الصور الكبيرة لا تجلب أصواتا.. وأمنيات خبيثة بشتوة موسمية

أسامة الرنتيسي –
 
يتوهم مرشحو انتخابات البلدية واللامركزية بأن تكبير صورهم  على أرصفة الشوارع وواجهات المقرات سينعكس إيجابا على قرار الناخبين، بحيث يصوتون لصاحب الصورة الكبيرة.
ويتوهم أكثر من يعتقد أن زرع الصور على جنبات الشوارع بشكل يشبه زراعة الأشجار، بين كل صورة وصورة مسافة لا تزيد على خمسة أمتار سيفرض حضوره القوي لدى الناخبين، ربما صورة المرشح تعلق في أذهان الناس لكثرتها، لكن بالتأكيد لن تغير قناعاتهم  بالتصويت له.
تضحك من بعض شعارات  المرشحين، فتعلم تماما أنك تواجه مرشحا لا يعي بالضبط المهمة المرشح لها، فما علاقة انتخابات اللامركزية مثلا بشعار “من أجل تطبيق القانون” وما علاقة انتخابات البلديات بشعار “نجاحي هدية لكم”.
طرائف الشعارات انسحبت من الانتخابات النيابية إلى انتخابات البلدية واللامركزية، فأكثر المرشحين ترفعوا عن طرح الشعارات واكتفوا بصورهم المشغولة إلكترونيا لتصغير أعمارهم، وتبييض أسنانهم، وإضافة جماليات غير موجودة لديهم  في الأصل، وإذا تعمق مرشحون في الشعارات فإنهم يضعون شعارات لا تناسب قدراتهم ولا سيرهم الذاتية.
أكثر الشعارات ، خاصة في انتخابات البلديات تركز على كلمات التعاطف “ابنكم واخوكم وخادمكم الأمين…”.
لكن أسوأ وسائل البحث عن الأصوات لمرشحين لديهم ملاءة مالية، حيث يحصلون على أرقام المواطنين من شركات الاتصالات، ويوظفون صبايا للاتصال العشوائي، يبدأن بشرح سريع عن المرشح، بأنه رجل أعمال وشاب لديه طموح يريد التغيير، داعيات الناس لزيارة مقرات المرشح للتعرف إليه أكثر، ويغرينهم بالحلوان.
من كثرة اللافتات على الأرصفة، وصور المرشحين، يتمنى أصحاب المطابع، وشركات التصميم ومن يعملون على تركيب وصيانة صور ولافتات المرشحين، ومن يعملون في الدعاية الانتخابية، أن يمنّ الله علينا بشتوية موسمية مثل التي هطلت في معان قبل أيام، أو شتوة اسطنبول (الجمعة)، إذ كانت حبات البرد بحجم كرة تنس الطاولة، فأغلقت الجسور، وغمرت مياه الأمطار الشوارع، حتى لا تبقى لافتة أو صورة مرشح في مكانها، حتى يضطرون إلى إعادة الحملة الدعائية من جديد.
دعوات خبيثة، لكنها مهضومة….والدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

استشهاد أخصائي العظام الوحيد في شمال قطاع غزة سعيد جودة

الأول نيوز – استشهد اليوم الخميس، أخصائي العظام الوحيد في شمال قطاع غزة، الدكتور سعيد …