مقالات مشابهة
اسامة الرنتيسي –
حالة من التوهان يمر بها الرأي العام الأردني بسبب حوادث غريبة، يتابع تفاصيلها بما جادت به قريحة وسائل التواصل الاجتماعي، التي لا تصدق أية رواية رسمية، حتى الأمنية منها.
فضيحة سرقة الكهرباء تتدحرج في يوميات الأردنيين ولا أحد يمتلك المعلومة الصحيحة، أو للدقة هناك من يريد أن يزيد من توهان الأردنيين أكثر وأكثر، كي يبعدهم عن المفصل الرئيسي لمشروع قانون الضريبة الجديد الذي سيؤثر في حياتهم ومستقبلهم.
آخر التأليفات حول قصة الكهرباء، تقرير وزع على نطاق واسع بعنوان “الحرامي الصغير والحرامي الكبير في الأردن وما بينهما” طحن فيه أكثر من شخصية حتى وصلت الأمور إلى الذهبي في سجنه، وسمير الرفاعي وخصخصة شركة الكهرباء، واستعارة مقال قديم للمرحوم ناهض حتر بعنوان “دبي كابيتال التي أظلمت الأردن”.
والفيديو الغريب الذي فجع فيه الأردنيون وسلوك أفراد من البحث الجنائي ضد أستاذ جامعي لا يزال حديث الشارع، من دون رواية أمنية أخرى للحادث، وكيف وصلت الأمور إلى هذا الحد من العنف، وما التسريب الذي نقل على لسان النائب فواز الزعبي نقلا عن أحد أفراد البحث الجنائي في إربد، إلا زيادة في بشاعة ما حدث، وإن كان دقيقا فالكارثة أكبر.
الأمر من قبل مدير الأمن العام بفتح تحقيق، وقرار مدعي عام الشرطة بتوقيف 13 شخصا من أفراد البحث الجنائي في إربد، لم يقنعا الفضول الأردني الذي يبحث عن السبب وراء هذا السلوك الغريب، ولن يبررا الرواية المفجعة التي سردها الدكتور محمد الذيابات في اجتماع عشائر الرمثا عما حدث معه الذي ظهر جزء منه في الفيديو وما لم يظهر.
وأضيف إلى توهان الأردنيين قضية مقتل مواطن ستيني أمام منزله في منطقة خلدا فجر الجمعة، وزاد التوهان والتخمينات أكثر قرار حظر النشر.
الصمت الحكومي إزاء الحدثين غريب ومفجع أيضا، لا تعليق ولا توضيح، وتترك الرواية الشعبية وحيدة في الميدان، وبعد ذلك يأتي من يقول لك إن الإعلام هو المسؤول عن صورة أوضاعنا البائسة.
غياب الإجابات الرسمية المقنعة عن أسئلة الحوادث في الأردن ظاهرة ليست جديدة، فقد اعتاد المواطن الأردني على أنه آخر من يعلم عما يقع في بلاده، برغم الحوادث الكبيرة التي تقع أمامه، وبرغم المخاوف التي يعيشها من انتقال الفوضى والعنف من خارج حدود بلاده الشمالية والشرقية والغربية، ومن حواضن وخلايا جماعات إرهابية نائمة في مدن وقرى الأردن.
الدايم الله……
