مقالات مشابهة
الأول نيوز – تستعد مدينة الفحيص عصر الاثنين لاستقبال الذكرى الاولى لاستشهاد الكاتب والمفكر ناهض حتر الذي سيحضر الشهيد بذكراه الخالدة قداس وجناز مرور عام على استشهاده.
وفي بطاقة دعوة لافتة وجهها أهل واصدقاء حتر قالوا فيها ” الذكرى الاولى لاستشهاد الشهيد البطل ناهض حتر متوجا باكليل الشهادة التي وعد وطنه واهله بها، يحضر الشهيد ناهض حتر بذكراه الخالدة المطوّبة بيننا في قداس وجناز الذكرى السنوية الاولى لاستشهاده البطولي وغيابه الجارح عنا بالجسد شهيدا للفكر والقلم الحر والتنوير والنضال ضد الجهل والظلامية وابناء العتمة، وذلك في تمام الساعة الرابعة من مساء يوم الاثنين 25/ 9 في كنيسة قلب مريم الطاهر للاتين في الفحيص – البلد. لكي يضيء بذكراه وفكره وقلبه وقلمه الحر حبا عظيما افاض به على بلده الاردن وامته العربية لاجل اردن حر دائم التقدم باتجاه النور”.
كما ستقام فعالية جماهيرية وإحياء الذكرى يوم الخميس الساعة السادسة في بيت الفحيص ٢٨ /٩ وهو يصادف يوم الدفن.
الكاتبة والاديبة كفى الزعبي نشرت بوست عن الشهيد قالت فيه: يكتب بعض الأشخاض في هذه الأيام عن الشهيد ناهض حتر، معبرين عن إحساسهم بالفقد، عادين الشهيد شهيد الموقف والرأي. أشخاص يطفون على سطح ما يعتقدون أنها أعلى الأمواج، ولطالما أخضعوا كلمتهم لما يعتقدون أنه قوانين السوق، فالكلمة ـ السلعة ـ التي ظنوا في الأمس أنها ستجني لهم أرباح حضور ما، ما عاد الطلب عليها كبيرا اليوم، بعد أن سالت دماء الشهيد ولا زالت آثارها راسخة على أدراج قصر العدل . اليوم يقتضي سوق الكلام ـ حسب أوهامهم ـ كلاما آخر: يمجد الشهيد ويتغنى بمواقفه وآراءه…بينما في هذه الأيام من العام الماضي ، لمّا كان الشهيد معتقلا يتعرض لصنوف التعذيب في داخل السجن، وكان طنين القطيع في الخارج ينهشه، يمزقة كوحوش أُطلق سراحها عليه، ويغتاله في اليوم ألف مرة، لم يتوان هؤلاء الأشخاص عن امتطاء موجة هذا القطيع، فنهشوه أيضا بتفاهتهم وانتهازيتهم وصغرهم وواضعتهم . كتبوا كلاما إنشائيا وجلسوا يحصون الاعجابات… قالوا ما يرغب القطيع بسماعه من ذم وإدانه، بالنقمة ذاتها التي تغلي في لا قلب ولا عقل القطيع، وانتشوا بتصفيق وعواء الوحوش مثلما ينتشي مراهق غبي بلا بصيرة ، يتعجل الرجولة بالصراخ، دون أن يدرك ـ ولن يدرك ـ معناها .
في هذا النسق ذاته تسوّل لهؤلاء أنفسهم اليوم أن يركبوا دماء الشهيد، يغويهم استثمارها لتنميق إنشاء آخر يمجده. إنشاء يعتقدون انه سيوفر لهم حيزا ما، بينما هو في واقع الأمر يطفو في الهواء، بلا وزن ، بلا موقف ، بلا هوية…إنه يطفو وحسب، باحثا عن أعلى موجة ليركبها، في بورصة الثرثرة، علّهم يصبحون مرئيين .
أيها القتلة، اخجلوا، فدماء الشهيد تعرف كل من أطلق عليه رصاص الكلام قبل رصاص المسدسات…كلها على حد سواء اخترقت جسده واغتالته وأراقت دمه على باب “العدالة” .
