د. إسراء الجيوسي
عندما أقف أمام المرآة أطلق تفكيري إلى عنان السماء … وأغزل أحلامي من خيوط الحرير وأبدأ رسم الأماني والأحلام. أرسم لوحات ولوحات لعالم مليء بالحب والخير والاتفاق ..
إحدى لوحاتي التي رسمتها هي لوحه لجيل واعد يتسم بالحيوية والثقة وكل معاني القوة والإرادة.
الإرادة هي : مصطلح يعني الكثير وأنا عرفته بأنه القوة الدافعة التي تقف في وجه التحديات والعوائق التي تعوق تقدمنا أو تكبل أقدامنا فتعوق حركتنا.
أنا أيها الهامات أُبشركم أن أبناءنا مع التحديات كلها التي تواجههم والمفروضة عليهم والمعوقة لهم ؛ هم جيل لا يمكن الإستهانة به ولا بأي شكل من الأشكال، فهم شعلة من النار، لكن نحن من نجعلهم يخفقون بسبب النظام التعليمي العقيم الذي نخرطهم به مستهنين بعقولهم وإمكاناتهم وقدراتهم..
قد نكون فكرنا بهم وبمصالحهم ؛ ولكن ما حجم ذلك التفكير وما هو التغيير الذي أجريناه.
سادتي الكرام؛ نحن مازلنا نسير بعربات تقودها الخيول، وهم بعقولهم يسابقون كل تفكير أو تطوير..
سؤال يدور بخاطري أبحث عن إجابة عنه وأبحث لعلي أَجِد الجواب ؟!!
في كل يوم أسمع وقد أُشَارِك في العديد من المؤتمرات والعديد من المبادرات على أساس أننا نحن المتنفذين والمسؤولين عن مصالح أبنائنا لتطوير التعليم والمعلمين وتعديل المناهج والمدارس وغير ذلك بكثير…
مؤتمرات وندوات ورعاة وداعمون وأوراق عمل
“وهلمَ جرى” لكن لغاية الْيَوْمَ يا سادة يا أفاضل لم نقم بالتنسيق لعقد مؤتمر واحد أو ورشة عمل واحدة لأبنائنا مع وزير التربية والتعليم وهذا أقل وأبسط حق علينا نقدمهُ لهم ولتلك العقول التي لا يستهان بها ..
أشعر أننا لن نخرج أبدا من عقلية الكهوف المظلمة لأننا ولا مرة فكرنا أن ننظر في النور.
النور الذي بأعينهم هم لا أعيننا نحن .
هل قمنا بمحاولة واحدة نجعلهم هم الذين يقررون ويختارون؟
هل قمنا بأخذ آرائهم فيما نحن نجده في مصالحهم.
هل قمنا بمشاركتهم أحلامهم وطموحاتهم خططهم لمستقبلهم؟
دائماً نحن المسيطرون ؛ بل نحن من نقوم بتلجيمهم، ونحن المسؤولين عن إخفاقهم وفشلهم، ولنعترف بذلك لأننا لم نعلمهم أخذ الأدوار ولَم نعطهم ثقتنا ولَم نحفزهم على أداء قاموا به بل المصيبة أننا لم نسمح لهم القيام بذلك وكل ما فعلناه أننا وضعناهم بالمدارس ووضعنا عليها الأسوار الشاهقه كالسجناء، لم نعلمهم ولَم نثقفهم ولَم نربهم على أبسط القيم وهي احترام حدود الآخرين من دون اللجوء إلى وضع الأسوار والحراس ورجال الأمن.
نتحدث عن التكنولوجيا والثورة الصناعية الرابعة وعصر التنوير وغير ذلك بكثير وأبسط الأمور لا نقوم بها..
“والله لو كنت في محل سلطة لهدمت أسوار المدارس جميعها وجعلتها بلا أسوار وأقوم بإصدار قانون بعدم بناء المدارس بأسوار والأسوار المسموح بها هي أسوار من الزهور وساحات خضراء” وذلك كي أُربي وأغرس فيهم معاني الجمال والإحساس والإحترام كلها؛ لأن الأسوار الفولاذية التي تضعونها وتتباهون بها علمتهم الغش والاحتيال والهروب والاستسلام .
رسالتي لكم أنتم أيها المتنفذين والمربين وأولياء الأمور؛ انظروا ما وراء تلك الأسوار والأبواب الموصدة لعلكم تجدون الحلول ، لعلكم تعون ما تفعلون..
لا تبدؤوا بالإصلاح من أعلى الهرم إلى الأسفل …
إبدؤوا أولاً بإصلاح أنفسكم وتفكيركم ومن ثم أعيدوا تقويم القيم التي يحملوها أبناؤكم وأصلحوا الخطأ الذي فيها وقوموا بالاطلاع على قصص نجاحات الدول في مسار التعليم ليس فقط في المناهج والمحتوى التعليمي ودمج التكنولوجيا.
هم قاموا بالأهم من ذلك قاموا بغرس القيم ومن ثم بالتعليم لأن التنشئة مرحلة أسبق من التربية والتعليم .
هذه اللوحة التي نحن بحاجة أن نرسمها وننظر إليها
لوحة من أجيال تنشأ على كل معاني الحياة الجميلة المستقرةُ نفسانياً وجسدياً لا أجيال معقّدة ومرضى نفسانيين.
ودمتم طيبين…
الوسومإسراء الجيوسي الأول نيوز الاردن
شاهد أيضاً
الأردن يدين تركيب الاحتلال حواجز حديدية على 3 أبواب للأقصى
الأول نيوز – دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تركيب حواجز …