشخص ذوي الإعاقة على أن يفهم نفسه من جهة وأن يفهم العالم المحيط به من جهة ثانية ليكون قادراً على التوافق والإندماج في المحيط.
أما التأهيل المهني هو تلك المرحلة من عملية التأهيل المتصلة والمنسقة التي تشمل توفير خدمات مهنية مثل التوجيه المهني والتدريب المهني والإستخدام الإختياري بقصد تمكين الشخص ذي الإعاقة من ضمان عمل مناسب والاحتفاظ به والارتقاء فيه .
والهدف الأساسي من التأهيل المهني:
هو أن الشخص ذي الإعاقة لا يمكن أن يعيش مستقلاً معتمداً على نفسه إلا إذا وجد مهنة تمكنه من العيش باستقلال تام أو جزئي عن الآخرين ، ولا يمكن بطبيعة الحال أن يحصل الفرد على مهنة إلا إذا حصل على نوع من التدريب والتأهيل المسبق .
و لعل أهم الأهداف المنتظرة من التأهيل المهني:
1- التقليل من الإعاقة وذلك بالرعاية الطبية والعلاج الطبيعي ، والقيام بالأنشطة اللازمة للحياة اليومية والتوافق الشخصي .
2- مساعدة الشخص ذي الإعاقة على تطوير قابليته للقيام بالمتطلبات اليومية ضمن حدود إعاقته ، للتوافق الإجتماعي في الأسرة وفي المجتمع .
3- إتاحة الفرصة أمام الشخص ذي الإعاقة ليطور قدراته الجسمية والنفسانية ليشعر بالفائدة وبقيمته في المجتمع .
العمل في حد ذاته حق لكل فرد في هذه الحياة لأنه التأكيد الواقعي لوجود الإنسان وقيمته
ومن هنا يعد التأهيل المهني من أهم مجالات الرعاية الإجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة وتأتي أهميته من أنه الهدف النهائي لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة وتدريبهم، ولا يمكن أن يحصل الفرد على مهنة إلا إذا حصل على نوع من التدريب والتأهيل المسبق.
ويستهدف التأهيل المهني مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على القيام بعمل، مع استثمار ما يتوفر لديهم من استعدادات وقدرات. وتتلخص فلسفة التأهيل المهني في احترام الشخص ذي الإعاقة وتقديره والتعامل معه كإنسان ذي كرامة والإعتراف بقدرته على التوافق والمرونة بالنسبة لظروف العمل المتاحة له في ميدان العمل بعد إعداده لذلك.
ودمتم طيبين

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الأردن يدين تركيب الاحتلال حواجز حديدية على 3 أبواب للأقصى

الأول نيوز – دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تركيب حواجز …