سوريا: موسكو تفتح باب التسوية لـ"النظام القوي"

الاول نيوز  – تتوالى على رئيس النظام السوري بشار الأسد رسائل التهئنة من حلفائه في الحرب، وأمس الثلاثاء، بعد تحقيق انتصار جزئي بفك حصار استمر 3 سنوات على مدينة دير الزور تتجه الأنظار نحو حسم عسكري وسياسي يوسّع سيطرة النظام على المزيد من الأراضي السورية.
مستقبل جديد
تلك الخطوة التي أشار إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبراً إياها مهمة باتجاه تحرير بقية الأراضي السورية من الإرهاب، حسب وصفه، تفتح الباب أمام مستقبل جديد في سوريا وخاصة بعد انحسار داعش في جزء بسيط من الأراضي السورية لا يتعدى الـ15%. وتؤكد المصادر، أن فك الحصار عن دير الزور يضيق الخناق على داعش، معقله الرئيسي الوحيد المتبقي في سوريا ومصدر كسبه المهم، بعد أن كان يسيطر على أكثر من نصف أراضي سوريا.
تغيرت اللهجة الروسية والسورية بعد فك الحصار مباشرة، فقد أصبح لدى النظام أوراق ضغط كبيرة، وسيطرة على معظم المناطق الاستراتيجية، وانعكس فك الحصار عن دير الزور على الحديث عن تسوية سياسية أصبحت مطروحة إلى جانب تهدئة طويلة تخطط لها روسيا والنظام معاً.
وأكد بوتين أمس الثلاثاء، أن “الوضع الميداني يتغير جذرياً لمصلحة القوات النظامية”. وتابع موضحاً: “أنتم تعرفون أن الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية اتسعت أضعافاً في غضون سنة أو سنتين، وتتطور هذه العملية بوتائر متسارعة”. وعبر عن أمله في أن يستكمل شركاء روسيا عمليتهم العسكرية ضد داعش في الرقة.
تسوية
تغير موازين القوى، يمهد لخطوة جديدة في سوريا، خاصة بعد تشديد الرئيس الروسي على ضرورة إطلاق العملية السياسية وتثبيت نظام الهدنة في مناطق خفض التوتر. حيث أكد أنه “فور انتهاء المعارك في دير الزور، وذلك سيعني تكبيد الإرهابيين هزيمة نكراء، ستحصل القوات الحكومية وحكومة الأسد على تفوق لا جدال فيه، يجب القيام بالخطوة التالية لتثبيت نظام وقف النار وتعزيز مناطق خفض التوتر وإطلاق العملية السياسية”.
لكن وعلى الرغم من التراجع الكبير لداعش، يبقى الحديث عن هزيمة حتمية للتنظيم سابق لأوانه، ويؤكد ذلك قول بوتين: “هل يمكننا القول إنه تم القضاء على داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى إلى الأبد؟ على الأرجح، من السابق لأوانه الحديث عن ذلك، لكن تغير الوضع الميداني جذرياً في الأراضي السورية أصبح واقعاً”.
الحسم في دير الزور ليس نهائياً، فداعش ما زال يسيطر على بعض القرى والأرياف في دير الزور، ما يوضح أن المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي ستنتقل إلى المدن والقرى الصغيرة.
وبعد تحرير دير الزور بالكامل، يأمل بوتين في أن يستكمل شركاء روسيا عمليتهم العسكرية ضد داعش في الرقة. موضحاً أن المناطق الخاضعة لسيطرة داعش في دير الزور، ليست ورقة للمعارضة السياسية ضد دمشق، بل تمثل نقطة إسناد عسكرية لأسوأ أطياف المعارضة المتشددة المنضوية تحت لواء التنظيم الإرهابي.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

العثور على أجهزة عسكرية في موقع إطلاق الصواريخ على دمشق

الأول نيوز – حددت وزارة الدفاع السورية موقع إطلاق الصواريخ نحو حي المزة في دمشق، …