د. إسراء الجيوسي –
تمضي بنا الأيام في سلسلة من الأحداث نحزن نتيجتها – نبكي- -نندهش- نفرح.. وهذه أقلها؛ وأنا أعيش وسط تلك الأحداث كلها كالمد والجزر ولا أمل لي في الاستقرار.
في قلبي بركان، ويغزو عقلي مليون سؤال، أطرق الأبواب كلها علي أجد جوابا، فيما الجواب الوحيد الذي أتلقاه عند طرحي أي سؤال: هو “نحن عرب يا إسراء” هذا هو الجواب!!!!!
في بعض الأحيان ليس بالضرورة أن تكون هناك إجابات عن الأسئلة والاستفسارات التي تطرح، فلربما تكون مبهمة، لكن إجابات الأسئله التي أطرحها جميعها معروفة ونتائجها حتمية.
عروبتنا الموؤودة.. كلمة يكررها الجميع.
علما أننا جميعا لا نذم عروبتنا، لكننا نذم حالنا وما يجري حولنا كله.
يصفنا الغرب بأننا إرهابيون ومجرمون، ويصفنا بعضهم بالمتخلفين، وآخرون يعتبروننا نوعا من أنواع الفطريات والبكتيريا التي خلقت من العفن، لأننا لا نصلح إلا لإجراء التجارب علينا بالمختبرات.
وكما قلت أنا لا أذم عروبتي.. أنا أبكيها.. أنوح عليها لأنها ماض لا يذكر إلا في كتب التاريخ.
ومنذ أن أصبحنا في المختبرات وتحت مجاهر التجارب والعمليات إنتهى آخر أمل لنا وفينا.
بنظري وللأسف؛ نحن شعوب يائسة بائسة، ورثنا أبناءنا البلادة والخذلان والنكران. نحن شعوب مهزومة، وهذا اعتراف لا يمكن نكرانه.
وللعلم أنا لا أتكلم عن ماضي الانتصارات والفتوحات، فهذا ماضٍ ولى وراح.
أنا أتكلم عن واقعنا ومأساتنا، وأسأل نفسي.. لما يموت منا في كل يوم المئات، وربما الألوف من الشباب والنساء والشيوخ والأطفال، فنعتبرهم شهداء، وهم ضحايا حلم لم ولن يتحقق، ووهم مزعوم اسمه الانتصار.
أنا وأنتم نحلم في كل يوم بالأمن والاستقرار وبعالم يسوده الحب والوئام، لكن وللأسف –على مستوى المجتمع الذي نعيش فيه أو المؤسسه التي نعمل فيها أو الأسرة التي تضمنا — نواجه بالخذلان، والمصيبة والطامة الكبرى أننا نظهر لبعضنا المحبة، ونرسم على وجوهنا صورا ملائكية والبراءة في أعيننا والعسل يقطر من أفواهنا، بينا الحقيقة أن الشياطين تغزوا عقولنا وتسيطر على أفعالنا فنكيد لبعضنا الدسائس ونحقد ونحسد ونخرب ؛ لما وصلنا إلى هذه الحال؟ هل الكراسي والمناصب هي أقصى أحلامنا ؟ أضعنا من أجلها عروبتنا وبعنا ما تبقى من أرضنا وأبدلنا تاريخنا الأبيض بتاريخ أسود والآن نضحي بكل بساطة بأجيالنا.
أقسم لكم أنه بنظري أصبح الانتحار مشروعا لأن كل ما تراه عيناي يعجز أن يخطه قلمي، وأحمد الله على أن القرآن الكريم هو كتابنا حتى تبقى ذكرى عروبتنا.
عندما أنظر لحالنا وأرى الكثير منا يهاجرون ليس فقط بأجسادهم، بل تهاجر العقول قبل الأجساد، لأن الطموح ممنوع علينا والمواهب مقتولة في بلادنا، فلا نجد إلا بالهجرة حلا لنا كي تحترم إنسانيتنا وكياننا ؛ نهجر أبناءنا كي يتعلموا الإبداع وينمّوا الموهبة والابتكار وأنا أوّل الفاعلين ؛ فما الحل بربكم ؟ الانتحار أم إعادة النظر في منظومة حياتنا وأولوياتنا وأهدافنا، دعونا ننظر لأرضنا التي ذهب فداءها أجدادنا، فلنطهر أنفسنا ونعيد النظر في تربية أبنائنا ولنغرس فيهم الكرامة والشجاعة والأخوة ولنربيهم على الأخلاق الحميدة والقيم العريقة ولنعلمهم الإبداع والعمل بإتقان، ولنعدهم رجالا يفتخر بهم، لأنه لن يصلح حالنا إلا بتنشئة أبنائنا لأنهم مستقبلنا الذي نعقد عليه آمالنا في تغيير واقعنا.
ودمتم طيبين
الوسومإسراء الجيوسي الأول نيوز الانتحار المشروع
شاهد أيضاً
هيئة بحرية: سفينة قبالة المخا اليمنية تبلغ عن هجومين وأضرار طفيفة
الأول نيوز – قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، السبت، إنها تلقت تقريرا عن هجومين …