السبت , أكتوبر 19 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

الأُمَّة في خطر

د. إسراء الجيوسي –
 
ألأمة في خطر؛ أمر إلزامي لإصلاح التعليم، كان هذا  عنوان تقرير الرئيس الأمريكي (رونالد ريغان)عام 1983، و كان لنشر هذا التقرير  حدث  بارز  في تاريخ العملية التعليمية الأمريكية الحديثة، حيث تنامى الشعور  بأن المدارس الأمريكية قد ضعفت وتراجعت نتيجه لحركات الإصلاح التي مرت بها . ولقد أسهم هذا التقرير في النمو والنهضة الفكرية والعلمية التي لا تزال  حتى الآن موجودة في أمريكا .
ونحن ما زلنا كما نحن، لا يتحرك لنا ساكن  وإن تحرك بعض منا كان أشبه بمشي السلاحف.. وأهم إنجازاتنا التي نفتخر بها هي تأمين طلابنا بحقائب مدرسية ومعاطف شتوية وبعض القرطاسية.
فكم يحزنني ويؤلمني واقعنا المشؤوم هذا،  فبعض  مدارسنا التي نعلم فيها أبنائنا عبارة عن بركسات وزرائب ، ومن دون نوافذ، عذرا  لهذا الوصف، لكنها الحقيقة … النار حولنا تأكل أحشاءنا فلذة أكبادنا ونغض عنها النظر.
فلنخجل من أنفسنا، الدنيا حولنا تتغير  والبلدان تعمر وتزدهر وتزيد الاختراعات والاكتشافات ، حتى القنابل النووية، بل وترسم خرائط بلادنا من جديد، ونحن نقف في مواجهة هذا التغيير كله متفرجين، فاغري أفواهنا، همنا الوحيد  قوتنا ولقمة العيش. لقد تبلد الإحساس فينا؟!! وأصبح همنا فقط هو رغيف الخبز ، والكاز ، والغاز وغلاء المعيشة.. والله ! أُمنيتي أن أصادف  شخصا يشتكي واقع التعليم في مدارسنا.
يا قوم نحن من ينطبق علينا القول:  الأمة في خطر ،  لأن الخطر محدق بنا ومن كل الاتجاهات،  بينا نحن لا حياء ولا حياة فينا.. دمى يحركنا الآخرون!!!
بربكم يا عقلاء وَيَا مفكرين ومحللي القرن الواحد والعشرين، هل  ما يحدث لنا من أزمات وتدهور في الاقتصاد وغلاء معيشة وأحداث وحروب بالجوار مريرة، لا يحركنا، نحن أمة لا نفكر، لقد غرقنا وأغرقونا وأشغلونا بما لا ينفع،  إن هم   يخططون لانشغالنا عن أهم عنصر ومورد بشري تقوم عليه الحضارات والدول تزدهر به  وتعلو إلى القمم وهو “الجيل الواعد” المورد البشري الذي لا ينفد،  بهم  نعلو ونعلو ونكون نجوما في السماء..
رسالتي إلى أصحاب القرار انهضوا من سباتكم من غياهب عقولكم المظلمة اللاهثة وراء سراب الملذات المؤقتة، حتى لا تفيقوا على وهم،  انظروا إلى واقع أبنائنا في مدارسنا، ولتجعلوا مخصصات التعليم والمدارس والطلاب والمعلمين أولى إهتماماتكم ، لا نريد المزيد من فتح الطرقات ولا نريد بناء الأبراج ولا تغيير العواصم ولا رسم السياسات أو تغيير الوزارات،  كل ما نريده هو أن ينعم أبناؤنا بحياة كريمة  وتعليم متمايز، ولتكن هناك ميزانية حقيقية لإعمار مدارسنا وإحقاق وإنصاف معلمينا .
إخواني وأخواتي هي صرخة نداء من أعماق قلبي .. كلها ألم على  واقعنا الذي يتجاهل أمر أبنائنا ومصالحهم ، فلنفق ليبقى الخير فينا والأمل بأبنائنا والعز لأردننا الذي به نفتخر ونبقى نفتخر أمام  الدنيا كلها ولنولي موضوع تعليم أبنائنا وإعمار مدارسنا جُلّٓ إهتمامنا.
ودمتم طيبين

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

بيان عربي يؤكد ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة

الأول نيوز- أكد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، المنعقد في دورة غير عادية …